المحتوى الرئيسى

فرنسا والاستعمار.. حين أجبرت شعب هايتي على دفع التعويض لمالكي العبيد

08/09 12:29

بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ترددت أصداء الزيارة في أنحاء العالم، كما زاد الحديث عن فرنسا، وتاريخها، بما فيه التاريخ الاستعماري وقضايا العنصرية.

ومن القضايا المسجلة في تاريخ فرنسا القديم عن الاستعمار، كانت قصة شعب هايتي، وهي إحدى بلدان البحر الكاريبي، كانت مستعمرة إسبانية حتى احتلتها فرنسا في سنة 1626، وهو ما ذكرته مارلين دوت، أستاذ دراسات الشتات الإفريقي في جامعة فيرجينيا، في تقرير لموقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي.

قالت دوت: "ما فعلته فرنسا بشعب هايتي بعد الثورة الهايتية هو من الأمثلة سيئة السمعة على السرقة الاستعمارية، أنشأت فرنسا العبودية في هذه المنطقة في القرن السابع عشر، ولكن في أواخر القرن الثامن عشر ثار السكان المستعبدون وأعلنوا الاستقلال في النهاية، وفي القرن التاسع عشر ساد التفكير أن المستعمرين السابقين لشعب هايتي – الفرنسيون- بحاجة إلى التعويض!".

وأكملت: "مثلما خلق إرث العبودية في الولايات المتحدة تفاوتًا اقتصاديًا هائلًا بين الأمريكيين السود والبيض، فإن الضريبة المفروضة على الحرية التي أجبرت فرنسا شعب هايتي على دفعها والتي يُشار إليها باسم التعويض في ذلك الوقت أضرت بشدة بالمستقل الحديث لهذا الشعب وقدرة البلد على الازدهار".

أعلنت هايتي رسميًا استقلالها عن فرنسا عام 1804، وفي أكتوبر 1806، انقسمت البلاد إلى قسمين، حيث حكم ألكسندر بيتيون في الجنوب وحكم هنري كريستوف في الشمال.

على الرغم من حقيقة أن كلا من حكام هايتي كانا من قدامى المحاربين في الثورة الهايتية، لم يستسلم الفرنسيون أبدًا لإعادة احتلال مستعمرتهم السابقة.

وفي عام 1814، أرسل الملك لويس الثامن عشر، الذي ساعد في الإطاحة بنابليون في وقت سابق من ذلك العام، ثلاثة مفوضين إلى هايتي لتقييم استعداد حكام البلاد للاستسلام.

كان حاكم الشمال يحاول مقاومة العروض التي ترسلها فرنسا ويستعد للحرب، بينما كان حاكم الشمال أكثر استعدادًا للتفاوض على أمل أن تتمكن البلاد من الدفع لفرنسا مقابل الاعتراف باستقلالها.

في عام 1803، باع نابليون لويزيانا إلى الولايات المتحدة مقابل 15 مليون فرنك، باستخدام هذا الرقم كبوصلة، اقترح بيتيون دفع نفس المبلغ، ورفض لويس الثامن عشر العرض لعدم رغبته في المساومة مع أولئك الذين اعتبرهم عبيدًا هاربين.

توفي بيتيون فجأة في عام 1818، لكن خليفته جان بيير بوير واصل المفاوضات، ومع ذلك، استمرت المحادثات في التعثر بسبب معارضة كريستوف العنيدة، وصرحت حكومته برفض دفع أي مقابل لسلطة فرنسا.

في 17 أبريل 1825، غير الملك الفرنسي رأيه فجأة، وأصدر مرسومًا ينص على أن فرنسا ستعترف باستقلال هايتي ولكن بمقابل دفع 150 مليون فرنك أو 10 أضعاف المبلغ الذي دفعته الولايات المتحدة لأراضي لويزيانا، كان الهدف من المبلغ تعويض المستعمرين الفرنسيين عن عائداتهم المفقودة من العبودية.

الازدهار الفرنسي مبني على الفقر في هايتي

تكشف مقالات صحفية من تلك الفترة أن الملك الفرنسي كان يعلم أن حكومة هايتي بالكاد قادرة على سداد هذه المدفوعات، حيث كان المجموع أكثر من 10 أضعاف الميزانية السنوية لهايتي.

واضطررت هايتي إلى اقتراض 30 مليون فرنك من البنوك الفرنسية لتسديد أول دفعتين، وتخلفت عن السداد بعد ذلك بوقت قصير، ومع ذلك أرسل الملك الفرنسي الجديد رحلة استكشافية أخرى في عام 1838 مع 12 سفينة حربية لإجبار رئيس هايتي على الدفع.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل