المحتوى الرئيسى

الانتهاكات التركية للعراق.. هل تقود إلى تحالفات جديدة؟

08/13 20:39

يبدو أن مستقبل العلاقات بين تركيا والعراق لن يكون أقل توتراً مما هو عليه خصوصاً في ظل التصعيد بين الجانبين التركي والعراقي خلفية القصف التركي الأخير بطائرة مسيرة، والذي استهدف حرس الحدود العراقية مما تسبب بمقتل ضابطين وجنديّ من الجيش العراقي في منطقة سيد كان شماليالبلاد في إطار عملية "مخلب النمر" العسكرية المستمرة منذ أسابيع.

ونظراً لهذا "الاعتداء السافر" كما تم وصفه من الجانب العراقي، ألغت وزارة الخارجية العراقية زيارة لوزير الدفاع التركي إلى البلاد كانت مقررة اليوم الخميس (13. آب/أغسطس)، بالإضافة إلى إلغاء جميع الزيارات المبرمجة للمسؤولين الأتراك في الوقت الحاليّ، رداً على القصف واستدعت السفير التركي فاتح يلدز للتنديد بما يقوم به جيش بلاده، حيث سلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ترفض فيها "الاعتداءات والانتهاكات المستمرة للأراضي العراقية، مطالبة الجانب التركي بتوضيح ملابسات هذا الاعتداء ومحاسبة المعتدين". كما ذكر بيان الوزارة أن هذه الأعمال تخالف "مبدأحُسنالجوارالذيينبغي أنيكون سبباً في الحرص علىالقيامبالعملالتشاركيّ الأمنيّ خدمة للجانبين"، وأن تكرارمثلهذهالاعتداءات وعدم وقف الخروقات وسحب القوات التركية المتوغلة داخل الحدود العراقية،يدعو لإعادة النظر في حجمالتعاون بين البلدين على مُختلِف المستويات مما يؤثر على العلاقات التاريخية بين العراق وتركيا.

إذ يشن الجيش التركي غارات وعمليات أمنية تستهدف مواقع حزب العمال الكردستاني جنوب شرقي البلاد وشمالي العراق منذتموز/يوليو من عام2015، عندما استأنف الحزب تمرده وهجماته ضد عناصر الأمن والجيش التركيين. وتجدر الإشارة أن الحزب تم تصنيفه كمنظمة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

إرسال Facebook google+

من جهتها، تؤكد انقرة على حقها في التصدي لحزب العمال الكردستاني الذي "يهدد أمن العراق أيضاً"، كما تشدد على مسؤولية العراق باتخاذ اجراءات ضد المسلحين، وأنها ستدافع عن حدودها إذا سمح بوجود تلك الجماعة الكردية، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية التركية.

ما الذي تفعله تركيا في العراق؟

تنقل تركيا صراعها المستمر منذ عقود مع المسلحين الأكراد إلى حدود أبعد في عمق الأراضي العراقية في الشمال،وتقيم قواعد عسكرية وتنشر طائرات مسيرة مدججة بالسلاح ضد المقاتلين المتحصنين بمعاقلهم في الجبال.

والسبب في ذلك أن القوات التركية موجودة أصلاً في العراق منذ فترة طويلة. إذ تعتمد تركيا في تدخلها العسكري بالعراق على اتفاقية قديمة مع نظام صدام تعود إلى 1995 وإلى اتفاقية مماثلة مع حكومة برزاني عام 1997 لشن عمليات عسكرية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني. أبرم نظام الرئيس السابق صدام حسين الاتفاقية مع تركيا عام 1995 للسماح للقوات التركية بالتواجد في قواعد بشمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني الانفصالي.

وتملك تركيا قاعدة عسكرية كبيرة في بامرني (45 كلم شمال دهوك) في محافظة دهوك بإقليم كردستان منذ 1997 وتحديداً في موقع مدرج قديم كان يستخدمه الرئيس السابق صدام حسين لزيارة قصوره في مناطق سياحية قريبة. وتملك تركيا أيضاً ثلاث قواعد أخرى صغيرة في غيريلوك (40 كلم شمال العمادية) وكانيماسي (115 شمال دهوك) وسيرسي (30 كلم شمال زاخو) على الحدود العراقية التركية. وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود أتراك على مدار السنة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل