المحتوى الرئيسى

مسئول: الانتهاء من المرحلة الأولى لاستخراج وترميم «مركب خوفو الثانية»

08/09 11:09

أعلن الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الشئون التنفيذية للترميم بالمتحف المصري الكبير والمشرف على ترميم مركب خوفو الثانية، الانتهاء من نحو 98% من المرحلة الأولى لمشروع المصري الياباني العملاق لاستخراج وترميم مركب خوفو الثانيه بالهرم؛ استعدادا لمرحلة أعمال الترميم النهائي وتجميع المركب وعرضها في قاعة خاصة بها بالمتحف المصري الكبير.

وقال زيدان -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد- إنه تم استخراج ما يقرب من 1272 قطعة خشبية من الحفرة الموجود بها المركب حتى الآن، وكانت عبارة عن 13 طبقة داخل الحفرة، وذلك بعد إجراء عمليات التأمين والحماية لها، حيث تم تغليفها بالورق الياباني كوسيلة تقوية وحماية اثناء عمليه الرفع، وتم تسجيلهم بداخل المعمل وتحديد الحالة الراهنة لهم.

وتابع أنه تم إجراء عملية ترميم أولي لـ1200 قطعة خشبية، ونقل حوالي 1006 قطع إلى مخازن المتحف المصري الكبير، وجاري حاليا البدء والتجهيز للعمل في المرحلة الثانية من أعمال الترميم النهائي وتجميع المركب بالمتحف الكبير.

كما كشف زيدان عن البدء في إنشاء مبنى فريد يليق بعظمة الملك خوفو ملحق بالمتحف الكبير، قام بتصميمه اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف، لتعرض فيه مركب خوفو الثانية بعد تجميعها، بجوار مركب خوفو الأولى، والتي سيتم نقلها خلال الفترة المقبلة من موقعها الحالي داخل متحف خاص بمنطقة آثار الهرم.

وعن تاريخ اكتشاف مركبي الملك خوفو، أوضح أنه في 26 مايو عام 1954 أعلن المهندس كمال الملاخ عن اكتشاف، يعد من أهم الاكتشافات الفريدة من آثار الملك خوفو، وهو حفرتين لمراكب الملك خوفو، والتي سميت بـ(مركب الشمس)، وعثر عليها في الجهة الجنوبية للهرم الأكبر.

وأضاف أن عالم الآثار كمال الملاخ والمرمم أحمد يوسف عملا على اكتشاف وترميم وإعادة تركيب المركب الأولى، والتي خرجت إلى النور بعد أن مكثت في باطن الأرض ما يقرب من 5000 سنة، وتعرض حاليا في المتحف الخاص بها الذي افتتح عام 1982 م.

وبالنسبة لمشروع مركب خوفو الثانية، أكد الدكتور عيسى زيدان أن مشروع ترميم واستخراج أخشاب مركب خوفو الثانية يعد واحدا من أكبر مشروعات الترميم والتي تعبر عن أوجه التعاون المثمر بين اليابان ومصر، ويتم بالتعاون مع وزارة الآثار وجامعة واسيدا اليابانية وجامعة هيجاشي نيبون الدولية برئاسة دكتور ساكوجي يوشيمورا وبدعم من هيئة التعاون الدولية (الجايكا).

وأشار إلى أن المشروع منذ البداية استهدف رفع القطع الخشبية الخاصة بالمركب الثانية من داخل الحفرة، والعمل على ترميمها وإعادة تجميعها لعرضها داخل قاعة خاصة بالمتحف المصري الكبير، وأوضح أنه في عام 1987 تم الاتفاق بين هيئة الآثار والجميعة الجغرافية الأمريكية على تنفيذ مشروع لتصوير محتويات الحفرة الثانية دون المساس بمحتوياتها أو حدوث تغيير في مناخها وبيئتها، وإدخال الأجهزة القياسية لمعرفة الحرارة والرطوبة داخل حفرة المركب، وقام المهندس (بوب مورس) المتخصص في تكنولوجيا الحفر بتصميم الجهاز الذي سوف يستخدم في ثقب الحفرة دون المساس ببيئتها أو تسريب الهواء إلى داخلها.

وأضاف أن فريق العمل المصري الياباني في مصر بدأ العمل بمشروع مركب خوفو الثانية منذ عام 1992 وحتى تاريخه، وقد وضعت الخطة المقترحة لهذا المشروع بالكشف عن المركب، ثم ترميم وتجميع أجزائها ،و نقلها للعرض بالمتحف المصرى الكبير في قاعة خاصة.

وحول الاختلاف بين مركب خوفو الأولى والثانية، أوضح الدكتور عيسى زيدان أن المركب الأولى كانت في حالة جيدة من الحفظ، أما الثانية فكانت في حالة سيئة للغاية، والجميع فقد الأمل في ترميمها حيث كانت الأخشاب في حالة تحلل، حتى بدأ التعاون الدولي المثمر بين مصر واليابان لاستخراج المركب.

وتابع: "يوجد فروقات قليلة بين المركب الأولى والثانية، فالشكل والحجم يكاد يكون واحد، ولكن الاختلاف فقط يوجد في المجاديف وبعض الأشياء الصغيرة".

من جانبه، عرض الدكتور ساكوجي يوشيمورا رئيس جامعة هيجاشى نيبون الدوليه اليابانية ورئيس بعثة مركب خوفو الثانية، الأعمال التي تمت بالمشروع، ففي عام 2008 تم وضع خطة عمل المشروع والتي تضمنت عدة مراحل رئيسية.

وأوضح أن المرحلة الأولى تضمنت تجهيز الموقع بعمل تغطية (هانجر) تحيط بموقع الحفرة الموجود بها المركب كاملا وبجواره أماكن لبناء معمل ترميم ومخازن، وبداخل الهانجر الكبير تم عمل تغطية (هانجر) صغير على حدود الحفرة فقط لتقييد الظروف البيئية للحفرة عند رفع البلاطات الحجرية التي تغطي حفرة المركب.

وأضاف أنه في عام 2010 تم رسم مساقط أفقية لسور الهرم المحيط والذي كان يغطي حفرة، وإجراء توثيق للسور الاثري باستخدام الليزر سكان بالتعاون مع أكاديمية مبارك للعلوم، وقال إنه في عام 2011 بدأت المرحلة الثانية حيث تم رفع الغطاء الحجري الذي يغطي حفرة المركب والذي يقدر بـ44 كتلة حجرية (غطاء حجري) كان يغطي حفره المركب وتتراوح أوزانها بين 11 إلى 18 طنا وتم وضعه خارج الحفرة، وتم ضبط درجة الحرارة والرطوبة داخل الهانجر قبل بدء أعمال الرفع.

وتابع أنه تم عزل سقف حجرة الحفرة بألواح خشبية معالجة كيميائيا تم استيرادها من اليابان للحفاظ على معدل الحرارة والرطوبة، وتم وضع الألواح الخشبية فور رفع الغطاء الحجري، كما تم إنشاء وتجهيز معمل للترميم ومخزن مؤقت بالموقع لحفظ أخشاب المركب بعد معالجتها لحين إعادة التركيب.

كما أشار يوشيمورا إلى أن المرحلة الثالثة بدأت عام 2012، وهي المرحلة التي تم فيها أخذ عينات من الأخشاب وإجراء كافة التحاليل العلمية والمعملية عليها في مصر واليابان، طبقا لموافقات اللجنة الدائمة للآثار المصرية، من أجل تحديد مظاهر التلف المختلفة وأنواع التلف الميكروبيولوجي متمثلا في الإصابات الفطريات والحشرية التي توجد بالأخشاب.

وأوضح أنه بناء على نتائج تلك التحاليل تم وضع خطة الترميم المناسبة لبدء العمل في ترميم ومعالجة أخشاب المركب، مع الانتهاء من تجهيز معمل الترميم والمخزن الخاص بالأخشاب بالموقع لتكون جاهزة قبل البدء في أعمال الترميم.

ولفت إلى أنه في عام 2014 بدأت المرحلة الرابعة من المشروع (وهي المرحلة الحالية) والتي يتم فيها رفع الأخشاب من حفرة المركب إلى معمل الترميم وبداية ترميم وتقوية الأخشاب قبل إعادة التركيب، والتي تم من خلالها إجراء الدراسة التجريبية اللازمة لتقييم مواد التقوية التي سوف تستخدم في أعمال التقوية، وتم التوصل إلى المواد التي تم استخدامها في أعمال التقوية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل