المحتوى الرئيسى

عون يعتبر التحقيق الدولي "تضييعا للحقيقة" ولا يستبعد فرضية الصاروخ

08/07 17:27

شدّد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، على أن هدف المطالبة بالتحقيق الدولي في تفجير مرفأ بيروت هو "تضييع الحقيقة"، متحدثًا عن أن "العدالة المتأخرة ليست بعدالة" وأنه "لا معنى للحكم إذا طال صدوره"، متعهدًا أن تكون " أبواب المحاكم كلها مفتوحة أمام الكبار والصغار على حد سواء"، في رده على التفجير الذي أودى بحياة 154 شخصا وتسبب في جرح أكثر من 5 آلاف شخص

وأضاف الرئيس اللبناني في دردشة مع الصحفيين بالقصر الجمهوري، اليوم الجمعة (8 أغسطس/ آب 2020)، نشر موقع الرئاسة اللبنانية أهم مضامينها، أن هناك احتمالين للانفجار الذي حصل، الأول الإهمال، والثاني "تدخل خارجي بواسطة صاروخ أو قنبلة"، متحدثا عن أنه طلب شخصيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تزويده بالصور الجوية كي يتم تحديد إذا ما  كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ، مشيرا إلى أنه سيطلب من دول أخرى هذه المساعدة إذا لم تكن لدى الفرنسيين.

وبالنسبة لما أثير حول تدخل قوى أجنبية في لبنان، خاصة فرنسا التي حضر رئيسها على وجه السرعة إلى بيروت، ردّ عون: "لا تدويل للأزمة، فإذا لم نتمكن من حكم أنفسنا لا يمكن لأحد أن يحكمنا، ولن تمس السيادة اللبنانية في عهدي"، متحدثا عن أنه "إذا لم يتمكن اللبنانيون من حكم أنفسهم، فلا يمكن لأحد أن يحكمهم أو أن يصبحوا شعباً صالحاً للديمقراطية" وذلك ردا على ما أثير حول دعوة لبنانيين لماكرون لإرجاع لبنان تحت انتداب بلاده.

كما تحدث عون عن ضرورة "إعادة النظر بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّن أنه مشلول ولا يمكنه اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة"، لافتاً في رده حول إمكانية عن قيام حكومة وحدة وطنية: "يجب تحضير الأجواء المناسبة لذلك، ولا يمكننا أن ندعو إلى حكومة وحدة لنصل إلى الانقسام الذي شهدناه في الحكومات السابقة".

وقال عون إن التحقيق في التفجير يجب أن ينصب على ثلاث مراحل: "كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ، وكيف وُضعت، وكيف حُفظت لسبع سنوات". وأضاف الرئيس أن عدم حصول توقيفات حتى الآن يعود لضرورة انتظار وقت مهم حتى تظهر النتائج، متحدثا عن أنه "لا يمكن القبض على  أي وزير أو أي مواطن وإدخاله السجن قبل التحقيق".

واعترف عون أنه تلقى معلومات حول المواد المتفجرة في المرفأ، في 20 من شهر يونيو/ حزيران الماضي، متحدثا عن أنه طلب فورا الاتصال بالأمين العام لمجلس الدفاع الاعلى والتواصل مع المعنيين، مضيفًا: "هذه المواد دخلت الى لبنان عام 2013، لم أكن على علم بها ولا بمدى خطورتها، كما أن صلاحياتي لا تسمح لي بالتعاطي المباشر بالمرفأ، وهناك تراتبية يجب احترامها وعليها تحمل المسؤولية، وقمت بالتبليغ لإجراء اللازم وهو بمثابة امر".

إ.ع/ ص.ش (أ ف ب، د ب أ، موقع الرئاسة اللبنانية)

كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.

رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.

إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.

بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.

إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.

يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل