المحتوى الرئيسى

يعود لـ120 ألف سنة.. كشف أثري جديد في السعودية

09/16 14:52

أعلنت وزارة الثقافة السعودية ممثلة في هيئة التراث، اكتشاف فريق سعودي دولي مشترك، آثار أقدام لبشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك، يعود تاريخها إلى أكثر من 120 ألف سنة من الآن.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم برعاية وزير الثقافة السعودي، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود.

وأكد رئيس هيئة التراث الدكتور جاسر الحربش خلال المؤتمر الصحفي، أن هذا الاكتشاف الأثري الجديد والهام يمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية، كما أنه يقدم لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان بهذه البقعة من العالم.

وأبان أنه وفقا لنتائج المسح الأثري فقد ساهم وجود مئات البرك الطبيعية في النفود في بقاء وتكاثر الكائنات الحية بأنواعها المختلفة؛ حيث تم التعرف على طبعات أقدام سبعة أشخاص من البشر، ووجدت آثار طبعات للجمال (١٠٧ طبعات أثر وهي الأكثر على مستوى الموقع) والفيلة (٤٣ طبعة أثر) وآثار طبعات أخرى لحيوانات من فصيلة الوعول وفصيلة البقريات، والتي كانت تتنقل في مجموعات فيها الكبير والصغير، إضافة إلى حوالي ٢٣٣ أحفورة، تُمثل بقايا عظمية للفيلة والمها.

وأظهرت الدراسات احتواء الموقع على سبع طبقات أثرية، عثر فيها على أدوات حجرية آشولية مصنوعة من أحجار الاندسايت والرايوليت، وأدوات حجرية موجودة في مكانها الأصلي، ولم تتأثر بعوامل التعرية الطبيعية، وتميز الموقع بوجود صناعة حجرية متقدمة، اشتملت على الفؤوس الحجرية والشظايا الكبيرة، كما هو معروف في قارة أفريقيا، وفي ظل ظروف مناخية معتدلة.

وأشار الدكتور الحربش أن هذا الاكتشاف هو أحد نتائج المشروع العلمي الكبير (مشروع الجزيرة العربية الخضراء) الذي تشرف عليه الهيئة، وتتعاون فيه مع معهد ماكس بلانك الألماني وجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة كوينزلاند الأسترالية، وجامعة الملك سعود وهيئة المساحة الجيولوجية وشركة أرامكو، ويعمل فريق أبحاث سعودي دولي منذ أكثر من 10 سنوات على أبحاث ميدانية متعددة التخصصات، وقد أطلق على المشروع "الجزيرة العربية الخضراء" الذي شمل مناطق صحراوية مختلفة، وحول مناطق الحرات البركانية، وبالقرب من بعض السواحل في منطقة تبوك، ونجران، والرياض، وحائل، والمدينة المنورة، وضمّ الفريق عددًا من التخصصات المصاحبة لعلم الآثار.

وأثبتت نتائج المشروع العلمي المشترك أن هناك تغييرات كبيرة في البيئات؛ تتراوح ما بين القاحلة للغاية والرطبة. والأدلة الحالية تدعم بقوة تأكيدات وجود "الجزيرة العربية الخضراء" مرات عديدة في الماضي؛ حيث إن هناك سجلات بيئية ومواقع أثرية تعود إلى 500،000 سنة قبل الوقت الحاضر على الأقل، وخلال المراحل الرطبة كان هناك أنهار وبحيرات في جميع أنحاء الجزيرة العربية، الأمر الذي أدى إلى انتشارات وتوسعات سكانية، وهذا يؤكد أن الجزيرة العربية كانت مفترق طرق رئيس بين إفريقيا وبقية أوراسيا طوال عصور ما قبل التاريخ.

وقد تمكّن "مشروع الجزيرة العربية الخضراء" من خلال المسوحات المُكثفة والتنقيبات المنظمة من فهم الظروف المناخية القديمة وطبيعة البيئة السائدة في الجزيرة العربية؛ وذلك من خلال تحليل ودراسة البقايا الحيوانية المتحجرة في غربي صحراء النفود. وأظهرت تلك الدراسات وجود أنواع متعددة من الحيوانات ومنها الفيل مستقيم النابين، وحيوان النّو، والأسماك، والطيور؛ مما يؤكد كثافة الغطاء النباتي وتوفر المياه بشكل دائم، كما أن وجود السنوريات كبيرة الحجم مثل النمر الأوروبي والضبع دليل على أن صحراء النفود في المملكة كانت موطنًا لأنواع عديدة من الحيوانات.

كما كشفت النتائج العلمية من خلال استخدام النماذج الحاسوبية للبحيرات والأنهار القديمة باستعمال نظم المعلومات الجغرافية أن معظم المناطق لم تكن مواقع منعزلة، وإنما ترتبط بسلسلة متصلة من البحيرات القديمة، والتي تشكلت في الفترات المطيرة.

وأضاف: هناك أدلة تشير إلى أن الجماعات البشرية قد تعلمت كيفية التعايش مع الظروف الجافة والتغيرات البيئية المرموقة؛ بتبني نمط عيش يعتمد على الرعي وإدارة بيئاتهم الطبيعية في الواحات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل