استباق العقوبات الأمريكية.. لماذا نفذت إيران مناورات عسكرية بالقرب من مضيق هرمز؟

ذكرت وسائل إعلام رسمية، أن إيران تجري تدريبات عسكرية على مدى ثلاثة أيام بالقرب من الممر المائي الاستراتيجي لمضيق هرمز، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة بشأن مسعى واشنطن لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن التدريبات السنوية، المسماة  ذو الفقار-99، تشارك فيها قوات بحرية وجوية وبرية، وتجري في منطقة تبلغ مساحتها 2 مليون متر مربع في المياه الاستراتيجية. 

وقالت صحيفة واشنطن إكزامنر الأمريكية إن تنفيذ الخطط التكتيكية ومتابعة اختبارات صواريخ كروز أرض - أرض وصواريخ أرض جو وقاذفات الصواريخ والطائرات بدون طيار هي الهدف الرئيسي لمناورة الجيش في المياه الإقليمية.

وكان مضيق هرمز، الذي يقع بين سلطنة عمان وإيران والذي يمر عبره نحو خمس النفط العالمي، مصدر توترات أمريكية إيرانية. في تدريبات عسكرية مختلفة بالقرب من الممر المائي في أواخر يوليو، أطلقت القوات الإيرانية صواريخ على نسخة طبق الأصل من حاملة طائرات أمريكية. 

وفي الصيف الماضي، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في سلسلة من الهجمات على ست ناقلات شحن بالقرب من المضيق، ونفت إيران تورطها لكنها اعترفت بإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار قالت إنها انتهكت مجالها الجوي.

وتأتي المناورات الحربية هذا العام في الوقت الذي تمضي فيه إدارة دونالد ترامب قدما في خطتها لإعادة العقوبات الدولية على إيران، بما في ذلك حظر الأسلحة المقرر أن ينتهي في أكتوبر. في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حاول وزير الخارجية مايك بومبيو التسبب في "عودة سريعة" للعقوبات، متهمًا إيران بخرق التزاماتها بموجب الاتفاق النووي نفسه الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018.

وتابعت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تصريحات البحرية الإيرانية التي ادعت طرد طائرة أمريكية حلقت بالقرب من منطقة تجري فيها تدريبات عسكرية بالقرب من مضيق هرمز.

وقال الجيش إن ثلاث طائرات أمريكية - طائرة P-8 وطائرة MQ-9 بدون طيار وطائرة بدون طيار RQ-4 - رصدتها رادارات القوات الجوية الإيرانية بعد دخولها منطقة تحديد الدفاع الجوي في البلاد. وبعد "تجاهل تحذيرات أنظمة الدفاع الإيرانية بالابتعاد عن منطقة التدريبات"، تم تعقب الطائرة بواسطة طائرة بدون طيار الإيرانية قبل "تغيير مسارها ومغادرة المنطقة".

في يونيو من العام الماضي، أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار من طراز RQ-4 بعد ادعاء طهران انتهاك مجالها الجوي وهو ادعاء نفته الولايات المتحدة. ولقد وصل العدوان اللدودان إلى حافة المواجهة المباشرة مرتين منذ ذلك الحين.

تصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد من اتفاق نووي تاريخي في 2018 وأعاد فرض عقوبات على إيران.

وتفاقم العداء بين واشنطن وطهران بعد أن قتلت غارة أمريكية بطائرة بدون طيار الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني خارج مطار بغداد في يناير 2020، مما دفع إيران للرد بضربات صاروخية على قواعد يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق.

ونشرت البحرية الإيرانية خلال تدريبات الجمعة معدات عسكرية محلية، من بينها غواصة وصاروخ كروز في اليوم الثاني من التدريبات بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي.

تظهر هذه الصورة التي نشرتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية مشاركة القوات الإيرانية في مناورة عسكرية بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي الإيراني. وتجرى التدريبات التي تستمر ثلاثة أيام فوق المياه الممتدة من شمال المحيط الهندي إلى الطرف الشرقي لمضيق هرمز.

وقال الجيش الإيراني على موقعه على الإنترنت إن الغواصة التي أطلق عليها اسم الفاتح شوهدت وهي تعمل لأول مرة وأبحرت في المحيط الهندي. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الغواصة التي يبلغ وزنها 600 طن مجهزة بطوربيدات وألغام وصواريخ كروز، ويمكنها البقاء تحت الماء على عمق أكثر من 200 متر (650 قدمًا) لمدة تصل إلى 35 يومًا. وتم كشف النقاب عنها العام الماضي، وهي أول غواصة إيرانية من فئة شبه ثقيلة، حيث تملأ الفجوة بين غواصتها الخفيفة فئة غدير وغواصات فئة كيلو الثقيلة.

واختبرت البحرية الإيرانية إطلاق صاروخ كروز أرض - بحر من طراز "غدير" تم الكشف عنه لأول مرة في عام 2014، قائلة إنه نجح في إصابة هدفه على مسافة تزيد عن 200 كيلومتر (124 ميلاً).