مبادرات للمصريين في الخارج لتسهيل تصويت الجاليات والحكومة تعلن "الطوارئ" استعداداً لاقتراع الداخل

انطلق، اليوم، ماراثون تصويت المصريين بالخارج بانتخابات مجلس الشيوخ باستخدام «البريد السريع» الذى استحدثته وزارة الهجرة للتسهيل على المصريين بالخارج، فى ظل الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، حيث شهدت عملية التصويت حرص الجاليات المصرية على قطع مسافات بعيدة للتصويت، فيما أطلق آخرون مبادرات للتيسير على المهاجرين كتخصيص سيارات بالمجان لأماكن تصويت البريد السريع، فيما أعلنت الوزارات حالة الطوارئ استعداداً للتصويت يومَى الثلاثاء والأربعاء بالداخل، حيث انتهت «الداخلية» من خطة التأمين، واستعدت «الصحة» بـ2858 سيارة إسعاف مجهزة أمام المقار الانتخابية.

وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، خلال المؤتمر الصحفى الذى عُقد اليوم لمتابعة تصويت المصريين بالخارج فى انتخابات مجلس الشيوخ 2020، إن عملية التصويت بالخارج تتم عبر البريد السريع، فى تجربة تحدث لأول مرة، مشيرة إلى أن الدولة مهتمة بالكتلة التصويتية للمصريين بالخارج، باعتبار المشاركة حقاً دستورياً أصيلاً لكل مصرى ‏بالخارج، وهى التجربة التى يجرى تقييمها من جانب وزارة الهجرة بالتنسيق مع الجهات المعنية‎.‎

وأضافت الوزيرة أن اعتماد آلية البريد السريع لمشاركة المصريين بالخارج يأتى ضمن ‏الإجراءات الاحتياطية لمنع تفاقم وباء كورونا المستجد، حفاظاً على صحة المصريين بالخارج.

وأوضحت أن المصرى بالخارج الموجود فى مصر خلال هذه الفترة يستطيع ‏المشاركة دون وجود أى عائق وباستخدام نفس الطرق من خلال الاعتماد ‏على البريد السريع، كما يحق للمصرى بالخارج صاحب بطاقة الرقم القومى المنتهية المشاركة ‏أيضاً فى العملية الانتخابية.

وعن تجارب تصويت المصريين بالخارج، قال هانى شاكر، من مركز دسوق التابع لمحافظة كفر الشيخ، يعمل فى إحدى شركات البترول بالكويت: «مجلس الشيوخ مهم فى سَنّ القوانين والتشريعات، لذلك كنت حريصاً على الوقوف مبكراً أمام البريد فى طوابير ممتدة حتى أتمكن من إرسال صوتى بالبريد السريع»، فيما أضاف حمادة جمال، أحد أبناء كفر الشيخ المقيمين بمنطقة الدمام فى السعودية: «قطعت 20 كيلومتراً منذ الصباح الباكر إلى منطقة البريد لكى أصوّت فى انتخابات الشيوخ، كنت حريصاً على التسجيل من أجل المشاركة لأنها واجب وطنى».

وقال رامى علم الدين، مقيم بالبحرين، إن الجالية المصرية بالمملكة توافدت منذ صباح اليوم على مكاتب البريد بجميع محافظات ومدن البحرين، للمشاركة فى التصويت على انتخابات الشيوخ، لأن هذا واجب وطنى، والمصريون بالبحرين حريصون على الظهور دائماً بالمظهر المثالى كسفراء لبلدهم مصر، لذلك مع اللحظات الأولى لفتح تسجيل المصريين بالخارج سارع الجميع للتسجيل وتحديث بياناته الخاصة ومعرفة لجنته الانتخابية، مشيراً إلى أن عدداً من المصريين من أبناء الجالية طرحوا مبادرة لتوصيل الناخبين بسياراتهم الخاصة لمقرات مكاتب البريد.

وفى الداخل، وجهت الهيئة الوطنية للانتخابات دعوة لجموع المواطنين للمشاركة بكثافة فى انتخابات مجلس الشيوخ، قائلة: «ندعـو المصريين إلى النزول بكثافة يومَى الاقتراع المحددين فى الداخل والمشاركة بقوة مع الالتزام بكثافة الإجــراءات الوقائية لتجنب انتشار فيروس كورونا، من أجل ممارسة حقهم السياسى وإظهار صورة مصر المشرقة للعالم أجمع، وصوتكم أمانة فى أعناقكم».

وأضافت الهيئة، فى بيان لها، أنها اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية داخل جميع لجان الاقتراع للوقاية من الفيروس، من أجل المشاركة المكثفة من المواطنين، وتابعت أنه سيتم تعقيم لجان الاقتـراع مـرة قبل العملية الانتخابية ومرة بعد انتهائها فى اليوم نفسه. مضيفة: «فرضنا على كل ناخب ومرشح وجميع المشرفـين على اللجان ارتـداء الكمامات حرصاً على سلامتهم، وتم توفير كمامات بمـقرات اللجان لأعضائها»، مشددة على أنه لن يُسمح بالدخول لمقر اللجان بدون ارتداء الكمامات.

واستكملت المحافظات حملاتها لتطهير وتعقيم مقار اللجان الانتخابية لمواجهة فيروس كورونا، حرصاً على سلامة وصحة وحياة المواطنين الذين سيتوافدون على المقار للإدلاء بأصواتهم أيام الانتخاب، وكذا متابعة جاهزيتها لاستقبال المواطنين للتصويت.

وشهدت المحافظات اختراق عدد من المرشحين لفترة الصمت الانتخابى، وذلك بتكثيف الدعاية عبر مواقع التواصل بنشر البوستات وبوسترات الدعاية وفيديوهات للمؤتمرات الانتخابية واللقاءات مع العائلات والناخبين، كان أبرزهم مرشح حزب النور بمطروح على المقعد الفردى، حيث بث إعلانات ممولة على السوشيال ميديا، رغم إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات بدء فترة الصمت الانتخابى ظهر أمس، ويحظر خلالها ممارسة أى شكل من أشكال الدعاية، سواء بالشوارع والميادين أو مواقع التواصل الاجتماعى.

من جانبه، شدد اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، على عدم السماح بانتظار أى سيارات فى محيط اللجان، وإقامة تندات لحماية الناخبين من حرارة الجو، مع وجود مراوح للتهوية وإمداد اللجان بكراسى متحركة لمعاونة كبار السن، ووجّه المحافظ رؤساء الأحياء باستمرار رفع كفاءة الشوارع المحيطة بالمقرات، وأكد على رؤساء الأحياء بالمرور ليلاً على المقرات الانتخابية والتأكد من إضاءة الشوارع المحيطة والمؤدية إليها، واطمأن المحافظ على غرف المبيت للخدمات القائمة على تأمين المقرات وإعدادها بالفرش المناسب.

ودعا المواطنين إلى المشاركة الإيجابية فى الانتخابات القادمة ومباشرة حقوقهم السياسية بحرية، وإظهار صورة إيجابية مشرّفة للمجتمع المصرى أمام العالم.

فى الوقت نفسه، أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال اجتماع لها بتقنية «الكول كونفرانس» مع مديرى مديريات الشئون الصحية بالمحافظات، خطة التأمين الطبى لانتخابات مجلس الشيوخ، مشددة على ضرورة الالتزام باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد فيروس كورونا أثناء العملية الانتخابية، ومراعاة التباعد الاجتماعى بين الناخبين، وعدم التزاحم داخل اللجان، إضافة إلى التزام المواطنين بارتداء الكمامات أثناء إدلائهم بأصواتهم.

وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى للوزارة، أنه سيتم الدفع بـ2858 سيارة إسعاف مجهزة بجميع محافظات الجمهورية، إضافة إلى 11 لانش إسعاف نهرى، يتم توزيعها على المقار الانتخابية ومحافظات الجمهورية، فضلاً عن رفع درجة الاستعداد للقصوى بجميع المستشفيات العامة والمركزية، وتكثيف وجود الفرق الطبية من أطباء، وفنيين، وتمريض بأقسام الطوارئ بالمستشفيات، لافتاً إلى منع الإجازات للعاملين بالمستشفيات، خاصة أقسام الطوارئ، والحروق، والسموم، فضلاً عن التنسيق الكامل مع المستشفيات الجامعية بكل محافظة.

وأكد «مجاهد» أن الوزيرة وجهت بتوفير ما يقرب من 7 آلاف من الفرق الطبية مدربين على أعلى مستوى، ووجودهم داخل المقار الانتخابية بجميع محافظات الجمهورية، لتقديم الخدمات الطبية اللائقة للناخبين والمواطنين، مؤكداً أنه تمت مراجعة مخزون كافٍ من الأدوية والمستلزمات الطبية بالمستشفيات بجميع المحافظات، حيث تبلغ أرصدة الدم نحو 15 ألف كيس دم من الفصائل المختلفة، و61 ألف كيس بلازما الدم.

وأشار المتحدث إلى انعقاد غرفة الأزمات والطوارئ بديوان عام الوزارة خلال هذه الفترة لمتابعة تنفيذ خطة التأمين الطبى للانتخابات على مدار الساعة، والتى يتم ربطها بغرف العمليات الفرعية بمديريات الصحة بالمحافظات، مؤكداً التنسيق المستمر بين الوزارة والمحافظين، ومديريات الصحة، والتأمين الصحى، والهيئة الوطنية للانتخابات، والفرق الطبية الموجودة بمقار اللجان، للاستجابة السريعة لأى طارئ، ورفع تقرير لحظى إلى الوزيرة بجميع المستجدات.

وعقد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، اجتماعاً بمساعدى الوزير بمقر مركز المعلومات وإدارة الأزمات بوزارة الداخلية، والتقى بمديرى الأمن وقيادات الأجهزة الأمنية بمواقعها على مستوى الجمهورية عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، لمتابعة خطة تأمين انتخابات مجلس الشيوخ 2020، ووجّه وزير الداخلية بتدعيم الخدمات الأمنية بالمنطقة المحيطة بالمقرات الانتخابية بتشكيلات ومجموعات سريعة الحركة، مؤكداً أهمية الاستفادة من التقنيات الأمنية الحديثة، وتفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على جميع المحاور.