المحتوى الرئيسى

حنان أبوالضياء تكتب: عندما يحول «توم هانكس» الخيال إلى واقع فى Greyhound

08/07 19:41

إطلالة ذات مفردات مختلفة يظهر بها توم هانكس فى فيلمه الجديد، لا تعتمد فقط على تمثيل دوراً يفتقر إلى الحوار طوال أحداثه، ولكن هو أيضاً سيناريست العمل الجديد Greyhound الفيلم الحربى الذى يخرجه آرون شنايدر، ومن إنتاج توم هانكس أيضاً، الفيلم مبنى على رواية الراعى الصالح، التى بنى مؤلفها «سى إس فورستر» أحداثها من أجواء ما كان يحدث لأساطيل السفن الحربية والتجارية فى زمن الحرب العالمية الثانية. إننا أمام بطل حرب، يضع روحه ومشاعره ضمن مشاهد تجعلك تصدق أنك أمام عمل حقيقى، وأنه يستند إلى حقائق تاريخية وقصة واقعية، بينما هو مستوحى من رواية.

إننا نعيش تفاصيل معركة كان مسرحها المحيط الأطلنطى، حيث تشق قافلة مكونة من 37 سفينة من الحلفاء، طريقها إلى ليفربول. وهناك مجموعة من المدمرات ترافق لتحميها، مكونة من سفينة Greyhound «جرايهاوند» التى تقود أسطولاً حربياً لمجموعة سفن تحمل الإمدادات من أمريكا الشمالية إلى «بريطانيا العظمى»، كما جرت العادة منذ بداية الحرب العالمية الثانية، ويقودها القائد إرنست كراوس (توم كروز) من البحرية الأمريكية، وعلى الرغم من أقدميته البحرية إلا أنها أول فى زمن الحرب يعبر المحيط. ومعه المدمرة البريطانية Harry، المدمرة البولندية Eagle، والطراد الكندى ديكى. الرحلة بدأت فى وقت مبكر من عام 1942، بعد وقت قصير من دخول الولايات المتحدة الحرب. المخرج استخدم فى النهاية مشاهد، وصور حقيقية من رحلات الإمداد والمعارك التى خاضها الحلفاء وأصدقاؤهم الأمريكيون فى الأطلنطى، مع تعداد الخسائر البشرية التى بلغت 72200 من الوفيات، إلى جانب غرق 3500 سفينة ليعطى إيحاء بالواقعية.

الفيلم يحرك مشاعرك طوال الوقت ويجعلك مشدوداً قلقاً مترقباً للأحداث المستمرة والتى لا تجعل لديك أى وقت لالتقاط الأنفاس.

يبدأ الفيلم برسم صورة إنسانية سريعة للبطل، فهو شخص متدين يتلو الصلوات يومياً، ويحب امرأة يقابلها فى ليلة عيد الميلاد قبل سفره ليطلب منها مرافقته ليتزوجا بعد ذلك محضرا معه تذكرة سفر على الباخرة ولكنها ترجئ الزواج إلى عودته، وبين الحين والآخر يتذكر هذا اللقاء وسط اللون الرمادى والغيوم وارتفاع الأمواج ومحاولة الغواصة الألمانية «الذئب الرمادى»، النيل منه. بل إنه طوال الفيلم لا يحسب المكاسب التى يحققها بقدر إحساسه بخسائر الأرواح، حتى إن كانت من الألمان، فهو يحزن لسقوط الأرواح، بينما يهلل كل البحارة.

يتولى كراوز القيادة الشاملة ويجد نفسه فى موقف صعب وخاصة إن قادة السفن الأخرى فى المجموعة المرافقة له صغار فى رتبتهم، لكنهم شاركوا فى الحرب لأكثر من عامين، بينما هو أول مرة.

يتم سرد القصة من منظور شخص ثالث تماماً متبنيا وجهة نظر كراوس أثناء كفاحه من أجل إنقاذ سفينته، مع تفصيل تقلباته المزاجية من الإثارة، والاكتئاب، والشك فى الذات وخاصة أن حبيبته تركته جزئياً بسبب إخلاصه الصارم للواجب. وخاصة أن ترقيته إلى القائد جاءت فقط عندما دخلت الولايات المتحدة الحرب، ما دفعه إلى الخوف من أنه قد يكون غير مناسب لقيادته.

تدخل القافلة «الحفرة السوداء» وهى فجوة فى منتصف المحيط حيث سيكونون خارج نطاق الغطاء الجوى الواقى. ليصبحوا على بعد ثلاثة أيام من استئناف الغطاء الجوى، ليصبح تحديد الاتجاه عالى التردد من القافلة الرئيسية يحصلون عليه عبر الإرسال الألمانى ورغم تمكن مدمرة توم هانكس

يبقى «الذئب الرمادى»، بعيداً عن اعتراض القافلة، فى انتظار حلول الظلام من أجل الهجوم. مع حلول الليل، يبدأ الهجوم مموهاً برمى أجسام تضلل الأمريكيين فيحسبون الغواصة تراوح فى اتجاه، بينما هى تتحرك فى اتجاه آخر، مرسلاً تهديدات صوتية إلى «جرايهاوند» ليبث الذعر فى نفوس القائد والبحارة. مع نسف خمس سفن تجارية وإغراقها. زورق واحد على شكل طوربيد ينقل ناقلة نفط ويهرب من «جرايهاوند» باستخدام شرك تحت الماء لإضاعة رسوم العمق. يختار كراوس إنقاذ الناجين من ناقلة النفط المحترقة على الرغم من أنه يعلم أن هناك تحركاً فى مؤخرة القافلة. الأوقات العصيبة تبدو على وجه كروز وخاصة بعدما اكتشف أنه أطلق كثيراً من القذائف والذخيرة، ولم يتبق معهم سوى 6 قذائف، بينما بقى على وصولهم إلى الحدود البريطانية نحو 14 ساعة.

فى اليوم التالى، شن «الذئب الرمادى» هجوماً على «جرايهاوند» على شكل حرف U ساخراً من القافلة ومرافقيها عبر البث الإذاعى، ويطلق إنذارات مهدداً بإغراقهم جميعاً. بل ويرسل عدة طوربيدات، والتى بالكاد تستطيع «جرايهاوند» تجنبها، فى هذه الأثناء يتحمل كل من ديكى وإيجل الضرر، مع غرق النسر فى نهاية المطاف، وتتوالى الأحداث وتصاب «جرايهاوند» بأحد المدافع، فلا يكون أمام كراوس خيار سوى إرسال كلمة واحدة، عبر اللاسلكى «مساعدة»، ووسط اليأس يجىء الدعم الجوى المنتشر من القيادة الساحلية لسلاح الجو الملكى البريطانى، ويتم تفجير«الذئب الرمادى».

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل