المحتوى الرئيسى

لماذا يشكك علماء ألمان بلقاح كورونا الروسي ويحذرون من مخاطر؟

08/12 14:08

فاجأت روسيا العالم بإعلانها عن تطوير أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وأكدت على فعاليته في تشكيل مناعة ضد الفيروس الذي أصيب به حتى الآن أكثر من 20 مليون شخص حول العالم. لكن الإعلان الروسي قوبل بالحذر من البعض، بينما عبر البعض الأخر عن شكه في فعالية اللقاح. فما هي الأسباب؟

يستخدم الكثيرون غسول الفم للتخلص من رائحة النفس الكريهة وتسوس الأسنان. لكن هل تساعد الغرغرة بغسول الفم في القضاء على فيروس كورونا؟

في الوقت الذي ارتفعت فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم، خرج آلاف الألمان المناوئين لتدابير الحكومة للحماية من كورونا في دورتموند للاحتجاج. ومعهد ألماني يتوقع التوصل إلى لقاح نهاية العام الحالي.

بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، لم يتمكن إلى الأن أي عالم من الحكم على فعالية الدواء بشكل مستقل، حيث أن جميع المعلومات تأتي من الجهات الروسية. وفي هذا الشأن يقول عالم الفيروسات بمعهد برنهارد نوخت لطب المناطق الحارة يوناس شميدت شاناسيت لوكالة الأنباء الألمانية:"أنا متحفظ للغاية على الموافقة بطرح هذا اللقاح. فحتى الآن لا توجد بيانات منشورة عنه، وهذا أمر يمثل صعوبة كبيرة."

تعد المشكلة الكبرى بحسب الخبراء هي الموافقة على طرح اللقاح دون الانتهاء من مرحلة الاختبارات السريرية، وهو الامر الذي يخالف البروتوكول الطبي المتعارف عليه في تطوير اللقاحات. وبحسب موقع "تاغس شاو" الإخباري الألماني فإن الانتقادات انهالت على روسيا من المجتمع الطبي الدولي لمخالفتها القواعد المتبعة ومخاطرتها بحياة مواطنيها.

إرسال Facebook google+

ونقل الموقع عن رئيس نقابة الأطباء الاتحادية الألمانية كلاوس راينهاردت تعليقه على اللقاح بقوله إن السماح بطرحه يعد "تجربة شديدة الخطورة على البشر"، وأضاف:" تطعيم مجموعات كاملة من الشعب بهذا اللقاح في هذه المرحلة المبكرة من تطويره أمر غير مسؤول."

ويوافقه في الرأي شميدت شاناسيت، والذي يشير إلى أهمية اتباع قواعد منظمة الصحة العالمية في تطوير اللقاحات، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف شميدت أن اللقاحات تمر عادة بعدة مراحل، ويتم اختبارها على البشر في المرحلة الثالثة والتي تشهد تجربة فعالية اللقاح على آلاف المتطوعين على مدار عدة شهور لمعرفة كيفية عمله واكتشاف آثاره الجانبية.

ويستشهد شميدت شاناسيت بما حدث في الفلبين عند طرح لقاح ضد حمى الضنك بطريقة مشابهة دون التأكد من فعاليته، وهو ما جعل المواطنين يشعرون كأنهم "فئران تجارب" على حسب تعبيره، مما أدى إلى إحجامهم عن التطعيمات بشكل عام لفقدهم الثقة في الجهات المسؤولة.

وفي السياق نفسه نقلت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" تصريحات لوزير الصحة الألماني ينس شبان عن شكوكه بشأن فعالية اللقاح الروسي والموافقة على طرحه قبل اكتمال النتائج. ونقلت الوكالة قول شبان:" "يسعدني أن يكون هناك لقاح مبدئي جيد لكن استنادا إلى كل ما نعرفه، وهذه هي المشكلة الرئيسة لأن الروس لا يخبروننا بالكثير، فهذا (اللقاح) لم يختبر على نحو كاف". كما انتقد شبان التعامل مع الأمر على أنه مسابقة لتحديد من الأول، وذلك على حساب تطوير لقاح فعال وآمن، بحسب فرانس برس.

خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".

يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".

تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.

وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل