الإمارات.. نهضة عربية بالطاقة النووية وغزو الفضاء!

الإمارات.. نهضة عربية بالطاقة النووية وغزو الفضاء!

منذ 3 سنوات

الإمارات.. نهضة عربية بالطاقة النووية وغزو الفضاء!

خطت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا خطوات كبيرة إلى الأمام. ففي منتصف شهر يوليو/ تموز، كانت أول دولة عربية تطلق رحلة إلى الفضاء من خلال مشروعها مسبار "الأمل". بعد ذلك بقليل، تحديداً في أوائل أغسطس/ آب، قامت بتشغيل أول مفاعل للطاقة النووية في العالم العربي.\nوُلِد حلم سارة الأميري عندما شاهدت صورة لمجرة "أندروميدا"، وهي في سن الثانية عشرة. لم تكن تعتقد، وهي تعيش في منطقة يسودها الاضطراب، أن الأمر سيقودها يوما إلى ما وراء الغلاف الجوي وتحديدا نحو كوكب المريخ.\nتصاعدت لهجة تركيا تجاه الإمارات، عقب بيان أدانت فيه أبوظبي ودول متوسطية دور أنقرة في ليبيا وتحركاتها في منطقة المتوسط. الخلاف التركي الإماراتي هو جزء من خلاف ايديولوجي وجيوستراتيجي بين أنقره ودول الخليج العربية.\nالإنجازات التقنية تعكس الصورة الجديدة للبلاد، كما تقول سينزيا بيانكو، الباحثة من "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، والتي ترى أن دولة الإمارات أرادت من خلال برنامجها النووي ومشروعها الفضائي التأكيد على أن "الدول الصغيرة أيضاً قادرة على التفكير والنمو على نطاق واسع". وتضيف بيانكو "أرادت الإمارات بهذا توجيه رسالة واضحة للدول العربية وكذلك للعالم بأسره".\nالإنجازات العلمية الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة لها دلالات قوية. فالهدف منها هو إحياء الأمجاد السابقة التي حققتها الحضارة الإسلامية في الماضي "هذه المرحلة التقنية الجديدة تستمد إلهامها من الماضي، حينما كان العرب الرواد في العلوم ونظريات الفضاء والفيزياء وعلم الفلك"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ECSSR. في الوقت الحالي تتطلع دولة الإمارات إلى مستقبل جديد للعالم العربي، "فيه طموح وتصميم لا حدود له، مقرونا بالتعاون والتسامح، يعود بالنفع على الإنسانية مرة أخرى".\nمخاوف بشأن تأمين إمدادات الطاقة\nلا تسعى دولة الإمارات إلى إحياء نهضة عربية بقيادتها فحسب، بل ينم مشروعها النووي أيضاً عن مخاوف بشأن تأمين إمدادات الطاقة على المدى الطويل، كما تقول سارة بازوباندي من "معهد دول الخليج العربية" في واشنطن والباحثة المشاركة في معهد هامبورغ للدراسات الدولية والإقليمية GIGA.\nتستعد الإمارات منذ سنوات لمرحلة ما بعد الطاقة الأحفورية، وتشير بازوبندي إلى "شركة مبادلة للتنمية" التي أسستها الإمارات عام 2002، والتي لها استثمارات في جميع أنحاء العالم في مجال التكنولوجيا المستقبلية، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وتقول بازوباندي: "تدرك القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن التحول من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة أمر لا غنى عنه". وترى الباحثة أن مشروع "مدينة مصدر" ، الذي تأسس عام 2006، يؤكد ذلك أيضاً. المشروع، كما يوحي اسمه هو عبارة عن مدينة بيئية اصطناعية في قلب الصحراء، تعتمد  بشكل كامل على الطاقة المتجددة لسد احتياجاتها من الطاقة. غير أن انطلاقة المشروع تعثرت عدة مرات وما زال الطريق طويلاً أمام استكماله.\nإرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin \nطموح الإمارات لا يقف عند تعزيز مكانتها داخل العالم العربي فحسب، وإنما على المستوي العالمي، تقول بيانكو. مع مجموعة صغيرة من الدول: الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والهند، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، تستطيع إطلاق رحلات إلى المريخ وحجز مقعد لها في نادي الكبار في مجال غزو الفضاء. وترى بيانكو أنه "طموح كبير للإمارات، تسعى من خلاله إثبات أنه رغم أنها دولة صغيرة جغرافياً، فهي مهمة حضارياً". وتضيف الباحثة أن الإمارات "تريد أن تقدم نفسها للعالم كقوة محورية جديدة". وتريد مشاركة المعلومات التي يتم جمعها خلال مشروع "مسبار الأمل" مع جميع الأطراف المهتمة، وسيتم "تسخير المعرفة المكتسبة في خدمة الإنسانية"، بهدف "تحسين جودة الحياة في جميع أنحاء العالمز، وفق بيان مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.\nالرغبة في الهيمنة الإقليمية، تشترط الوحدة الداخلية. وهذا ما تحاول القيادة في البلاد تعزيزه من خلال عدد من المبادرات مثل المعارض والمتاحف التي تعنى بتاريخ الدولة، والعروض الوطنية والمهرجانات التي تهدف إلى المحافظة على التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفقا لتحليل أجرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في فبراير/ شباط عام2019 فإن "البيعة التقليدية لم تعد قادرة على ضمان الولاء والترابط"، وهو ما يتعارض مع النهج المتبع من قبل القيادة. سباق الدولة المتزايد نحو التسلح، والذي يظهر جليا من خلال حجم إنفاقها العسكري، يؤكد أيضاً على سعي الدولة للهيمنة الإقليمية.\nالطاقة النووية للتخلص من الاعتماد على الطاقة الأحفورية في دولة الإمارات\nخيارات السياسة الخارجية المتاحة أمام دولة الإمارات الصغيرة، التي عدد سكانها أقل من عشرة ملايين نسمة، محدودة جدا مقارنة بجارتها السعودية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 35 مليون نسمة، خاصة وأن عدد الأجانب الذين يحملون تصاريح إقامة يفوق عدد السكان المحليين في الإمارات العربية المتحدة. صغر حجم البلد يؤثر أيضاً على نهجه السياسي، كما ترى الخبيرة من واشنطن، سارة بازوباندي، وتقول "الإمارات العربية المتحدة مستعدة لمواجهة المخاطرة. لكن بالمقارنة مع المملكة العربية السعودية، فهي تعتمد بشكل متزايد على القوة الناعمة. على الأقل تعتمد نهجا أكثر دبلوماسية من السعودية. في أبو ظبي، يعلمون أن هذا هو السبيل للتأثير على المدى الطويل".\nويمكن لمس ذلك بوضوح في العلاقات مع إيران، أكبر منافس للسعودية، والتي يُنظر إلى طموحاتها الإقليمية أيضا بنظرة نقدية في أبو ظبي. لفترة طويلة، انخرطت الإمارات عسكرياً إلى جانب السعودية في حرب اليمن من أجل محاربة الحوثيين المدعومين من إيران. لكن في الآونة الأخيرة، انسحبت الإمارات من اليمن، ويبدو أنها تعتمد الآن أكثر على المحادثات المباشرة مع إيران.\nماذا عن حقوق الإنسان وحرية التعبير؟\nتلاحظ  الباحثة سينزيا بيانكو أن دولة الإمارات تعمل بشكل متواصل على تعزيز هذا النوع من الدبلوماسية. رغم أن الحكومة في أبو ظبي تتجه في الوقت الحالي نحو استعراض عضلاتها عسكريا، بالأخض في ليبيا، حيث تدعم إلى جانب روسيا ومصر خليفة حفتر. بينما تتلقى حكومة فايز السراج المعترف بها دولياً في طرابلس مساعدات عسكرية من تركيا.\nلكن الواجهات المتلألئة فائقة الحداثة لمدينتي دبي وأبو ظبي والتي تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الغربيين، لا يمكنها صرف النظر عن حقيقة أن الدولة لاتزال تحتل المراتب المتأخرة في مجال احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، إذ تحتل الإمارات في قائمة مؤشر حرية الصحافة التي تصدرها منظمة "مراسلون بلا حدود" المرتبة 131من أصل 180!\nقام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.\nيقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.\nبعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.\nرغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي. ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.\nيقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.\nتولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.\nأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.\nمنذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. كرستين كنيب/ م.ع.ح

الخبر من المصدر