المحتوى الرئيسى

في "وقت الحساب'".. الأمن يطلق الغاز على المحتجين في بيروت

08/08 17:05

أطلقت قوات الأمن اللبنانية اليوم السبت (8 أغسطس/ آب 2020) قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين في محيط مجلس النواب وسط العاصمة بيروت. و توافد آلاف المتظاهرين الناقمين على السلطة السياسية إلى وسط العاصمة اللبنانية تحت شعار "يوم الحساب"، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن التفجير الضخم في مرفأ بيروت الذي حوّل عاصمتهم إلى ساحة خراب. 

تتزايد المطالبات المحلية والدولية بتحقيق دولي لكشف المتورطين في انفجار بيروت، بالرغم من رفض الرئيس اللبناني لذلك. ما مدى أهمية كشف ملابسات الحادث، ولماذا يخشى بعض المراقبين من عودة الحرب الأهلية إلى لبنان؟

بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تنظيم مؤتمر دولي للمانحين من أجل مساعدة لبنان، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشاركته في المؤتمر وقال: "الجميع يريد المساعدة"، في وقت وصلت فيه مساعدات من عدة دول إلى لبنان.

تغطية خاصة لآخر مستجدات انفجار مرفأ بيروت، الأعنف من نوعه في العاصمة اللبنانية منذ سنوات. وحسب رئيس الوزراء اللبناني فإن 2750 طناً من نيترات الأمونيوم في مستودع المرفأ وراء الانفجار. (الزمن بتوقيت وسط أوروبا)

عمقت أزمة فيروس كورونا من معاناة كثير من اللبنانيين، القلقين من عدم القدرة على تأمين لقمة عيشهم. الكثير منهم لجئوا لمواجهة الأزمة بابتكار طرق للتضامن بينهم، والبعض استعان بالدعابة والسخرية من الأوضاع للتغلب على الأزمة.

وتوافد المتظاهرون تباعاً إلى وسط بيروت آتين من مناطق عدة وسط اجراءات أمنية مشددة. وانطلقت مسيرة حاشدة وفق مراسل فرانس برس من شارع مار مخايل المتضرر بشدّة إلى وسط بيروت، رافعين لافتة كبيرة ضمّت أسماء قتلى الانفجار. وسُرعان ما سُجلت مواجهات بين القوى الأمنية ومحتجين في طريق مؤد إلى مدخل البرلمان. وأطلق الشبان الحجارة على عناصر الأمن الذين ردوا بإطلاق القنابل المسيّلة للدموع في محاولة لتفريقهم.

وهتف المحتجون "بالروح بالدم نفديك يا بيروت".." ثورة ثورة" عندما توافدوا على ساحة الشهداء في وسط بيروت، فيما توجه العشرات منهم إلى المجلس النيابي وقاموا برمي الحجارة والأخشاب ومخلفات الانفجارعلى القوى الأمنية الموجودة لحماية المجلس.

وحاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس من قبل القوى الأمنية لإحداث ثغرة للدخول إلى المجلس. ودعت قيادة الجيش المحتجين إلى وجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة.

قوات الأمن اللبناني تعرضت للرشق بالحجارة من المتظاهرين وردت على المتظاهرين بقنابل الغاز

وعلى تمثال الشهداء في الساحة، علّق ناشطون مشنقة رمزية تعبيراً عن إصرارهم على الاقتصاص من المسؤولين عن الانفجار. وتقول الناشطة حياة ناصر، التي تنشط في مبادرات عدة لمساعدة المتضررين: "اليوم تنطلق التظاهرة الأولى بعد الانفجار الذي كاد أن يقتل أي أحد منا"، مضيفة: "تظاهرة اليوم هي آخر صرخة لإيقاظ الناس".

وتأتي هذه المظاهرة بعد الانفجار الذي هز مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، وأحدث دمارا هائلاً في المدينة، ما أسفر عن مقتل نحو 160 شخصا وإصابة أكثر من ستة آلاف جريح، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة، التي أوضحت السبت أنّ "العدد المتبقي للمفقودين يبلغ 21 مفقوداً" بناء على المعطيات الأخيرة التي توفرت لديها.

كما خلف الانفجار خسائر مالية فادحة. ويعتقد أن سبب الفاجعة انفجار كميات هائلة من نترات الأمونيوم. وكتب فارس الحلبي (28 عاماً) وهو من الناشطين البارزين في التظاهرات على فيسبوك "بعد ثلاثة أيام تنظيف، رفع ركام ولملمة جراحنا وجراح بيروت حان وقت تفجير الغضب ومعاقبتهم على قتل الناس"، مضيفًا: "على التغيير أن يكون كبيراً بقدر كبر الفاجعة".

إرسال Facebook google+

ويسود غضب واسع بين اللبنانيين منذ مدة، إذ خرجوا إلى الشارع للتظاهر قبل أشهر احتجاجا على الأزمة الاقتصادية وطريقة التدبير الحكومية، وهي الأزمة التي ارتفعت درجتها مع انتشار جائحة كورونا. وجاء الانفجار ليزيد من الغضب الشعبي على الطبقة الحاكمة.

وأدى الانفجار إلى تشريد ما يفوق على ربع مليون ساكن في بيروت. وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار، وهي فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 بالمئة من الناتج الاقتصادي.

إ.ع/ص.ش (أ ف ب، د ب أ، رويترز)

كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.

رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.

إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.

بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.

إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل