المحتوى الرئيسى

خبير عسكري سوري: تركيا تتربص بلبنان

08/09 16:43

قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العضو المراقب بغرفة عمليات حلب كمال الجفا في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، إن لبنان يشكل الرئة الوحيد والمتنفس الرئيسي لكل السوريين مواطنين ومسؤولين وتجار وصناعيين مستوردين ومصدرين لأسباب عديدة أولها الحصار والتضييق من الدول الداعمة للحرب على سوريا ومن المجموعات المسلحة التي اجتاحت معظم الجغرافية السورية حيث استوعب لبنان السوريين وأموالهم وحتى تجارتهم وصناعاتهم الخفيفة والحرفية وحتى أن مطار بيروت هو المطار الدولي البديل عن مطار دمشق بغير منه السوريون إلى كل دول العالم.

وأضاف الخبير العسكري، أن تدمير المرفأ وحرق كل البضائع التي كانت في حرم الجمارك والتي قدرت بعض الجهات اللبنانية بأن خسائر التجار السوريين حوالي المليار دولار وتوقف حركة التصدير والاستيراد وتدمير المكاتب والشركات التي أسسها اللبنانيين كواجهة لمستلزمات الإنتاج الحكومي والخاص للدولة السورية ووقف الصادرات السورية والتي كان لبنان وجهتها لعشرات الدولة في كل أنحاء العام أصاب الاقتصاد السوري مرة أخرى في الصميم وهو ما زال يترنح من صدمة توقيف وتجميد أموال السوريين في البنوك اللبنانية والتي على مايبدو بعد كارثة الميناء ذهبت وتلاشت إلى يوم الدين.

وأشار المحلل العسكري إلى أنه ظل هذه التعقيدات وعدم قدرة ميناء طرابلس على تلبية الا ما قيمته 25 % من قدرة ميناء بيروت بسبب مناطق النفوذ السياسية لابد للحكومة السورية من إيجاد بدائل سريعة تكون لمصلحة سورية ولبنان لأن لبنان لديه مصالح ضخمة مع سورية وهو لايملك حدود برية إلا مع سورية ورسوم العبور والترانزيت وعشرات آلاف الشاحنات اللبنانية التي تتكفل بتحميل البضائع إلى سورية ودول الخليج والأردن تجبر سياسي لبنان حتى خصوم دمشق على إيجاد قواسم مشتركة تعود بالفائدة على البلدين علما بأن هناك اتفاقية تعاون مع سوريا وقّعت في العام 2002 وبالتحديد بين مرفأ طرابلس ومرفأ طرطوس، وبين مرفأ بيروت ومرفأ اللاذقية، أي واحد من المرفأين السوريين سيكون قادرًا على خدمة لبنان، إلا أن الأمر في هذه الظروف المعقدة «يتطلب إجراءات استثنائية مع سوريا، لأن الأمر يتعلق باستعمال شبكة النقل السورية على طول الخطّ الفاصل بين الحدود السورية مع لبنان، وبين واحد من المرفأين في سوريا»، هذا الأمر يتطلب انتظامًا في الإرساليات، وإجراءات واضحة ومتوافق عليها من الطرفين بأكلاف مقبولة سيما وأن بعض السياسيين اللبنانيين بدأت أصواتهم تعلوا باتجاه الطلب من سورية تخفيض رسوم العبور الترانزيت ورسم المازوت وبعض الإجراءات البيروقراطية الأخرى التي اتخذتها سورية نتيجة ظروف الحرب التي مرت بها هذه الصورة، وإن كان يوافق عليها بعض السياسيين الذين يصنّفون أنفسهم في حالة خصومة أو عداء مع سوريا، بوصفها صورة ضرورية للبقاء على قيد الحياة، إلا أنهم يعتقدون أنه "يجب أن نسأل الأميركيين، فإذا سمحوا لنا بالتعاطي مع النظام السوري، فسنقوم بذلك ".

وأوضح المحلل العسكري، يمكن المطار والموانئ السورية أن تستغني عن لبنان لكن هل تسمح الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحتى بعض الدول العربية برفع العقوبات عن سورية وموانئها ومطاراتها وهل نعود الى لغة القوائم وما هو مسموح وما هو ممنوع مع العلم أن مرفأ بيروت كان يؤمن نحو ٤٠٪ من حجم البضائع التي تذهب إلى سوريا، كما يمكن لفتح الحدود البرية وتخفيف الإجراءات أن يسهل نحو ٢٠٪ من التبادلات في مرحلة أولى، إذا لابد من كسر ماسمي بالعقوبات ونسف قانون قيصر بين البلدين واتخاذ إجراءات فورية من قبل قيادة البلدين لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ويمكن ذلك وبسهولة حيث وصلت اليوم قوافل النفط العراقي الى لبنان عبر سورية وبتسهيلات ممتازة من الجانب السوري،

اذا سورية اليوم في مرحلة اختبار ستحدد قدرتها على كسر الحصار إلغاء مفاعيل قيصر ما امكن بإجراءات ليست مستحيلة لأن هناك عائدات تقدر بخمسة مليارات دولار من الصادرات ورسوم العبور والترانزيت وأجور نقل وعودة تدفق القطع الأجنبي إلى سورية لأن لبنان هو المنصة الرئيسية لتجاوز كل العقوبات على سورية عدا عن تحويلات العمال السوريين الذين يمسكون بملفات اقتصادية وإنشائية مهمة في لبنان.

وأكد المحلل العسكري أن انفجار لبنان والتحركات السياسية من قبل بعض التيارات المعادية لدمشق وإعادة فتح ملف النازحين السوريين والمطالبة بطردهم وتحميلهم جزءًا من مسؤولية الأزمات اللبنانية أو باستخدامهم كـ"ورقة تفاوضية" مع دول غربية عبر التلويح بفتح الأبواب أمامهم للجوء إلى أوروبا في حال تفاقم الانهيار اللبناني مع انهم دفعوا ثمنا باهظة في هذه الكارثة حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من ٤٧ سوري وأكثر من ٣٠٠ جريح حتى الأن كما أنهم سارعوا إلى رفع أنقاض الدمار كغيرهم من المتأثرين بالانفجار.

وانفجار بيروت هو فرصة تاريخية لكسر الأبواب المغلقة بين البلدين والقفز فوق كل الماضي سيما وأن تركيا تتربص شرا بلبنان وتحاول أن تتغلغل إلى كل مكونات المجتمع اللبناني وخاصة أن طرابلس التي تغلي وتنتظر ساعة الصفر من أردوغان ستكون الشرارة التي تحرق لبنان وتعيد الأوجاع إلى الخاصرة السورية الرخوة في القصير وحمص وطرطوس والتي تجاور محافظة طرابلس اللبنانية والتي أصبحت قاعدة خلفية لتركيا وأدواتها الإرهابية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل