هل يفقد "وباء كورونا" برلين جاذبيتها وروحها الشبابية؟

هل يفقد "وباء كورونا" برلين جاذبيتها وروحها الشبابية؟

منذ 3 سنوات

هل يفقد "وباء كورونا" برلين جاذبيتها وروحها الشبابية؟

ترك فيروس كورونا المستجد بصماته على مدن العالم الكبرى. ففي نيويورك، على سبيل المثال، غادر 400 ألف شخص المدينة في غضون أسابيع قليلة هربا من فيروس كورونا، حسب ما نقلت وسائل إعلام عدة. ويعيش في المدينة الأمريكية عموما ما يزيد عن ثمانية ملايين شخص.\n وفي برلين يعيش حوالي 3.8 مليون شخص، لكن رغم أن هذا العد ليس كبيرا، فهل تأثر هؤلاء بوباء كورونا؟\nيقول أريان سبت من معهد لايبنيز للبحوث الاجتماعية والجغرافية إن الوضع في العاصمة الألمانية مختلف عن باريس، أو نيويورك، أو لندن. لأن القلة القليلة فقط من سكان برلين يمتلكون منازل ريفية، يمكن لهم الذهاب إليها. بدلاً من ذلك، يميل سكان برلين إلى امتلاك حدائق صغيرة خارج المدينة، حيث يمكن للمرء البقاء هناك لفترة أطول، لكن لا يحق له العيش فيها، لأنها عادة ما تكون مخصصة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فقط.\nيقوم المعهد، الذي يُجري فيه سبت أبحاثة، بدراسة العلاقة بين المدن والأقاليم الأخرى، مثل ما هو الحال بين العاصمة برلين وولاية براندنبورغ المحيطة بها. يهتم الباحثون بشكل خاص بمراحل هذا التحول وهل يمكن أن يتسبب وباء كورونا خلال هذه المرحلة في إحداث تغييرات كبيرة؟ \nيعتقد الباحث الألماني أريان سبت، أن الوباء ربما لن يحدث تغيرات جديدة في مدينة برلين، بل سيعزز من تلك التحولات الموجودة من قبل، لأن المدينة تعرف بالفعل حركة نزوح لسكانها إلى براندنبورغ القريبة بدأت منذ عشر سنوات. كما بدأ اتجاه آخر في عام 2014، يتمثل على وجه الخصوص في بحث العائلات الشابة عن منزل جديد حتى في المناطق الأكثر بعداً عن العاصمة. هذا يعني أن الناس ينتقلون حتى من برلين إلى المدن والقرى الصغيرة والكبيرة في براندنبورغ. وهذا ما أكده تقرير سوق العقارات الجديد لولاية براندنبورغ، الذي نشرته حكومة الولاية في نهاية يوليو/ تموز المنصرم. وبالتالي فإن الطلب "يعود إلى انخفاض مستوى الأسعار بشكل متزايد في المدن المجاورة والمناطق الريفية".\nيتجه الكثير من سكان المدن الألمانية لاستئجار قطعة أرض خارج المدينة يقيمون فيها حدائق صغيرة لممارسة هواية الزراعة والهروب من ضوضاء المدينة قضاء عطلات نهاية الأسبوع\nالتقرير أشار أيضاً إلى أن هذا التحول الديموغرافي قد يكون له انعكاسات في المستقبل وقد يؤدي إلى زيادة عدد السكان في براندنبورغ في عام 2030. الأمر الذي قد ينعكس بالإيجاب على الولاية، التي تشهد نموا في أعداد كبار السن بين سكانها وهو تحول ديموغرافي سلبي يؤدي إلى شيخوخة المجتمع.\nهل يشجع "الهوم أوفيس" على السكن في الريف؟\nحتى إذا لم يغادر الكثير من سكان برلين مدينتهم بسبب كورونا، فإن أولئك الذين كانوا يفكرون في الانتقال للعيش في الريف منذ فترة طويلة قد يشعرون بالتشجيع لتنفيذ الخطة، يقول سبت: "البعض قد اختبر بالفعل حياة الريف من خلال استئجار منزل أو شقة في الريف مع مساحة أكبر وهدوء، والأهم نسبة خطر أقل للإصابة بالعدوى". كما أن عمل العديد منهم من المنزل، مهد الطريق أمامهم للانتقال إلى الريف.\nلكن حب الانتقال للعيش في الريف و الفكرة الرومانسية منها، لا تعكس الواقع بالكامل، كما يرى سبت. "الحياة اليومية جميلة في العديد من الأماكن، ولكنها متعبة أيضاً. فالمرء يجب أن يستقل السيارة للذهاب للتسوق أو إلى العمل. وإنجاز الأمور ذاتها في السرعة ذاتها بالدراجة هو أمر صعب إلى حد ما في القرى بسبب نقص البنية التحتية".\nكورونا لم يدفع الناس لمغادرة برلين\nبحسب مجلس الشيوخ في برلين، فإن الأرقام الرسمية من دوائر تسجيل السكان لا تعكس وجود نزوح من المدينة. والمقارنة السنوية للانتقال من المدن أظهرت عكس ذلك. ففي الفترة الممتدة من مارس/ نيسان إلى يوليو/ تموز 2020 غادر برلين عدد أقل بكثير من العدد الذي سجل في نفس الفترة من عام 2019. ولم يذكر مجلس الشيوخ السبب في ذلك. من الملفت للانتباه أيضاً، أن نسب "تدفق" الناس على المدينة أقل من نسب العام السابق، مما يشير إلى أن الإغلاق والقيود المفروضة على السفر حدت من هذه الحركة أيضاً.\nلم يتحدث مجلس الشيوخ في برلين عن "موجة نزوح" من برلين كما هو الحال في نيويورك أو على الأقل كما يبدو عليه الحال حتى الآن. تقرير سوق العقارات الجديد لولاية براندنبورغ أشار إلى "ترقب" ما إن كان تغيير نمط العمل وعمل العديد من الأشخاص من المنزل في الأشهر الأخيرة، سيؤدي إلى تحول في الطلب".\nبرلين تفقد بسبب كورونا جاذبيتها ولاسيما بالنسبة للشباب الباحثين عن النوادي الليلية والحفلات الصاخبة\nبالنسبة لبرلين، هناك سؤال مختلف حالياً، كما يرى الباحث الألماني: "السؤال الآن ليس من الذي غادر برلين، بل من لن يأتي للعيش فيها، لأن المدينة  فقدت الكثير من جاذبيتها نتيجة الوباء". ويطرح سبت مثالا على ذلك من خلال الطلاب الأجانب، الذين تجذبهم العاصمة الألمانية حتى الآن بسبب الحفلات. لكن مع عدم وجود هذه الحفلات بسبب إغلاق أو إفلاس النوادي الليلية، قد يكون قرارهم في هذه الحالة لصالح بلدة صغيرة، حيث "لا يكلف الإيجار الكثير، وقد تكون سمعة الجامعة أفضل في بعض الأحيان".\nأرقام أخرى، تظهر تحولاً آخر في برلين. على الرغم من مغادرة الكثيرين للمدينة، كسبت برلين سكانًا جدد خلال السنوات الأخيرة، لكن هؤلاء ليسوا من السكان الذين انتقلوا إلى برلين من مقاطعات ألمانية أخرى، بل أولئك الذين قدموا من الخارج مثل الطلاب أو العاملين في المجال الثقافي. بدونهم، كان وضع برلين مختلفاً الآن.\nبـ 99 نقطة وبفارق نقطة واحدة فقط من التقييم المثالي؛ 100 كاملة، استطاعت فيينا للعام الثاني على التوالي أن تتصدر قائمة الدول الأفضل في العالم من حيث جودة الحياة فيها. ودائما ما تتصدر العاصمة النمساوية مثل هذا نوع من الاستطلاعات، حيث سيطرت لعشرة سنوات متتالية على استطلاع أخر مشابه تجريه سنويا شركة ميركير لاستشارات الموارد البشرية.\nقبل تراجعها أمام فيينا خلال عامي 2018 و 2019، تصدرت مدينة ملبورن قائمة المدن الأفضل حول العالم لسبع سنوات على التوالي. وحصلت المدينة الأسترالية على 98.4 من أصل 100 نقطة، لكنها حققت العلامة كاملة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية. وبفضل ازدهار الحياة الفنية بها، غالبا ما تحتل ملبورن مكانة العاصمة الثقافية لأستراليا.\nوفقا لاستطلاع مجلة الإيكونوميست، صعدت العاصمة الأسترالية سيدني من المرتبة الخامسة للمرتبة الثالثة هذا العام بفضل جهودها لمواجهة التغيرات المناخية بما حسن من تقييم المدينة في مجالي البيئة والثقافة. ولكن تظل المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر في استراليا في المرتبة الثانية بعد مدينة ملبورن.\nهبطت أوساكا اليابانية من المركز الثالث للمركز الرابع هذا العام. ولم تصل إلى أفضل عشر مدن سوى بداية من العام الماضي فقط، بسبب انخفاض معدلات الجريمة ورفع جودة المواصلات العامة بها. وتعد أوساكا واحدة من الركائز الاقتصادية لليابان وثاني أكبر منطقة بعد العاصمة طوكيو.\nبالرغم من هبوطها من المركز الرابع للخامس هذا العام، تظل مدينة كالغاري الكندية ذات المليون نسمة أفضل مدينة من حيث جودة الحياة في قارة أمريكا الشمالية، متفوقة بذلك على مدن فانكوفر وتورونتو الكنديتين.\nما بين عامي 2002 و 2010، صُنفت مدينة فانكوفر كأفضل مدينة في العالم من حيث جودة الحياة بها. وبالرغم من هبوطها لبضعة مراكز، مازالت فانكوفر على قائمة الأفضل بـ 97.3 نقطة والعلامة الكاملة في مجالات العناية الصحة والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية.\nحققت تورونتو 97.2 نقطة بالتقييم العالمي لأفضل المدن، كما تم تصنيفها المدينة الأكثر تعددية ثقافية في العالم. المدينة التي تعد الأكثر كثافة من حيث السكان في كندا، وُلد 51% من سكانها خارج كندا وهي حاليا موطنا لمهاجرين يحملون أكثر من 230 ينحدرون.\nمع استعدادها لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية في صيف 2020، ساهم خضوع طوكيو لعمليات تطوير سريعة في تحقيقها لـ 97.2 نقطة في التصنيف العالمي للمدن الأفضل من حيث جودة الحياة. كما تُعرف العاصمة اليابانية بكونها المدينة الأكثر أمنا في العالم، والجهة المفضلة للسائحين ممن يرغبون في التمتع بمظاهر الحياة العصرية والأصالة في مكان واحد.\nكوبنهاغن هي ثاني مدينة أوروبية، بالإضافة إلى فيينا، ضمن أفضل عشر مدن حول العالم. وبالرغم من تكلفة المعيشة التي تعد مرتفعة نسبيا بها، توفر العاصمة الدنماركية بنية تحتية ورعاية صحية ممتازة لسكانها. كما تأمل المدينة بأن تصبح الأكثر اعتمادا على الدراجات في العالم من خلال خطة لرفع أعداد راكبي الدراجات بها لتصل إلى 50% من السكان بحلول عام 2025.\nوتأتي مدينة أداليدا في المركز العاشر بما يرفع عدد المدن الأسترالية على قائمة أفضل 10 مدن حول العالم إلى ثلاث مدن. أداليدا التي تسمى بمدينة الكنائس هي أصغر حجما مقارنة بمنافسيها، ولكنها تزداد شهرة بفضل صناعة النبيذ الفاخر فيها وشواطئها الطبيعية وصناعة الأغذية النامية بها. إعداد: أنيكا مولس/د.أ

الخبر من المصدر