المحتوى الرئيسى

مصطفى زمزم يكتب: واقع العمل الأهلي التنموي المصري ومستقبله (٢)

08/09 19:02

في الجزء الاول من هذا المقال طرحت سؤال مفاده ما هو توقعك لحال وملامح العمل الاهلى التنموي المصري بعد خمس سنوات من الان؟؟ وكان هذا السؤال قد وجهه لى اكثر من صحفى واعلامى في الايام القليلة الماضية بحكم تخصصى في رصد ومتابعة العمل الاهلى ، وقد استعرضت في الجزء الاول من المقال ما كان عليه العمل الاهلى قبل سنوات وما تغير واستجد في واقع الحال اليوم وتحدثت عن التقليدية والنظرة المغلفة بالاحسان والمبطنة بقصور الهدف على الدعم السريع كصفات حاكمة لطبيعة انشطة العمل الاهلى التنموى المصري حتى نهاية القرن العشرين وكيف تطور المفهوم لتنطلق ومع بداية الالفية الجديدة وعلى مدار عشر سنوات مرحلة جديدة من العمل الاهلى التنموى مع ظهور مؤسسات تطلق فعاليات مؤثرة جدا مجتمعيا مثل التسويق لاهمية امداد غير القارين بالمشروعات التنموية الصغيرة ومتناهية الصغر ، والاهتمام بالشرائح المهمشة مثل الاشخاص ذوى الاعاقة ، واستعرضنا تاثير ثورة 30 يونيه على العمل الاهلى التنموى المصري وكيف ازدهر العمل الاهلى بفضل قيادة سياسية انتبهت ومنذ توليها شرف مسئولية قيادة مصر لقوة دور العمل الاهلى في تحقيق نهضة فعلية مصرية ، فقامت تساند هذا الدور وتدعمه ، واستعرضنا استشراف ما سوف يكون عليه العمل الاهلى على مستوى تحقيق الاهداف ونوعية هذه الاهداف ومن المهم.

ونحن نرصد واقع العمل الاهلى المصري اليوم ان نلقى الضوء على نماذج ناجحة تعكس فكر واستراتيجية العمل الاهلى المصرى ومن هذه النماذج صندوق تحيا مصر الذى نجح ومن خلال استراتيجية عمل تتميز وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بسعى الصندوق لبناء اذرع تنموية بين الجمعيات الاهلية النشطة لتقوم بدور واضح في تنفيذ اهداف الصندوق فنجد نجاح مبهر لمبادرات قومية يطلقها السيد الرئيس وينفذها الصندوق ويشرك في التنفيذ مؤسسات اهلية نشطة على الارض منها مبادرة القضاء على فيروس سى ومبادرة نور حياة ومبادرة 100 مليون صحة فالصندوق يعمل بفاعلية وبشكل سنوى في اختيار اكثر الجمعيات نشاطا وتاثيرا في تنفيذ المبادرات ليعطي لها ادوار هامة.

وعلى مستوى وزارة التضامن الاجتماعى نجد الوزيرة النشطة نيفين قباج تسعى بجهد ملحوظ الى اسثتمار قدرات المؤسسات الاهلية الانشط على الارض في تحقيق اهداف الوزارة ومنها الاعتماد على عدد من المؤسسات الاهلية النشطة في مبادرة حياة كريمة ، وذلك ما يعكس ثقة القيادة السياسية والدولة بشكل عام في العمل الاهلى وما يمكن ان يقوم به من دور في التنمية وفى ضوء ما سبق يمكننا ان نستشرف ايضا مستقبل العمل الاهلى المصري من خلال مستوى تحقيق الاهداف ونوعية هذه الاهداف فمن المتوقع ان يكون العمل الاهلى المصرى واحد من اهم اليات تنفيذ اهداف التنمية المستدامة واستراتيجية مصر 2030 كذلك من المتوقع ان تسود الاستدامة كتوجه العام لمعظم الجمعيات سواء استدامة في المشروعات المنفذة او في الموارد وهنا تبرز اهمية فكرة انشاء الوقف الخيرى وصناديق الاستثمار الخيرى ليصبح العمل الاهلى الرقم المميز في معادلة التنمية في مصر وفى الطريق لبناء مؤسسات مجتمع مدنى قوية تعمل وفق استراتيجيات احترافية وتسعى لتحقيق اهداف تنموية مستدامة وفى اطار دعم متواصل من القيادة السياسية من المتوقع ان نجد اطر علمية ومناهج دراسية تتناول طرق عمل المؤسسات الاهلية وتطويرها وهنا من المتوقع ان يصبح العمل الاهلى مجال لخلق فرص عمل للعديد من شباب الخريجين ممن يمكن تدريبهم وتاهيلهم وفق احدث نظريات العمل الاهلى اقلميا وعالميا ولأنه لا يمكن ان نتحدث عن مستقبل عمل اهلى قوى في تناسى لدور التمويل سواء كان افراد او كيانات او مؤسسات اقتصادية من خلال مسئوليتها المجتمعية فانه وفى ظل نشاط ملحوظ للعمل الاهلى من المتوقع ان تزداد الثقة من المتبرع الفرد للمجتمع المدنى حتى نصل الى النسب العالمية في التبرع محليا لصالح منظمات المجتمع المدنى متكئين على وازع دينى اسلامى ومسيحى يحث ويحفز المصريين على التبرع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل