المحتوى الرئيسى

غَادَة لَبِيب نائب وزير الاتصالات: أهوى القراءة والرماية….والعمل سر نجاحي - ICT Business Magazine - أي سي تي بيزنس

08/15 07:55

قيادة نسائيَّة مُتميِّزة ودَؤُوبه، وصاحبة رُؤْية وبصمة في كلِّ مِلف يُسند إِليها، تعشقُ العَمَلَ وتسعى دومًا للإِنجَاز، سعادتها الأساسيَّة في المُساهَمة في تحسين حياة المُواطن المِصري، ومَا يُقدم لَه من خَدمَات، شِعَارُها في الحياةِ لا نجاحَ بدون تخطيطٍ واجتهادٍ وتَضحيات، تمتلكُ خبرات وَاسعة في العَمَل الحكُومي لأكثر من 15 عامًا، عَمَلت مَعَ 3 من رُؤساء الوزراء، وشغلت مَنْصِبًا وَزاريًّا في حكُومتين متتاليتين.

حصلت عَلَى بكالوريوس هندسة الإلكترونيات والاتِّصالات من جامعة القاهرة، كَمَا حصلت عَلَى درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة إسلسكا الفرنسيَّة. بالإضافة إلى حصولها عَلَى عدد من الشهادات المُتخصِّصة في عدة مَجالات منها التَّطوِير المُؤسسي والتَّميُّز التَّشغيلي واستمراريَّة الأعمال، وتَصميم السيَاسَات وتقييمها، والحوكمة والإدارة الْعَامَّة.

هي نموذج مُتفرِّد، فهي من أولى السيدات الَّتِي تتولَّى مَنْصِب نَائِب وَزِير الاتِّصالات في تَارِيخ وَزارَة وقِطَاع الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات ، شغلت العديد من المناصب والمواقع القياديَّة الحكُوميَّة والخاصَّة؛ فقد شغلت مَنْصِب نَائِب وَزِير الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات للتَّطوِير المُؤسسي بوَزارَة الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات. كَمَا شغلت مَنْصِب نَائِب وَزِير التَّخطيط للإصلاح الإداري ومُستَشَار رئيس الوزراء للمُتابَعة ونُظُم المَعلُومات ومُدير مَكتَب رئيس مَجلِس الوزراء. وأيضًا مَنْصِب مُساعد وَزِير الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات للتَّطوِير المُؤسسي، ومُعاون وَزِير التَّنْمِيَة الإداريَّة والمَسؤُول عن تَطوِير الجِهَاز الإداري بالدَّوْلَة بوَزارَة الدَّوْلَة للتَّنْمِيَة الإداريَّة، ومُدير المَكتَب الفني لوَزِير الدَّوْلَة للتَّنْمِيَة الإداريَّة.

أفخرُ بأصولي الصعيديَّة، ودراستي أثَّرت كثيرًا في شخصيتي ..وأُسْرتي تتحملني كثيرًا، ومتفهمين وَضْعي رَغْم تقصيري في حقِّهم

كَمَا تولَّت عددًا من المناصب بشركات كُبرى، مثل: شَرِكة الجيزة للأنظمة؛ حيث شغلت مَنْصِب مُدير مَشرُوعات وقَائِد فَريق فني ومُطوِّر برمجيات. وتتمتع بأكثر من 20 عامًا من الخبرة القياديَّة المُتميِّزة في إدارة المُؤسَّسات وتطوير الأعمال المُختلفة، في القِطَاعين الخاص والحكُومي، إلي جانب خبراتها العَمَليَّة المُتميِّزة والمُتنوعة في إدارة المَشرُوعات الكُبرى.

كل مَا سبق هو وصف مُختصر للمُهندسة “غَادَة لَبِيب”، نَائِب وَزِير الاتِّصالات للتَّطوِير المُؤسسي، وقد أجرينا حوارًا مَعَها؛ لفَهْم واستكشاف مَحطَّات تِلكَ الشَّخصيَّة المِصريَّة، وإِليكم نص الحوار:

أنتمي لأُسْرة صعيديَّة وأعتزُّ بذَلِكَ، تربيت ونشأت في أُسْرةٍ مُتوسِّطة بالقاهرة، ودرست في مدرسة الليسيه بباب اللوق؛ فوالدي الدكتور “مصطفى لَبِيب”، أستاذ الفلسفة الإسلاميَّة بكُلية الآداب جَامعة القاهرة،وعضو مجمع اللغة العربية ،كَانَ يؤمن بأنَّ دراسةَ اللُّغة الفرنسيَّة تساعد في تعلُّم بقية اللُّغات خاصَّة الإنجليزيَّة والإسبانيَّة والإيطاليَّة.

طوال حياتي الدِّراسيَّة كُنت حريصةً عَلَى الاستفادة من الدِّراسة والاستمتاع والمُشاركة في كلِّ الأنشطةِ الطُّلابيَّة، ولم يكنْ هدفي تحصيلَ الدرجاتِ بقدر تحصيل المعارف والمهارات والخبرات، وهذا أثَّر كثيرًا في شخصيتي، وكَانَ المُعلِّمون يختارونني مُساعدةً لهم.

تربيت عَلَى الحوار داخل الأُسْرة واتِّخاذ القرار وتحمُّل تبعاته، أتذكرُ أنَّ رغبة والدي – رحمه الله- كَانَت الالتحاق بكُلية الآداب قسم اللُّغة الفرنسيَّة، وكَانَ يرى أنَّ الفتاة لم تُخلق للشقاء أو التعب، ولَكِني فضَّلت الالتحاق بكُلية الهندسة؛ لحبي الشديد للفيزياء والرياضيات، وكنت من المَحظُوظات؛ لأنَّ من بينَ الَّذِين درَّسوا لي أساتذة كبار وعمالقة، ومنهم: الدكتور “أحمد نظيف”، رئيس مَجلِس الوزراء الأسبق، والدكتور “محمد شاكر المرقبي”، وَزِير الكَهْرَباء والطاقة المُتجدِّدة الحالي، والدكتور “سمير شاهين”، والدكتورة “نيفين درويش”، شقيقة الدكتور “أحمد درويش”، وَزِير التَّنْمِيَة الإداريَّة الأسبق، ولا زلت أُكِّنُ لَهم جميعًا كلَّ الحبِّ والتَّقدير.

أنا ماهرة في عَمَل الفتة والمسقعة، وأحبُّ دائِمًا أنْ أحافظَ عَلَى نظافة المَطبخ

دراسة الهندسة كَانَت مُمتعة بالنِّسْبَة لي، وكُنت أحضر جميع المُحاضرات والسكاشن وأسمع وأتناقشُ مَعَ أساتذتي وزملائي، وأميل للفَهْم وليس الحفظ، وهذا كَانَ يقلل الوقت اللازم للمذاكرة، وكنت أستطيع  الإلمام بالموادِّ الدِّراسيَّة في وقت قصير.

الإجازة الصيفيَّة بالنسبة لي لم تكن وقتًا للفراغ يضيع هباءً؛ لَكِنها كَانَت فُرصةً طيبة لأنْ أنمي مهاراتي الشَّخصية والحياتيَّة، فمثلًا في إحدى الإجازات الصيفيَّة تعلَّمت الخياطة في مُؤسَّسة أخبار اليوم بَعد تشجيع بعض صديقاتي، وأنا في الجَامعة في عام 1990 حصلت عَلَى فُرصة عَمَل في مُنَظَّمة اليونسكو، وحصلت على راتب 400 دُولَار في شهرين، وكَانَ هَذَا المبلغ كافيًا لأن أسافر إسبانيا، وأتعرف عَلَى ثقافات جديدة.

منذ نعومة أظافري، وأنا أحبُّ التَّعامل مَعَ الناس وتَكوين عَلاقات اجتماعيَّة، وكنت أذهبُ إلى النَّادي وأشترك بالرِّحلات وأتواصل مَعَ صديقاتي، ودائِمًا أرى أنَّ الحياةَ تكامل بينَ النَّاس، ولا أقارن نَفْسي بالآخرين، ولَكِن أقارن نَفْسي بالسَّابِق؛ لتحديد مُستَوى التَّطَوُّر والإِنجَاز، ومُراجَعة الذَّات باستمرار. وأحرص عَلَى التواصل مَعَ جميع الأصدقاء والمعارف قدر استطاعتي، ولدى صديقات منذ الطفولة لازلنا عَلَى تواصل، ومنهن: “عزة شوقي الحداد”، وهي طبيبة أسنان، و”سلوى فاروق”، أستاذ في علوم القاهرة قسم الحيوان.

ومنذ تخرُّجي قرَّرت أنْ تكونَ لي مسيرةٌ مهنيَّة مُتجدِّدة أفتخرُ بِها، والحمد لله .. لم أعملْ في أيَّة وظيفة بالوساطة، ففي البداية عملت في مَركَز مَعلُومات مَجلِس الوزراء، بِنَاءً عَلَى طلب من الدكتور “سامح سعيد” – رحمه الله-  وعملت مَعَه في مَشرُوع وادي التُّكْنولُوجيا. ولَكِن لم أشعرْ بالرغبةِ في الاستمرار بالمَركَز أكثر من عام، وقرَّرت بَعدها أن أذهب للقِطَاع الخاص رَغْم أنَّ راتبي في مَركَز المَعلُومات كَانَ الأعلي أجرًا، والتحقت بـ (شَرِكة جيزة سيستمز) بوظيفة “مبرمج” في إدارة تَطوِير التَّطبيقات والبرمجيَّات براتب 320 جنيهًا، ولحُسن الحظِّ كَانَ يرأس مَجلِس إدارة الشَّرِكة وقتها المُهندس “محمد نصير”، وكَانَ المُهندس “عقيل بشير”، هو العضو المنتدب، وهما من قامات قِطَاع الاتِّصالات المِصري. واستمرَّ عملي بالشَّرِكة لأكثر من 12 عامًا، وذَلِكَ من يوليو 1993، وحَتَّى ديسمبر 2004، وتركت الشَّرِكة وأنا أشغل مَنْصِب مُدير مَشرُوعات، وفزت بجائزة مُوظَّف العام أكثر من مرة عَلَى مدار فترة عملي بالشَّرِكة.

تركت تراب الميري في IDSC رغم ارتفاع الأجر وفضلت العمل في القطاع الخاص

والحقيقة مُدة عملي بالشَّرِكة كَانَت – بالفعل- مُثمرة؛ حيثُ قمت بإدارة مَا يزيد عن 30 مشروعًا لتَطوِير البرمجيَّات والتَّطبيقات، ومُتابَعة دورة حياة المَشرُوع بالكَامِل بمَا في ذَلِكَ إعداد وتَنفيذ خُطط المَشرُوعات، ومنها الخُطط الخاصَّة بتَنفيذ نطاق الأعمال، والتَّكاليف، والعقود، والموارد البشريَّة، والاتِّصال، والجودة، والتنبؤ بالمخاطر الَّتِي يمكن أنْ تواجه كلَّ مَشرُوعٍ، واقتراح الحلول، واتِّخاذ القرارات الَّتِي من شأنها تجنُّب حدوثها، وذَلِكَ لكل من الحزم الدوليَّة الجَاهزة والمُصمَّمة من قبل أوراكل، ومايكروسوفت .. وغَيْرهما، وكذَلِكَ التطبيقات الَّتِي يتمُّ تَطوِيرها بالشَّرِكة كإدارة مَشرُوع تَطوِير عدد من التَّطبيقات الحكُوميَّة، ومنها تطبيقا المُوازَنة والحسابات لصالح وَزارَة الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات؛ بغرض نَشْرهما وتعميمهما في جميع الوحدات الحسابيَّة بالدَّوْلَة، بالإضافة إلى تَطوِير تَطبيقات لصالح القِطَاع الخاص، ومنها إدارة خَدمَات الشَّحن والحسابات الدَّاخِليَّة لشَرِكة Danzas – DHL.

هناك مَشرُوعات كثيرة تظلُّ مَحفُورةً في ذاكرتي شاركت فيها خِلال فَتْرَة عَمَلي بشَرِكة “جيزة سيستمز”، ويحضرني بقوةٍ مَشرُوع الصِّيانَة الوقائيَّة لكل مُعدات هَيْئَة قناة السُّويس (قاطرات- كلاركات- معديات ..) خِلال الفَتْرَة من (1993 – 1995)، وهذا مَشرُوع كَانَ يشمل العديد من المهامِّ من التَّحليلِ وجَمْع البَيَانَات والعَمَل مَعَ المَخازن والورش، وهَذَا المَشرُوع عن جدارة قد غيَّر لي مَجرى حياتي، فقد كنت استيقظ في تمام السَّاعة الـ 5 صباحًا؛ من أجل الذهاب إلى مقرِّ الهَيْئَة في بور فؤاد، وكنت أصعد إلى الحافلة (السوبر جيت)؛ من أجل الوصول إلى بورسعيد الساعة الـ 10 صباحًا، ثم المعدية إلى بورفؤاد من أجل الوصول إلى عملي في تمام السَّاعة الـ 11 صباحًا.

رفضت مَنْصِب وَزِير في عام 2013 خِلال عَهد الإِخوان، ولم أندمْ عَلَى هذا القرار

وقد تعايشت في هَيْئَة قناة السُّويس لمُدة عامين بالتَّمام والكَمال، وكنت أقضي ليلتي في فندق هلنان ومبنى الإرشاد بإدارة التَّمْوِين بالإسماعيليَّة. وأتذكر أنَّه تمَّت خطبتي وتزوَّجت وأنا أتولَّى مَشرُوع هَيْئَة قناة السُّويس.

وثاني المَشرُوعات الَّتِي شاركت فيها كَانَ تَطوِير مطاحن وسط وغرب الدلتا في طنطا بداية من زراعة ورد القمح الصبي أو المُعبَّأ، وحَتَّى تَحوِيله إلى خبز مكرونة ومنتجات، وشاركت في مَشرُوعات أُخْرَى، كتطوير قطاع الأدوية وإدارة المستشفيات وقطاع النقل، خاصة ما يتعلق بحسابات المخازن والمشتريات والمالية والأرشفة الإلكترونية.

وبَعد هَذِهِ الفَتْرَة من العَمَلِ في القِطَاع الخاص جاءتني رغبة قويَّة للعَمَل في القِطَاع الحكُومي والمُساهَمة في تَطوِير الجِهَاز الإداري للدَّوْلَة من خِلال وَزارَة الدَّوْلَة للتَّنْمِيَة الإداريَّة، ففي يناير 2005، تمَّ اختياري من قِبل الدكتور “أحمد درويش”، وَزِير التَّنْمِيَة الإداريَّة لكي أكونَ مُديرة المَكتَب الفني، وخِلال هَذِهِ الفَتْرَة نجحت في إدارة جميع الأنشطة والخَدمَات اللوجستيَّة لمُسابقة (المُتميِّزون) لمُدة 5 سَنوَات عَلَى التوالي، والَّتِي كَانَت تهدفُ إلى التَّعرُّف عَلَى أفضل المُمارسات الإداريَّة في الحكُومة المِصريَّة (أفضل مُدير، أفضل مَوقِع إلكتروني يقدم خدمات تفاعلية للمواطنين، أفضل مُنفِّذ خدمة) ، والإشراف عَلَى إعداد الوثائق والتقارير والعروض التقديميَّة المَطلُوبة في كافة مراحل المُسابقة. فضلًا عن الاشتراك في تَحكيم مُسابقة (المُحتوى الإلكتروني العربي) الَّتِي أشرفتْ عَلَيها وَزارَةُ الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات؛ بهدف تَطوِير صناعة المُحتوى الإلكتروني.

وفي مارس 2007، أصبحت مُستَشَار وَزِير التَّنْمِيَة الإداريَّة للتَّطوِير المُؤسسي، ومُدير بَرنامج التَّطوِير المُؤسسي، ونجحت خِلال هَذَا المَوقِع الوظيفي في القيام بإعداد الخُطط الإستراتيجيَّة لبرنامج التَّطوِير المُؤسسي خِلال الفَتْرَتين (2007 – 2012)، و(2012 – 2017)، وإعداد خُطة المُوازَنة الاستثماريَّة لمَشرُوعات البرنامج، فضلًا عن المُتابَعة والإشراف عَلَى إدارة مَا يزيد عن 70 مَشرُوعًا من مَشرُوعات التَّطوِير المُؤسسي عَلَى المُستَوى الكُلي للجِهَاز الإداري للدَّوْلَة  وفي قطاعات الصحة والتعليم والنقل والرى والزراعة والقوى العاملة والصناعة والمستشفيات الجامعية، وغيرها، حيث تم إعداد الخُطط الإستراتيجيَّة، ودراسات إعادة الهيكلة، وتَطوِير الثَّقافَة التَّنظيميَّة، وإعداد بطاقات الوَصف الوظيفي، وتَصميم وتوثيق مَنظُومات العَمَل وإعادة هندستها، وخُطط تدوير العاملين، وإعداد كوادر الصف الثاني للقيادات العُليا والوسطى، وتحديد الاحتياجات التدريبيَّة، وإنشاء/ دمج/ فصل الجِهات الحكُوميَّة، وتَنفيذ إدارة التَّغيير مَعَ التأكُّد من الالتزام بالتَّنفيذ في إطار المُوازَنة والخُطة الزمنيَّة والموارد المُحدَّدة لكل مَشرُوع.

رسالة الرئيس لي : أنَّ الوطنَ إِذَا نَادى عَلَى أبنائِه فلابد أنْ يستجيبوا

كَمَا كَانَت فَتْرَةُ العَمَل بوَزارَة التَّنْمِيَة الإداريَّة، والَّتِي امتدت حَتَّى فبراير 2013، عامرةً بالعديد من المَهامِّ والإِنجَازات، ومنها: الإشراف عَلَى تَطوِير خُطط بِنَاء القُدرات عَلَى مُستَوى الجِهَاز الإداري للدَّوْلَة الَّتِي استهدفت مَا يزيد عن 1500 من القيادات العُليا والوسطى؛ للارتقاء بمهاراتهم الإداريَّة، والإشراف عَلَى إنشاء قاعدة بَيَانَات لوحدة بِنَاء القُدرات للعاملين بالجِهَاز الإداري للدَّوْلَة. كَمَا عملت كمُنسِّق وَطني لمَشرُوع الإدارة بالنتائج الَّذِي كَانَ يتمُّ تَنفيذه بالتنسيق مَعَ البَرنامج الإنمائي للأُمم المُتَّحدة “UNDP”، وكذَلِكَ إنشاء مُبادَرة لاستحداث وظيفة “المُدير التَّنفيذي للمَعلُومات”، وتقديمها لأول مرة في الجِهَاز الإداري للدَّوْلَة، ممَّا أسفر عن إصدار رئيس الوزراء لقرار بإنشاء هَذِهِ الوظيفة بكلِّ وَزارَةٍ ومحُافَظةٍ.

كَمَا شَرُفْت بتمثيل مِصر والعَمَل كعضوٍ بمَجمُوعة العَمَل الإفريقيَّة الَّتِي تمَّ تشكيلُها؛ لتقييم عَمَليَّة إعادة هيكلة مُنَظَّمة الكوميسا ومُؤسَّساتها، والعَمَل كمُقرِّرٍ لمُبادَرة الحُكْم الرشيد؛ من أجل التَّنْمِيَة في الدُّول العربيَّة تحت مظلَّة مُنَظَّمة التَّعاون الاقْتِصَادي والتَّنْمِيَة “OECD” في الدُّول العربيَّة، وكذَلِكَ تمثيل الوزارة فيمَا يزيد عن 15 مُؤتَمَرًا وورشة وسينمارات محليَّة وإقليميَّة ودوليَّة.

وفي مارس 2013، جاءتني الفُرصة للعَمَل في مَجال الاتِّصالات وتُكْنولُوجيا المَعلُومات مرة أُخْرَى، ولَكِن هَذِهِ المرة في القِطَاع الحكُومي كمساعد وَزِير الاتِّصالات للتَّطوِير المُؤسسي، ورَغْم أنَّ مُدة شغلي للمَنْصِب كَانَت حوالي سنة حَتَّى إبريل 2014، إلا أنني نجحت وفَرِيق العَمَل في تَطوِير الرُّؤْية والرسالة وصياغة خُطة إستراتيجيَّة لقِطَاع تُكْنولُوجيا المَعلُومات والاتِّصالات، فضلًا عن إعداد هيكل تنظيمي جديد للوزارة في ضَوْء الخُطة الإستراتيجيَّة للوزارة خِلال الفَتْرَة (2012 – 2017)، يراعي المُتغيرات الَّتِي تطرأ عَلَى طبيعة العَمَل بالوزارة.

كَمَا ساهمت خِلال فَتْرَة العَمَل بوزارة الاتِّصالات كمُساعد وَزِير للتَّطوِير المُؤسسي في تصميم مَنظُومات عَمَل جديدة؛ للارتقاء بالأداء والوصول إلى التميُّز التشغيلي بالوزارة، مثل: مَنظُومة إعداد وإدارة البروتوكولات، ومَنظُومة إدارة ومتابعة المَشرُوعات، بالإضافة إلى استحداث بعض الوظائف بالوزارة وهَيْئَاتها التَّابِعة، مثل: (المُدير التَّنفيذي، ومُدير تَطوِير الأعمال، ومُدير المَشرُوع.. وغيرها) مَعَ تقديم بعض الرُّؤى والحلول للمشكلات/ الموضوعات/ الإستراتيجيَّات، كعضو مَجلِس إدارة بكل من مَعهد تُكْنولُوجيا المَعلُومات والهَيْئَة القوميَّة للبريد. وكذَلِكَ المُشارَكة في أعمال لَجنة شبكة الأمان الاجتماعي؛ بهدف تخفيض الدَّعم الحكُومي، والإشراف عَلَى مَشرُوع إنشاء تحديث التَّرقيم البريدي لمِصر، وتَطوِير فكرة المَشرُوع؛ لتشمل كذَلِكَ التَّرقيم المَكَاني “National Grid System”، والاشتراك في وَضْع المبادئ الأساسيَّة، وتحديد الأنشطة المَطلُوبة لإنشاء هَيْئَة تَنظيم الخَدمَات البريديَّة.

والحقيقة أنَّ مِصر منذ يناير 2011، قد مرَّت بمراحلَ صعبةٍ وتحدياتٍ كُبرى، ولَكِن كعادتها وبفضلِ الله ثم أبنائها تغلَّبت عَلَيها. وقد كَانَ عام حُكْم الإخوان عامَ أزماتٍ وتحدٍ وَاضِح لهُوِيَّة مِصر، ولَكِنَّ المِصريين تصدوا للمُخطَّط، ونجحوا في الخلاص من الجماعة، وأنا عن نَفْسي رفضت مَنْصِب وَزِير في عام 2013 خِلال عَهد الإخوان المُسلمين ولم أندم عَلَى ذَلِكَ القرار.

ولَكِن عندما اتَّصل بي رئيس الوزراء الأسبق المُهندس “إبراهيم محلب”، بَعد تَشكيل الحكُومة عقب ثَوْرَة 30 يونيو 2013، وقالَ لي أنَّه يحمل رسالة من الرَّئيس “السيسي” مفادها أنَّ الوطنَ إِذَا نَادى عَلَى أبنائِه فلابد أنْ يستجيبوا، وطلب مني أنْ أتولى إِدارة مَكتَبه، وتوليت هَذَا المَنْصِب في مايو 2014، وحَتَّى سبتمبر 2015، خلفًا للدكتورة “نجلاء الأهواني”، وَزِير التَّعاون الدولي الأسبق، وهي مهمة كَبيرة فرضت عَلَيّ الكثيرَ من المَسؤُوليات فكنت أحضر جميع اجتماعات مجلس الوزراء واللجان الوزارية برئاسة رئيس مجلس الوزراء (اللجنة الاقتصادية، لجنة الإنتاج، اللجنة الخدمية..). وأتذكر جيداً اننا  قدرنا بالمتابعة والتنسيق بين الجهات المختلفة نساهم في إقناع إحدى الشركات الأجنبية الكبيرة إنها تتراجع عن رفع قضية ضد مصر أمام التحكيم الدولي.

حصلت عَلَى تَكرِيمات وَطنيَّة ودوليَّة، ولَكِن سعادة المُواطن بتحسُّن الخَدمَات هي أكثر شيء يسعدني

ودخلت مرحلة جديدة في حياتي المهنيَّة في السلك الحكُومي.. وذَلِكَ بالعمل كمُستَشَار للسيد رئيس مَجلِس الوزراء لنُظُم المَعلُومات خِلال الفَتْرَة من (سبتمبر2015 – إبريل 2016)؛ حيث شَرُفْت بالعَمَلِ مَعَ المُهندس “شريف إسماعيل”، رئيس الوزراء الأسبق في مَشرُوع حول تكامل قواعد البَيَانَات القوميَّة، وكنت خِلال فَتْرَة عملي أقومُ بالتَّعاون مَعَ فَرِيق العَمَل بالتَّخطيط والإعداد لتكامل قواعد البَيَانَات القوميَّة، والتَّنسيق مَعَ مُختلف الجِهات المَعنيَّة/ المعنيون (الوزراء، المُحافِظون، رُؤساء الجِهات الحكُوميَّة …). فضلًا عن الإشراف عَلَى وَضْع السيَاسَات والإِجرَاءات والمعايير والمواصفات المَطلُوبة؛ لتحقيق التكامل بينَ قواعد البَيَانَات، وتأمينها مَعَ التأكُّد من تَطبيق الحوكمة، مع التركيز على ربط واستحداث وتكامل قواعد البيانات القومية ذات الأثر المباشر على الموازنة العامة (عجز/ وفر).

كما تولَّيت أيضًا مِلف مُتابَعة تكليفات رئيس الجمهُوريَّة للحكُومة وتَوْصِيَّات الرقابة الإداريَّة للحكُومة، حيثُ شغلت مَنْصِب مُستشار رئيس مَجلِس الوزراء للمُتابَعة ونُظُم المَعلُومات خِلال الفَتْرَة من (مايو 2016 – يونيو 2018)، وكنت المَسؤولة عن مُتابَعة التَّكليفات الواردة من رِئَاسَة الجمهُوريَّة للوزراء ورُؤساء الجِهات الحكُوميَّة والإشراف عَلَى إعداد تقارير عن الإجراءات التَّنفيذيَّة المُتخذة لتنفيذ تِلكَ التَّكليفات، والمُتابَعة الدَّوريَّة مَعَ الوزراء ورُؤساء الجِهات الحكُوميَّة للتأكُّد من تَنفيذ تَوْصِيَّات هَيْئَة الرقابة الإداريَّة، والإشراف عَلَى إعداد التَّقارير والمذكرات المَطلُوبة للسيد رئيس مَجلِس الوزراء؛ تمهيدًا لإِرسالها إلى مَكتَب رئيس الجمهُوريَّة أو هَيْئَة الرقابة الإداريَّة.

وخِلال تِلكَ الفَتْرَة كَانَ لي بعض الإسهامات في دعم مَنظُومة الميكنة والتحوُّل الرقْمي من خلال عضوية الأمانة الفنية للمجلس القومي للمدفوعات برئاسة رئيس الجمهورية، وعضويَّة اللَّجنة الاستشاريَّة للمَجلِس الأعلى للمُجتمع الرقْمي، والاشتراك في إعداد وثيقة مِصر الرقْميَّة، والَّتِي تشمل إستراتيجيَّات وآليَّات التحوُّل نَحو المُجتمع الرقْمي، فضلًا عن المُشارَكة في دِراسة المَشرُوعات الَّتِي تعرض عَلَى اللَّجنة الاستشاريَّة للمَجلِس الأعلى للمُجتمع الرقْمي، مثل: إنشاء الشَّبَكَة الوَطنيَّة للكارت المُوحَّد للمُواطنين، ومَشرُوع التأمين الصحي.. وغيرها، بالإضافة إلى بحث آليَّات استخدام وتَطبيق التُّكْنولُوجيات الحديثة، مثل: Big Data, Blockchain, Artificial Intelligence، في المَشرُوعات الَّتِي تعرض عَلَى اللَّجنة، والإشراف عَلَى تَطوِير تَطبيق مميكن للمُتابَعة بالوحدة واستخراج التقارير والإحصائيات الخاصَّة بالمَوقِف التَّنفيذي للرُّدود عَلَى كل من رِئَاسَة الجمهُوريَّة وهَيْئَة الرقابة الإداريَّة.

ومن الأمور اللي فارقت جداً في تفكيري حصولي في عام 2017 على دورات الأمن القومي والاستراتيجية من إحدى الصروح الوطنية في مجال العلوم العسكرية والأمنية والاستراتيجية وهى أكاديمية ناصر، بصراحة أدين لها بالفضل في فهم أبعاد ومفهوم الأمن القومي، وإدراك حجم التحديات والمخاطر الداخلية والخارجية اللي بتحيط ببلدنا واللي لازم أي مسئول يكون ملم بيها وعارفها كويس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل