المحتوى الرئيسى

حسابات تصور السيدات بالشوارع.. القانون يحذر من الريبورتات وفتيات: "خايفين من الفضيحة"

08/10 01:36

استقظت إحدى الفتيات ذات يوم وقررت ارتداء ملابسها والنزول للشارع، ربما بحثًا عن لقمة عيش، أو قضاء بعض المشاوير أو حتى التنزه، دون أن تلتفت إلى أن شخص آخر قرر انتهاك حريتها، بل حُرمتها، والتقط لها صورة من الخلف، أثناء سيرها، ليقرر رفعها على العديد من الحسابات الوهمية، ونشرها مُرفق معها العديد من التعليقات البذيئة والألفاظ النابية، مُطالب متابعيه بنشر الصورة أو المقطع المصور على أوسع نطاق من أجل زيادة عدد متابعي صفحته.

شكل جديد من أشكال التحرش، الذي تحاربه الدولة بالقوانين الرادعة، فضلًا عن ضحياه اللاوتي قررن الخروج من قُبعة الخوف للبحث عن حقوقهن، ومعاقبة الجُناة، في محاولات منهن للقضاء على تلك الظاهرة الدنيئة، ولكن صاحبها هُنا مجهول، قرر التخفي خلف صفحة وهمية، ونشر صور لسيدات لا يعلمهن، فقط باحثًا عن زيادة أعداد المتابعين، وربما التربح من تلك الصور. 

"قناص النساء"، أو"صياد النساء".. هكذا باتت تَضج بعض الحسابات الوهمية التي تحمل تلك المسميات، على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث قرر أصحابها تصوير السيدات، المارة بالشوارع دون علمهن من الخلف، لرصد ملامح جسدهن، ومن ثم رفع تلك الصور مع وصفها بأسوأ الكلمات والألفاظ الخادشة للحياء، ضاربًا بقواعد الدين والعادات والتقاليد عرض الحائط. 

صفحات باتت تُشكل حالة من الرُعب لكافة الفتيات، اللاتي تملك الخوف منهن، خوفًا من أن يكونوا ضمن ضحاياه، ليقررن على الفور الإبلاغ عن تلك الصفحات.

"بسرعة يا بنات اعملوا ريبورت واقفلوا الأكونت ده، بيصور البنات في الشارع ويشتمهم لاحسن نلاقي صورنا ضمنهم".. هكذا تحذر الفتيات بعضهن البعض، فهن لا يملكن سوى تلك البلاغات، التي لا تؤثر في أصحاب الحسابات الوهمية، بشيء سوى غلقها لبضعة أيام، أو حتى إغلاقها نهائيًا، حيث يقوم هؤلاء بإنشاء غيرها من جديد. 

فتيات: "حتى لو صورنا مش هنقول نخاف نتفضح"

"هُن" طرحت السؤال على بعض الفتيات اللاتي اختلفت آرائهن حول تلك الواقعة، فقالت "يسرا. أ" 25 عاما: "بشوف الصفحات دي كتير وساعات بدخل فضول أشوف إيه اللي فيها، بس حتى لو لقيت صورتي استحالة أبعت لأدمن الصفحة أقوله يشيلها". 

وتابعت: "يعني يبقى هو مصورني من ضهري وأنا أفضح نفسي وأقوله أنا دي، ما طبيعي هيبتزني". 

وقالت "حنان. م" 22 عامًا: "إنها في حال وجدت صورة لها من الوجه من المؤكد عزمها تقديم بلاغ في مباحث الإنترنت"، مضيفة: "لو من ضهري بصراحة ممكن مبلغش لأن محدش عارف أصلًا مين دي". 

ومن جانبها، قالت "أمينة. أ" 30 عامًا: "بصراحة آخري أعمل ريبورت للصفحة عشان تتقفل خالص".

القانون يحذر من الريبورتات.. لازم بلاغ في المباحث 

من جانبها حذرت مها أبو بكر، المحامية، والحقوقية، من اتخاذ الفتيات خطوة "الريبورت" فقط، قائلة: "لازم تبلغ في مباحث الإنترنت عشان يتبعوا صاحب الأكونت ويقبضوا عليه، الريبورت ده هيقفل الصفحة والمطلوب إن الصفحة تفضل مفتوحة عشان المباحث تتبع مين فاتحها ومن فين". 

عقوبات رادعة لصاحب تلك الحسابات.. سجن وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه

وأكدت الدكتورة سامية جميل المحامية، أن صاحب تلك الحسابات إذا جرى الإبلاغ عنه، وتتبعه ومن ثم القبض عليه، من المُقرر أن يواجه العديد من العقوبات، أبرزها انتهاك الحياة الخاصة، والسب والقذف، فضلًا عن التحرش. 

قائلة: "إن القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، والذي صدق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في أغسطس 2018، يهدف لمواجهة الجرائم التي ترتكب عبر الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي من شأنها تمس الأمن القومي للبلاد وسمعة المواطنين وحرياتهم الشخصية".

وأكدت لـ "هُن" أن انتهاك حرمة الحياة الخاصة للأفراد والتشهير بهم عقوبته الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه.

وتنص المادة (25) من قانون مكافحة جرائم الإنترنت، الخاصة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوى المعلوماتي بمعاقبة كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع، أو انتهك حرمة الحياه الخاصة أو أرسل العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين. 

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل