المحتوى الرئيسى

الصحة العالمية تدعو الشباب لإتباع الإجراءات الاحترازية: أجواء الصيف سبب زيادة الحالات - فالصو

08/10 05:01

تحمّل جهات عدة بينها منظمة الصحة العالمية وهيئات عامة فى بلدان مختلفة، الشباب مسؤولية الانتشار المتجدد لفيروس كورونا المستجد، بسبب ما يعتبره البعض سلوكا أنانيا ومتهورا من هذه الفئة التى يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط خصوصا فى أوج الاحتفالات الصيفية.

ودعا مدير الطوارئ الصحية فى منظمة الصحية العالمية مايكل راين أخيرا الشباب إلى التحلى بحس "المسؤولية"، متوجها إلى أفراد هذه الفئة بالقول "اطرحوا على أنفسكم السؤال: هل أنا فى حاجة حقا لأذهب إلى هذه الحفلة؟"... وذلك بعد اتهام مباشر للشباب نهاية الشهر الفائت بالمساهمة فى نشر فيروس كورونا المستجد، بحسب فرانس برس

فقد ترافق موسم العطلة الصيفية ورفع القيود فى أكثرية الدول مع ازدياد كبير فى المشاريع الخارجية للشباب بين 15 عاما و25 ممن يُقبلون بشدة على المشاركة فى الحفلات.

وتشير السلطات الصحية إلى أن النوادى الليلية تشكل بؤرا أساسية لتفشى كوفيد-19. وقد كان لسويسرا، وهى من بين آخر البلدان التى أعادت فتح نواديها الليلية، تجربة خاصة فى هذا المجال.

ففى جنيف، ثبت أن ما بين 40 % و50 % من الحالات المكتشفة فى الأسبوعين الأخيرين من تموز/يوليو "كانت مرتبطة بأناس ارتادوا النوادى الليلية والحانات، وهى أماكن تشهد رقصا وتبادلا للقبلات"، وفق رئيس قسم الوقاية من الأمراض المعدية فى المستشفيات الجامعية فى جنيف ديدييه بيتيه.

وفى بلدان أخرى، أغلقت النوادى الليلية أو جرى تحويلها إلى حانات صغيرة يمنع فيها الرقص، كما فى إيبيزا فى أرخبيل البليار الإسباني، إحدى عواصم السهر فى العالم.

غير أن هذا الوضع دفع برواد السهر إلى التوجه نحو الشوارع والغابات والشواطئ لإقامة حفلاتهم.

وقرب مانشستر، جمعت سهرات راقصة ما بين ألفى شخص وأربعة آلاف. وفى لندن، تداهم الشرطة باستمرار مواقع تشهد حفلات سرية، فيما استحالت غابة فنسان فى باريس مرتعا للحفلات الحرة.

ويرى منظمو هذه الحفلات السرية التى لا تشهد أى وضع للكمامات أو التزام بالتباعد الجسدي، من أمثال أنطوان كالفينو أن "الاحتفال أمر حيوى (...) وهو يشكّل متنفسا لا مثيل له".

كذلك تبدى ألمانيا قلقا مما يسميه رئيس معهد روبرت كوخ المرجعى لوثار فيلر "حفلات ارتجالية متهورة". وهو يقول "رغم أن الأشخاص المشاركين هم من الشباب الذين تشير الإحصاءات إلى أنهم أقل عرضة للإصابة بالمرض بدرجة خطرة، قد ينقلون العدوى إلى عائلاتهم".ويسجل عدد الإصابات ارتفاعا كبيرا، وهى فى كثير من الأحيان من دون أعراض.

وفى كندا، يشكل الأشخاص دون سن 39 عاما أكثرية واضحة من الحالات الجديدة. وهؤلاء "ليسوا أشخاصا لا يُقهرون" بمواجهة المرض، بحسب هيئة الصحة العامة.

وتحاول السلطات الطبية فى كل مكان تطويق هذه الظاهرة. وتسعى إسبانيا إلى التصدى للمشكلة جذريا. ويقول خبير الأوبئة فى وزارة الصحة فرناندو سيمون إن "الشباب يشكلون المجموعة الأكثر عصيانا على المراقبة" خصوصا مع "نمط حياتهم ورغباتهم المختلفة جدا فى العيش"، داعيا إلى اعتماد أسلوب "عقابي" عند اللازم لكن من دون "شيطنة" هذه الفئة.

لكن إيجاد الطريقة المناسبة للتوجه لهؤلاء مهمة صعبة.

ويتساءل عالم الاجتماع ماريانو أوراكو "أى معلومات حفظها الشباب؟"، قائلا إنه فى البداية "كان الحجر المنزلى بعدها أتت الحرية. بالنسبة لهؤلاء، لا حرية مشروطة بل كاملة".

وبعد حملة تحذيرات من مخاطر شرب الكحول فى الأماكن العامة، وزعت بلدية مدريد تسجيلا مصورا يشرح أهمية وضع الكمامة رغم كونها غير مريحة.

ويبيّن التسجيل المصور مجموعة من الشباب يحتسون المشروبات ثم يرقصون فى النادى الليلي، قبل أن يظهروا فى غرفة العناية الفائقة ثم فى مشهد إحراق للجثث. وينتهى التسجيل المصور بعبارة "ثمة أمور تسبب الحر أكثر من وضع كمامة. فلتحموا أنفسكم ولنحم أنفسنا".

وفى ظل العجز من جانب السلطات، يدعو البعض إلى مقاربة براغماتية. ويقول خبير الأمراض إريك كوم من جامعة بيتييه سالبيتريير فى باريس "فلنترك الشباب يصابون، نحن لن نرسلهم إلى الجيش".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل