المحتوى الرئيسى

«هو».. قصة قصيرة لـ دعاء المهدي | المصري اليوم

08/10 01:32

نظرت إليه باشمئزاز وكراهية وهو مازال واقفا أمام المرآة ينظر إلى نفسه بخيلاء وهو يداعب شعيرات ذقنه بيديه ويعيد ترتيبها أكثر من مرة ويعيد النظر إلى نفسه من جديد وهو يهمس بصوت يصل إلى أذنيها: (الله عليك يا زاهر يا جامد.. دايما تخطف العيون مفيش منك اتنين)..

«المصري اليوم» تستعرض قصص المسلات المصرية (ملف خاص)

«حكايات كركور».. قصص لتوعية أطفال سيناء بفيروس كورونا

قصص ملهمة في التعليم والمعرفة من أعمال «مؤسسة آل مكتوم» 2019

وأمسك بزجاجة البرفان وأغدق على نفسه بنفحاتها التى وصلت لأنفها فارتعشت وجلة للحظات وهى تتذكر كم كان هذا العطر يثير فى نفسها اللهفة والشوق إليه أن يضمها فقط إلى أحضانه.

تذكرت حين رأته لأول مرة كم انبهرت به وهو يتحدث فيخطف الأسماع والأنظار إليه.. كم كانت كلماته القليلة (التى أدركت فيما بعد أنه لم يحفظ غيرها فى حياته) تأخذها إلى تلك الأماكن والعوالم التى يحكى عنها.

ذهبت بذاكرتها إلى اليوم الذى التفت إليها فيه أخيرا بعد العديد من محاولاتها للفت نظره وابتسم لها قائلا: (عجبتك.. صح.. أنا عارف).

تلعثمت كلماتها ونظرت إليه وكأنها تنظر إلى السماء.. كانت تسكت دوما فى حضرته وتشعره وكأنه يحضر العالم إليها بكلماته ونظراته.. وكان هذا ما أعجبه فيها.

كم أحبت «غيرته» وكانت تحدث نفسها ومن حولها بتلك الكلمات البلهاء (بيغير عليه يعنى بيحبنى) كانت فقط تتمنى أن يحبها فلم تلق بالا إلى أنه لا يراها هى.. لاي سمعها.. لا يعرف فيها سوى صورته هو.. لم يحب يوما سوى ذلك الكيان الذى تمجد هى فيه. انتبهت من ذكرياتها على صوته يخترق ألمها الذى لم تبح به يوما (هو أنا مش قولتلك مفيش خروج من البيت.. لا شغل ولا غيره ومفيش جدال.. حبيبتى قولى حاضر عشان أفضل أحبك) ووضع يده على رأسها وهو يمسك بعض خصلات شعرها بقليل من العنف ويبتسم وهو يكرر (ها.. سمعينى هتقولى إيه).

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل