المحتوى الرئيسى

مؤتمر لبنان..مساعدات طوارئ ألمانية وتشديد دولي على الشفافية

08/09 19:17

أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن حزمة مساعدات طوارئ ألمانية بقيمة عشرة ملايين يورو للبنان. "الناس في بيروت يحتاجون إلى مساعدتنا ويحتاجون إلى الأمل"، كما قال وزير الخارجية في برلين حيث أوضح أن المؤتمر -عبر الفيديو- الذي عقد اليوم الأحد لإطلاق مساعدة لبنان مؤشر هام. وحسب تصريحات قصر الإليزيه في فرنسا، فإن المؤتمر يشارك فيه ممثلون عن  36 دولة ومنظمة على الأقل، من بينهم أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقد وجه ماكرون التحية إلى ترامب بشكل شخصي في المؤتمر الافتراضي الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة. ويمثل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بلاده في هذا المؤتمر.

وقال ماكرون إن المهم هو تقديم مساعدات طبية ومواد غذائية وإعادة إعمار سريعة للمدارس والمستشفيات، مشيرا إلى أن " العديد من المدارس قد دُمِّرَتْ"، بحسب تسجيل بثته محطة (بي إف إم تي في). 

ويشار إلى أن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي أسفر عن مقتل وإصابة عدد هائل من الأشخاص.

ودعا ماكرون المسؤولين في بيروت إلى الاستجابة إلى الآمال التي يعرب عنها اللبنانيون في الشوارع " فالشعب اللبناني حر وفخور ومستقل". وطالب ماكرون بفعل كل ما يلزم من أجل تجنب العنف والفوضى، مشيرا إلى أن هذه الساعات سيتحدد فيها مستقبل البلد الذي مزقته الأزمات.

وعلى حسابه في موقع توتير كما في التسجيل بثته محطة ( بي إف إم تي في )، تحدث ماكرون بشكل غير محدد عن "قوى" لها مصلحة في الانقسام والفوضى في لبنان. وكانت الاحتجاجات التي وقعت في بيروت أمس قد شهدت أعمال عنف.

ومن جهته أكد الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأحد أن مجابهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت تتخطى قدرة لبنان، متعهدا أن كل من يثبت التحقيق تورطه سيحاسب وفق القوانين اللبنانية.

وقال عون في كلمته خلال مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني: "لن أطيل عليكم وأشرح ما سببته الكارثة في بيروت على جميع المستويات الانسانية والاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية وتركت جروحاً في كل بيت، الزلزال ضربنا ونحن في خضم أزمات اقتصادية ومالية ونزوح بالإضافة إلى انعكاسات كورونا مما يجعل مجابهة تداعياته تتخطى قدرة هذا الوطن". وأضاف :"لا يسعني الاّ أن أثمّن عالياً باسمي وباسم الشعب اللبناني التضامن الدولي الذي تجلى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين إلى الحضور أو الاتصال والإعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح" ، مشيرا إلى مبادرة الدول الشقيقة والصديقة لارسال المساعدات الانسانية والطبية الطارئة.

وشدد على أن "الاحتياجات كبيرة جداً وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصاً قبل حلول الشتاء حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى وبما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي إنشاؤه فأشدد على أن تكون إدارته منبثقة عن المؤتمر".

وأعلنت المفوضية الأوروبية إضافة 30 مليون يورو إلى مبلغ 33 مليونا أعلنته الجمعة في سياق المعونات الطارئة المقدّمة إلى لبنان، وفق ما قال المفوّض يانيس لينارسيك المكلّف المساعدات الإنسانية.  وقال في بيان "خلال مؤتمر المانحين لبيروت واللبنانيين، تعهدت المفوضية الأوروبية إجمالي 63 مليون يورو، بينها 33 سبق أن أعلنتها (رئيسة المفوضية) اورسولا فون دير لايين". وشدد على أنّ "التمويل الإنساني الجديد للاتحاد الاوروبي سيمر عبر وكالات الأمم المتحدة، منظمات غير حكومية ومنظمات دولية.

م.أ.م/ م. س ( د ب أ، أ ف ب)

كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.

رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.

إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.

بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.

إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.

يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل