المحتوى الرئيسى

هل أودى «الحسد» بحياة مصطفى حفناوي؟: علماء الدين يفسرون الحقيقة - المصري لايت

08/10 21:45

بعد أيام خيم فيها الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، انقلبت هذه المنصات، عصر اليوم، إلى دفتر عزاء مفتوح من قبل كثيرين، إثر وفاة المدون مصطفى حفناوي، والذي دخل مؤخرًا في غيبوبة نتيجة تشخيص خاطئ لحالته، المتمثلة في جلطة بالمخ.

واستطاع «حفناوي» خلال رحلته القصيرة في الدنيا، التي غاب عنها وهو في عُمر 25 عاما فقط، من بلوغ مستوى لم يستطع كثيرين الوصول إليه، فتمتع بشعبية واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جراء مقاطع الفيديو التي ينشرها، كما بنى جسرًا مع نجوم الوسط الفني، كان على رأسهم تامر حسني.

‎الحمدلله ♥️الدُقي بتفرح♥️تنورونا ف أي وقت … الحلم بيكبر وقريب أوي هنعلن عن الفرع الخامستفتكروا هيبقى فين ؟ ‎#طاوله_بتلفّ_مصر ‎مبروك يا صديق الكِفاح♥️ @amrrady14 @qahwettawla

وأردف «جبر»: «كنت هجنن وادخلك من يومين علشان أكون مطمن إني رقيتك، وريحت قلبي إني كون سبب ليك أشيل عنك العين دي، والحمدلله عرفت ادخل ارقيك إمبارح، مصطفى قبل موته كان لسه عارض إنه افتتح الفرع الثالث من مطعمه والكافيه، وفيه تعليقات كتير مكتوبة بحقد وغل إنك عايش حياتك والفلوس في أيدك بتجري، وحقك تعمل أكتر من كده ما أنت بتجيب إعلانات من فيدوهاتك، فعلا نفوس الناس مريضة».

من جانبه، تطرق الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لقضية الحسد، فقال، خلال برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية DMC، إن «حفناوي» يعد من أشهر أصحاب قنوات «اليوتيوب» في مصر والعالم العربي ويتابعه الملايين، وحقق شهرة كبيرة ويتمتع بوسامة وجسد متناسق منقطع النظير.

وتابع «الجندي»: «الدنيا كانت أمامه منورة ومزهزهة.. لكن الحفناوي جاله شوية مغص والتشخيص كان خاطئًا، وانخدع الأطباء بجسده القوي وأخذ حبوب للمغص مع أنه كان عنده جلطة في المخ فقلبت معاه بشلل نصفي ثم دخل في غيبوبة ومن سويعات انتقل إلى رحمة الله».

ورغم حديث «الجندي» عن ضرورة تحقيق التوازن خلال الاحساس بالفرح للإنجازات المحققة، إلا أنه تطرق إلى الحسد، معتبرا ما حدث لـ«حفناوي» حالة من حالاته: «كلمة حسد مش معناها الإغفال عن الأسباب، خدوا بالكم، أصل الحديث عن جابر بن عبدالله أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: (العينُ حقٌّ تُدخِلُ الجملَ القِدرَ والرَّجلَ القبرَ)، ده جرس إنذار وبديه لحضراتكم، ياناس ياللي مش واخدين بالكم إنكم معرضين للعين أو الحسد».

حالة التأكيد على تعرض «حفناوي» للحسد، لقيت استنكارا من قِبَل الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قائلًا إن مقياس حضارة أي مجتمع أو تخلفه هو تعلقه بالغيبيات: «الناس إذا انصرفت عن عالم الشهادة والأسباب، وعلقت الأمور على غيبيات هذا هو التخلف بعينة».

ويضيف «كريمة»، لـ«المصري لايت»: «نحن لا ننكر وجود عالم الغيب لكنه لله، أنا أقصد بالغيبيات الأمور غير المعلومة للناس، أولًا ما الدليل أن هذا الإنسان تعرض للحسد؟ ومن أدراهم أنه تعرض لذلك؟ الله تعالى يقول: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)».

ويردف «كريمة» حديثه بالإشارة إلى أن الشرع أناط الأمور بالأسباب، والدين ليس له علاقة بهذا الموضوع، مؤكدًا أن الحسد مذكور في القرآن كجريمة لا كمشروع، مثله كشرب الخمر والسحر.

كما أيدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، رأي «كريمة»، موضحةً أن الشعب المصري أصيب بسبب مواقع التواصل الاجتماعي برغبة في الفتوى والكلام في كل شيء، بعلم أو بغير علم، حتى أصبحت كارثة في ثقافتنا حسب تعبيرها.

وتؤكد «نصير»، لـ«المصري لايت»، أن الحسد موجود، لكن ليس «بهذه الصورة الصارخة» وفق قولها، مردفة: «الحسد عرفه كثير من الفقهاء بأن العين الحسود تنظر إلى صاحب النعمة وقسموه لأكثر من نوع، نوع من الحاسدين الذين يتمنون أن تزول النعمة وتأتي إليهم، وآخرين يتمنون زوالها فقط».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل