المحتوى الرئيسى

بدأت بإستغاثة وانتهت بـ«تأهيل النفسي».. ما قصة منة عبدالعزيز فتاة «تيك توك»؟ | المصري اليوم

09/17 12:04

«اغتصبنى ومصورنى بالإكراه»، كلمات أثارت بها فتاة التيك توك، منة عبدالعزيز، قضيتها عبر منصات التواصل الإجتماعي، خلال الأشهر الماضية وصولاً للنيابة ومن ثم إخلاء سبيل.

تأجيل محاكمة منه عبد العزيز في واقعة فتاه «التيك توك» لـ21 سبتمبر

إخلاء سبيل منة عبدالعزيز فتاة «تيك توك» بعد إعادة تأهيلها نفسيًا

مفاجأة.. «تيك توك»: لن نعطيكم أموالًا حتى لو تخطت فيديوهاتكم ملايين المشاهدات

بداية القصة، جاءت بظهور منة، التي يتابعها عبر حسابها على انستجرام ما يقارب الـ50 ألف شخص، بالعديد من الكدمات على وجهها وهي تبكي، لتكشف عن تعرضها لحادث اغتصاب وتصوير بالإكراه من شخص صديقها بالإتفاق مع عدد من صديقاتها.

قالت منة: «فى فيديوهات اتنشرت ليا بالإكراه وضرب واغتصاب.. واحد اسمه مازن إبراهيم اغتصبنى ومصورنى بالإكراه وضاربنى وعورنى في كل جسمى، واللى منزلين الفيديوهات دى بنات صحابى متفقين معاه.. كانوا متفقين مع مازن إنهم هيغتصبونى ويضربونى وهيصورونى.. أنا عايزه حقى.. مش عشان أنا يتيمة أو معرفتش العيب من الصح أو معرفتش الغلط».

وعلى الفور، بدأ اسم منة يتصدر محركات البحث حينها ومن المعلومات المنشورة عبر حسابها أنها متزوجة، وتحرص على نشر العديد من الفيديوهات التي تجمعها بزوجها أو بمفردها، حيث أن حسابها على تطبيق الفيديوهات «تيك توك» يتابعها عليه 83 ألف متابع.

وكان قد تحول هاشتاج (#حق_منة_عبدالعزيز) وهاشتاج (#القبض_علي_المغتصب_مازن_ابراهيم) إلى الأكثر تداولاً عبر تويتر، ومن خلالهما قدم الكثير من مستخدمي موقع التدوين تويتر الدعم لمنة مطالبين بضرورة القبض على الشخص الذي اتهمته بالاغتصاب.

في المقابل، وبعد ساعات من نشر تلك الفيديوهات، خرج مازن إبراهيم، الشاب الذي تتهمه منة باغتصابها، صباح نفس اليوم، بمجموعة من الفيديوهات عبر حسابه على «فيس بوك»، للرد على إتهام منة، كاشفاً عن تعرضها للعديد من الأزمات العائلية والنفسية، مؤكدا على أن العلاقة بينهما كانت طيبة وعلاقة صداقة وكان دائم مساعدتها.

وطالب إبراهيم في الفيديو برغبته في الذهاب للطب الشرعي وتوقيع الكشف عليها للتأكد من عدم تعرضه لها، كما كشف عن تعرضه لعملية ابتزاز من منة للحصول على الأموال.

لم يمر الكثير من الوقت، عادت منة عبدالعزيز، مجدداً لكي يكون اسمها الأكثر تداولاً بعد فيديو تم نشره عبر حساب مازن على موقع «فيس بوك»، ظهرت منة، وأكدت على عدم تعرضها للاغتصاب على يد صديقها قائلة: «مكنش في مشكلة بينا، في بنات وقعت بيني وبين مازن، مفيش اغتصاب هو ضربي وشوهني بس، والبنات صحابي هما اللي صورونوا والحوار خلص خلاص».

وفي فيديو آخر، ظهرت منة بصحبة زوجها ومازن وشخص آخر جالسين سوياً، وتحدث مازن قائلاً: «منة قالت ان حوار الاغتصاب ده كان تحت وضع الانهيار والوضع النفسي السيء اللي كانت بتمر بيه، الكلام كله كذب»، لتقاطعه منة قائلة: «مفيش أي حاجة بينا هو اخويا الكبير واتصالحنا، وكل سنة وأنتوا طيبين».

أيام قليلة، وألقت أجهزة الأمن في الجيزة، مساء الثلاثاء، القبض على منة عبدالعزيز، وأحيلت الفتاة إلى ديوان عام قسم شرطة الطالبية، بعد القبض عليها في منطقة الطالبية، وجار عرضها على نيابة الطالبية والعمرانية بإشراف المستشار يحيى الزارع، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة.

وواجهت الفتاة اتهامًا بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، والتحريض على الفسق، والاعتداء على قيم المجتمع المصرى.

تقرير الطب الشرعي الخاص بمنة، أفاد بعدم تعرضها لاعتداء جنسى، وذلك بعدما تم عرضها بقرار من النيابة العامة على الطب الشرعى؛ لتوقيع الكشف الطبي عليها، وبيان مدى تعرضها لاعتداءات جنسية من عدمه.

وكان المستشار حماده الصاوي، النائب العام، أمر باستبدال الحبس الاحتياطي للمتهمة آية -وشهرتها «منة عبدالعزيز»- بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة 201 من قانون الإجراءات الجنائية كبديلٍ عن الحبس الاحتياطي؛ وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع «وزارة التضامن الاجتماعي» لـ«استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا».

بيان النيابة العامة: ناقوس مخاطر محدقة بشباب هذه الأمة

وكانت النيابة العامة أصدرت بيانا أكدت فيه إيثارها عدم الإفصاح عن تفصيلات الوقائع التي أقر بها المتهمون في التحقيقات؛ لما فيها من واقع أليم رأت تقديم ستره على الإعلان عنه، إلا أنها توضح أن إقراراتهم قد تواترت لتؤكد أن المتهمة المذكورة وإن ارتكبت جرائم -أقرت ببعضها- تستأهل عقابها، إلا أنها على حداثة عمرها وعدم بلوغ رشدها قد دفعتها ظروف اجتماعية قاسية تعرضت لها -من فقد المأوى والأهل، والسعي لتوفير سبل المعيشة- إلى الوقوع في فخاخ ارتكاب تلك الجرائم، وإلى حياة بالغة الخطورة جمعتها بباقي المتهمين الذين جنوا عليها.

وتابعت: «فمنهم من واقعها كرهًا عنها -وهي لم تبلغ سِنُّها 18 سنة- ومنهم من هتك عرضها بالقوة والتهديد، وسرقها بالإكراه، وضربها وأحدث إصاباتها، وأنها لم تكن لتُعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صُلحها مع أحد الجانين عليها والسكوت عن الآخرين على استياء منها، إلا تحت تأثير ضغط مارسه ذوو هذا الجاني عليها وإغرائها بهدايا على حداثة عمرها لاسترضائها ودفعها للإعلان عن هذا الصلح على خلاف رغبتها».

وأكدت النيابة العامة أن التحقيقات في تلك الواقعة وغيرها من الوقائع التي باشرتها خلال الفترة الأخيرة، قد تبين منها أن ناقوس مخاطر محدقة بشباب هذه الأمة قد دقَّ لإنذار المجتمع كله، تلك المخاطر التي تسللت إليهم عبر منافذ إلكترونية وحدود سيبرانية لا تحظى بأيِّ نوع من الرقابة تحت شعارات مزيفة نادت -كذبًا وزورًا- بحرية التعبير والإبداع، فخلقت فتنة صورت الباطل حقًّا في أعينهم، وطمَّعتهم في شهرة زائفة ونجاح لا فلاح فيه، ودفعتهم -أطفالًا وشبابًا- إلى الانخراط في حياة غارقة في الإباحية الجنسية، وتعاطي المخدرات والإدمان عليها، والسعي غير المشروع لكسب المال، بل وسرقته واختلاسه.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل