المحتوى الرئيسى

رئيس هيئة قناة السويس: زيادة أعداد السفن العابرة بنسبة 4.5%.. ولولا القناة الجديدة ما عبرنا أزمة كورونا - فالصو

08/06 13:07

أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أن قناة السويس الجديدة جاءت امتدادًا للتاريخ المشرف للقناة كملحمة وطنية كشفت عن الحس الوطنى للشعب المصرى، ووقوفه الدائم بجوار مصر على قلب رجل واحد، ثقةً فى القيادة السياسية واقتناعًا منه بجدوى المشروع، وهو ما ظهر جليًا فى نجاح المصريين فى تمويل المشروع ذاتيًا بجمع 64 مليار جنيه فى 8 أيام فقط، وهو كان بمثابة استفتاء على الرئيس السيسى، وثقة الشعب فيه، وتم توجيه 20 مليار جنيه منها لمشروع القناة الجديدة واستغلال الباقى فى إنشاء مشروعى أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، وأضافت قناة السويس الجديدة الكثير لمجتمع الملاحة العالمى، حيث نجحت فى تقليل زمن العبور والانتظار، وهو ما انعكس إيجابًا على تقليل النفقات التشغيلية للسفن العابرة، علاوة على زيادة عامل الأمان الملاحى بإضافة ممر جديد قادر على استيعاب حركة مرور السفن فى الحالات الطارئة، فضلًا عن رفع كفاءة القناة وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة ومواكبة التطورات المتسارعة فى صناعة النقل البحرى، كما نجحت قناة السويس الجديدة فى رفع تصنيف القناة عالميًا وتعزيز تنافسيتها والحفاظ على مكانتها الرائدة، ورفع تصنيفها، بزيادة القدرة العددية والاستيعابية، وعامل الأمان الملاحى وغيرها من المزايا الملاحية التى نجحت فى كسب ثقة العملاء من التوكيلات الملاحية.

إذا أردنا أن نلخص فائدة قناة السويس فى نقاط فما هى؟ 

ومن هنا نستطيع أن نقول إن مصر أنجزت مشروع حفر قناة السويس الجديدة لتعزيز المكانة الرائدة للقناة بتحقيق العديد من المزايا الملاحية لتلبية متطلبات العملاء من خلال تقليل زمن عبور السفن للقناة، فضلًا عن استيعاب الأجيال الجديدة من السفن العملاقة فى ظل وصول غاطس قناة السويس إلى 66 قدما، كما أصبحت قناة السويس قادرة على استيعاب الزيادة المستقبلية فى أعداد وحمولات السفن العابرة، ومواصلة دورها فى تدعيم خزانة الدولة بالنقد الأجنبى، ويتم العمل بالتوازى على إنشاء مدن جديدة تشمل مجتمعات عمرانية متكاملة فى إطار تحقيق التنمية الشاملة للمنطقة، وقناة السويس، كما تعد قناة السويس الجديدة باكورة المشروعات التنموية العملاقة التى تبنتها الدولة المصرية لإعادة الريادة الاقتصادية، فضلًا عن كونها بمثابة مشروع البنية التحتية الأهم لدعم مخطط تطوير موانئ المنطقة والمشروعات اللوجيستية ومشروعات القيمة المضافة الجارى إنشاؤها ضمن مشروع تنمية منطقة القناة.

اليوم السابع: شهدنا منذ فترة عبور أكبر سفن الحاويات فى العالم من خلال القناة فكيف كان ذلك وكيف أسهمت القناة الجديدة فى تسهيل عبور هذه الحاوية العملاقة؟

شهدت هيئة قناة السويس، فى مايو الماضى، عبور سفينة الحاويات العملاقة «HMM ALGECIRAS» وهى أكبر سفينة حاويات فى العالم فى أولى رحلاتها البحرية عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب بقناة السويس الجديدة خلال رحلتها القادمة من ميناء يانتيان بالصين والمتجهة إلى روتردام بهولندا، ودفعت رسومًا مليون دولار، وتتبع السفينة صاحبة الرقم القياسى فى عدد الحاويات المحمولة بسعة 23.964، حاوية مكافئة، الخط الملاحى الكورى الجنوبى «HMM»، وتم تدشينها فى إبريل من العام الجارى لتكون باكورة التعاقد الذى أبرمته الشركة الكورية مع ترسانتى دايو لبناء السفن، وسامسونج للصناعات الثقيلة لبناء 12 سفينة حاويات بنفس النوعية والتصميم والحجم، وتم عبور حتى الآن ثلاثة سفن عملاقة منها، وهى أكبر سفينة حاويات فى العالم، ومن المقرر عبور 9 سفن أخرى بنفس المواصفات قناة السويس.

ذكرتم أن من ضمن مشروع القناة الجديدة عمل أنفاق تحتها فمتى يتم تشغيل نفق الشهيد أحمد حمدى 2؟

تم المضى قدمًا نحو استكمال سلسلة الأنفاق العملاقة بالإسماعيلية وبورسعيد والسويس، بحفر نفق الشهيد أحمد حمدى 2 فى السويس ليصل بذلك عدد الأنفاق العابرة أسفل القناة إلى 6 أنفاق عملاقة، ونفق الشهيد أحمد حمدى 2، يعد إضافة لمحاور العبور المختلفة التى تربط سيناء بالوطن والتى حرصت الدولة المصرية على الانتهاء منها فى وقت قياسى لدفع جهود التنمية فى منطقة القناة وسيناء من خلال سلسلة من الأنفاق والكبارى العائمة وشبكة طرق مطورة ويبلغ طول النفق 1640 مترًا، وتستغرق مدة عبوره ثلاث دقائق فقط، ويقدم النفق خدمة العبور على مدار 24 ساعة، ويبلغ متوسط العبور اليومى من خلاله 6000 مركبة خلال فصل الصيف و5000 مركبة يوميًا خلال فصل الشتاء، أما أنفاق بورسعيد التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى نوفمبر الماضى، فشهدت عبور ما يزيد عن 221 ألف مركبة، بعائدات زادت عن 21 مليون جنيه، بمعدل عبور يومى للمركبات بلغ 952 مركبة خلال عشر ساعات هى فترة التشغيل التجريبى التى تبدأ من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة السادسة مساءً.

تتوسع قناة السويس فى مجالات الاستفادة من موقع القناة الفريد ولهذا دشنت سفينتين من أحدث سفن الخدمات البترولية «السفينة أحمد فاضل، أو السفينة أمان» فما الذى أضافته هاتان السفينتان؟ 

سفينة الخدمات البترولية أحمد فاضل، التابعة لهيئة قناة السويس، هى من أكبر سفن الإمداد والخدمات البترولية على مستوى الشرق الأوسط، وتعمل فى حقول الغاز الطبيعى والبترول فى البحر الأبيض المتوسط بالتعاون مع وزارة البترول ووصلت المياه المصرية فى10 يونيو 2017، لتنضم إلى أسطول هيئة قناة السويس، «شركة التمساح لبناء السفن»، والتى تحتاجها السوق المصرية بشدة، لاسيما فى مجال استخراج البترول وأعمال الصيانة لحفارات البترول، لتكون بذلك إضافة للقدرات المصرية، وتحقق خطة الدولة الطموح للتحول إلى مركز إقليمى للطاقة، وتعد السفينة أمان أكبر وحدة متعددة الأغراض وإمدادات بالشرق الأوسط وهى من أكبر سفن خدمات شركات ومنصات البترول والوحدة التى تعمل بنظام معين يضمن تثبيت الوحدة فى نقطة محددة بالبحر دون الحاجة إلى رمى مخاطيف.

تتبنى الهيئة مشروع بناء مراكب الصيد لشباب الصيادين فما هى آخر تتطورات هذا المشروع؟

تم الانتهاء من 12 مركبا، وتم تسليمها لشباب الصيادين، وجار إنشاء 100 مركب أخرى لشباب صيادين آخرين، والرئيس السيسى أمر أننا نعمل 100 مركب صيد لشباب الصيادين، ويتم الانتهاء منها على ثلاثة مراحل 34 مركبا ثم 34 ثم 32، وعلى آخر العالم الحالى سوف يتم تسليم 34 مركبا وهى المرحلة الأولى من المائة، على أن يتم الانتهاء من المائة مركب العام المقبل، والمراكب كلها تم بناؤها، لكن ينقصها المعدات والأجهزة، وتسببت كورونا فى تأخير استلامها، ويبلغ طول سفينة الصيد الواحدة 24 مترًا، وسعة استيعابية للأسماك 100 طن، كما تضم وحدات إعاشة لـ12 صيادًا، ومؤهلة للإبحار فى أعالى البحار بكفاءة عالية، وتكلفة المركب الواحد نحو 20 مليون جنيه.

على ذكر كورونا.. كيف أثرت هذه الجائحة العالمية على حركة التجارة وما انعكاس هذا على قناة السويس؟ 

حركة الملاحة بالقناة جزء لا يتجزأ من حركة التجارة العالمية التى تواجه تحديات عديدة فى ظل انتشار فيروس كورونا، وما نتج عنه من تراجع الطلب العالمى على البضائع، وإلغاء الخطوط الملاحية للعديد من رحلاتها، وخلق حالة من الركود على حركة التداول وعمليات الشحن والتفريغ بالموانئ العالمية، وقناة السويس نجحت فى التعامل مع الآثار الاقتصادية السلبية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، والحفاظ على معدلات عبور السفن بالقناة منذ مطلع العام الحالى بانتهاج مجموعة من السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التى تستهدف التيسير على العملاء والحفاظ على تنافسية القناة، وذلك على الرغم من تراجع مؤشرات حركة التجارة العالمية والمتوقع انخفاضها وفقًا لمنظمة التجارة العالمية بنسبة تتراوح بين 11%:32%، خلال العام الجارى.

قبل الدخول فى تفاصيل المواجهة الاقتصادية لكورونا.. كيف واجهت القناة هذه الجائحة صحيًا؟ 

فى الحقيقة قناة السويس واجهت تحديين كبيرين فى الفترة الأخيرة، جائحة كورونا وهبوط أسعار البترول عالميًا، وهذا أدى لانحفاض معدل التجارة العالمية لكننا هيئة قناة السويس، تداركنا الموقف مبكرا، وتابعنا الموقف أول ما بدأت فى ديسمبر الماضى، فى الصين، وكنا على يقين بأننا سنكون من أوائل المتأثرين بجائحة كورونا، لأننا أول ناس نتقابل مع الأجانب بحكم عملنا واحتكاك المرشدين والعمال على السفن العابرة لقناة السويس، فتم عمل إجراءات احترازية على أعلى مستوى، منها أن الناس تكون لابسة الكمامة وجوانتى وماسك ويتم قياس درجة الحرارة، قبل ما يطلع السفينة وبعد ما ينزل منها، وفى بدل واقية جاهزة، فى حالة احتياجها، بالإضافة إلى توافر أدوات تطهير، بالإضافة إلى أنه تم تجهيز قسم رعاية خاصة وعزل صحى فى مستشفى هيئة قناة السويس، لعزل أى حلة مشتبه بها أنها مصابة، وتم توفير طاقم طبى خاص بالعزل.

كما تم، منذ بداية ظهور كورونا فى الصين، تدريب العاملين والمرشدين على كيفية التعامل مع السفن التى من المتوقع تواجد عليها مصابين بكورونا، لأننا لا نستطيع منع أى سفينة من العبور، لذلك حاولنا تجنب العاملين من الإصابة بكورونا من خلال الإجراءات الاحترازية التى تمت، وتم وضع سيناريوهات فى حالة وجود سفينة عليها مصابون بكورونا، وهتعبر القناة، واتفقنا على وضع سيناريوهين: إما يتم قطر السفينة خلال عبورها، أو يتم إرشادها من على بعد، والمرشدون فى هيئة قناة السويس على أعلى كفاءة وأعلى مستوى ودائمًا يتم تدريبهم فى مركز المحاكاة ولا يوجد أى مرشد تم إصابته بكورونا بسبب اتباع الإجراءات الاحترازية للمرشدين خلال ‏صعودهم على السفن العابرة لقناة السويس. 

ما هى الإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها القناة للحفاظ على عائدات القناة فى ظل هذا الوباء العالمى وتراجع معدلات التجارة؟ 

نجحت السياسات التسويقية والتحفزية والتسعيرية المرنة التى انتهجتها الهيئة فى تقليل التأثير السلبى للأزمة الحالية وكسب ثقة العملاء، وذلك على الرغم من تراجع مؤشرات حركة التجارة العالمية خلال الربع الأول والثانى من عام 2020 بنسبة 3% و18.5% على التوالى، وتم تحديد نسب تخفيض عبور القناة طبقًا للمكان القادم منه السفن، حتى نستطيع جذب مزيد من السفن، وتم تطبيق التخفيضين لمدة 3 شهور، كما تم عمل تخفيضين للسفن القادمة من غرب أوروبا، للشرق الأقصى بنسبة 17%، بعد أن كانت تحصل على تخفيض 7%، وجذبنا خطوت ملاحية جديدة مثل الساحل الشرقى الأمريكى، والذى كان لا يمر عبر قناة السويس، لأنه كان أقرب له طريق رأس الرجاء الصالح عن طريق بنما، وعملنا له تخفيضات بنسبة 75%، وخلال عرض التخفيضات وهو ثلاثة أشهر مر من المجرى الملاحى 150 سفينة، لم يكن من السفن التى تعبر القناة، وهو ما أدى إلى زيادة عدد السفن، وساهمت السياسات المرنة خلال النصف الأول من عام 2020 فى جذب 1985 سفينة، محققة إيرادات قدرها 426.7 مليون دولار تمثل نسبة 15% من إجمالى الإيرادات المحققة خلال تلك الفترة والتى بلغت حوالى 2.8 مليار دولار، كما لعبت الحوافز والتخفيضات الممنوحة دورًا بارزًا فى تحقيق طفرة كبيرة على صعيد زيادة معدلات عبور كل من سفن الصب الجاف وناقلات البترول وسفن الغاز الطبيعى المسال خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2020، حيث زادت نسبة سفن الصب الجاف خلال تلك الفترة بنسبة 36.3%، فيما زادت نسبة ناقلات البترول بنسبة 9.6%، وارتفعت نسبة ناقلات الغاز الطبيعى بنسبة 10.1% خلال تلك الفترة.

اليوم السابع: هل حدث هذا مع الممرات المائية العالمية؟ 

إذا نظرنا إلى بقية قنوات العالم وتأثرها بالجائحة سنجد أن قناة بنما انخفض إيردها بنسبة 20%، أما ألمانيا فقررت أن رسوم العبور فى ممر «كيل» عندها صفر أى تخفيض الرسوم بنسبة مائة فى المائة، وحققت قناتهم سائر 32%، وإذا نظرنا إلى ما حققته قناة السويس سنجد أنه نجاح كبير، فقد ساهمت قناة السويس الجديدة فى جذب مزيد من السفن.

فما وضع قناة السويس وسط هذا الانخفاض العالمى؟ 

التقارير الملاحية خلال العام المالى 2019/2020 من يوليو 2019، إلى 30 يونيو2020، رصدت زيادة فى أعداد السفن العابرة للقناة بنسبة قدرها 4.5% حيث عبرت خلال تلك الفترة 19311سفينة مقابل عبور 18482 سفينة خلال ذات الفترة من العام الماضى، وبفارق 829 سفينة، فيما بلغت إجمالى الحمولات الصافية العابرة للقناة خلال العام المالى 2019/2020 ما يقرب من 1.21مليار طن، مقابل 11.7 مليار طن خلال العام المالى الماضى بفارق قدره 36 مليون طن، وبنسبة زيادة قدرها 3.1%، وانتظام حركة الملاحة بالقناة كان له بالغ الأثر فى استقرار معدل الإيرادات المحققة، حيث سجلت عائدات الهيئة خلال العام المالى 2019/ 2020 ما يقرب من 5.72 مليار دولار مقابل 5.75 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى بفارق 32.1 مليون دولار، أى أن الفارق يكاد لا يذكر وفقا لتراجع حركة التجارة وتأثر قنوات العالم.

كقائد عسكرى سابق متى شعرت أنك استعدت ذاكرة «كن مستعدا» التى يتعلمها رجال القوات المسلحة؟ 

كان هذا أثناء التعامل مع عبور سفينة مُصابى «كورونا» الإيطالية، وقد كنا قد أعددنا سيناريو استباقيا للتدريب على هذا الموقف، وتم التدريب عليه، كإجراء احترازى ووقائى منذ بداية ظهور فيروس كورونا عالميًا، للتعامل مع السفن التى يتواجد بين أطقمها أو ركابها  مصابين بكورونا، وحينما ورد بلاغ لهيئة قناة السويس عن قدوم سفينة مُتجهة إلى إيطاليا تحمل على متنها 61 مصابًا بكورونا، وعند وصولها لغاطس قناة السويس فى الرابعة صباحًا، أبلغنا وزارة الصحة والحجر الصحى وأوصيا بعدم صعود أى شخص من القناة على متن السفينة لأنها موبوءة، وللحفاظ على المرشدين جرى عمل إرشاد للسفينة عن بعد، فضلًا عن عبور آمن للسفينة دون مرشدين عليها، وبما أنه لا تستطيع أى سفينة المرور وحدها، تم الاستعانة بقاطرة أمامية لإرشاد السفينة الإيطالية وأخرى خلفها على متنها مرشدون متخصصون، وتم رصدها ومتابعتها عبر 16 نقطة مراقبة بطول القناة، ومنحناها أولية فى العبور فدخلت فى الرابعة صباحًا وخرجت فى الثالثة عصرًا، وكان لعبورها مردودا جيدا، وسمعة جيدة للهيئة.

وماذا عن الخطة الاستثمارية 2023 والتى أطلقتها هيئة قناة السويس؟

تم توقيع الخطة الاستثمارية 2023 لقناة السويس من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى تهدف إلى مضاعفة عدد السفن التى تعبر قناة السويس، وهناك خطة استثمارية أخرى 2030، والخطة الأولى ‏تشمل تطوير المجرى الملاحى ويشمل أكثر من جزء منه تعميق القناة للحفاظ على العمق الحالى 66 قدما وتطوير 16 نقطة مراقبة فى قناة السويس وتشغيلها إلكترونيًا بعد ‏التحول الرقمى ويقوم على معرفة سرعة السفن، والمسافة بين السفن والأخرى، ‏وحالة الطقس وكل 12 كيلو يوجد محطة مراقبة وكل محطة تشمل سيارات إسعاف ومطافئ ولانش ومرشدًا وقاطرة وجميع المعدات التى تساهم فى العبور الآمن للسفن لقناة السويس، ‏وهذه محطات المراقبة هى العين التى نرى بها قناة السويس كلها وفى مكتبى توجد شاشة لعرض كل محطات المراقبة وأستطيع أن أرى المجرى الملاحى كاملًا ‏نتيجة التحول الرقمى الذى تم فى قناة السويس، وهو ما منحنا بعض الخدمات إلى بعض التوكيلات الملاحية، مثل الحجز الإلكترونى ‏لأن التوكيلات البحرية كانت تشتكى من موضوع الحجز ‏الذى كان يستغرق وقتا أطول قبل أن يصبح إلكترونيًا، وبالتالى أصبح هناك ثقة عند التوكيلات البحرية لأنها تحصل على دورها فى العبور بشكل سريع.

أيضًا الدفع الإلكترونى المقدم وكان فى الوقت السابق يتم الدفع فى البنك، ويتخذ عدة إجراءات ويتم وضع المبلغ الذى تم إيداعه بالإيصال على موقع الهيئة، ويتم استكمال إجراءات عبور القناة، وفى إطار التحول الرقمى بالهيئة، وسعيًا نحو تفعيل تطبيقات الدفع الإلكترونى التى تتماشى مع سياسة الشمول المالى بالدولة والتيسير على المواطنين، تم البدء فى تطبيق خدمات الدفع الإلكترونى لمحاور العبور التابعة لها من الأنفاق والكبارى العائمة والمعديات بمدن القناة الثلاثة، وذلك بالتعاون مع البنك الأهلى المصرى، وتيسير هيئة قناة السويس فى طريقها نحو تنفيذ الاستراتيجية الطموحة للهيئة 2023 التى ترتكز على محاور عدة أبرزها تعزيز التحول الرقمى الكامل لاسيما منظومة مراقبة حركة الملاحة والخدمات الإلكترونية المقدمة للسفن العابرة بالتوازى مع رفع كفاءة العنصر البشرى من مقدمى الخدمات الملاحية ومرشدى الهيئة عبر برامج التدريب المستمرة بمركز المحاكاة والتدريب البحرى التابع للهيئة بما يمكن معه تعزيز المكانة الرائدة للقناة كأسرع وأقصر وأكثر الطرق الملاحية أمانًا.

ماذا عن تدشين الكراكة الأضخم فى الشرق الأوسط وتاريخ هيئة قناة السويس؟

تم دشين الكراكة «مهاب مميش» بترسانة IHC الهولندية، المصنفة كأكبر ترسانة عالمية متخصصة فى مجال بناء الكراكات، فى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى بالعمل على تعظيم أصول الهيئة وتطوير وتحديث أسطول الكراكات والوحدات البحرية التابعة لها تطبيقًا لاستراتيجية هيئة قناة السويس 2023، والتعاقد كان على كراكتين جديدتين الأولى «مهاب مميش» كانت الأولى، وهاتان الكراكتان تعدان إضافة قوية نحو تعزيز قدرات أسطول كراكات الهيئة، ونقطة انطلاق لخدمة الأهداف القومية واستراتيجية العمل التى تصبو إلى رفع كفاءة القناة والحفاظ على تنافسيتها من خلال الاضطلاع بأعمال الصيانة الدورية وتنفيذ مشروعات التطوير المستمرة بالمجرى الملاحى.

ذكرت أن الهيئة أطلقت اسم الفريق مهاب مميش على الكراكة العملاقة فما هى الرسالة التى تريد توصيلها من هذا الإجراء؟ 

إطلاق أسماء القادة السابقين على المنشآت أو الإنجازات اللاحقة أسلوب تحية وإجلال تعلمناه فى ‏القوات المسلحة وفى هيئة قناة السويس، ودائمًا يتم تكريم القادة ومن يخرج معاش من الهيئة يتم عمل لهم حفلة وتكريم والقوات المسلحة لا تنسى رجالها ‏ونحن رجال القوات المسلحة نتبع هذا الأسلوب دوما، فالفريق محمد مميش أطلق اسم الفريق أحمد فاضل، الرئيس الأسبق لقناة السويس، على كراكة عملاقة أيضا ‏ونحن دائمًا نُكرم القائد الذى بذل مجهودا وأعطى من حياته ونفسه عرقه وصحته، والفريق مهاب مميش هو أكثر شخص تعب وبذل مجهودا فى قناة السويس الجديدة.

وكان أبسط شىء ‏وهو إطلاق اسمه على إحدى كراكاتها وهذه الكراكة لم تكن باسم الفريق مهاب مميش، ولكن عندما توليت المسؤولية أطلقت اسمه عليها تكريما له، وللعلم أنتم لم تسألونى عن اسم الكراكة الثانية، فقد أطلقنا عليها اسم «حسين طنطاوى» تكريما لاسم القائد الكبير ووزير الدفاع الأسبق، فكما قلت فإن رجال القوات المسلحة لا ينسون قادتهم أبدا، ولا يدخرون وسعا فى تكريمهم والاحتفاء بهم. 

ما هى الرؤية المستقبلية لقناة السويس بالنسبة لحركة التجارة العالمية وكم نحصل من حركة الملاحة الدولية؟

‏قناة السويس تحصل على 9% من التجارة العالمية فى العالم ونحصل على 100% من الحاويات القادمة من أوروبا إلى آسيا، ونحصل على 24% من الحاويات القادمة من باقى دول العالم إلى آسيا. 

كثيرا ما يقال أن قناة السويس تشهد تنافسا مع العديد من الطرق الملاحية الأخرى فما هو الوضع الآن؟

الحوافز التى تقدمها هيئة قناة السويس لشركة الملاحة استقطبت عددا من خطوط الملاحة من الساحل الشرقى الأمريكى الذى كان يستخدم طريق رأس الرجاء الصالح، وأخدنا منه جزءا كبيرا جدًا بسبب الحوافز التى قدمتها الهيئة، وأهم شىء أننا نراقب جميع طرق التجارة البديلة، ونهتم بكل هذه الطرق ولا نستهين بها، بل ونسعى لدراسة تلك الطرق لنعرف ما مدى تأثير هذة الممرات الملاحية على قناة السويس، ولهذا فنحن نتعامل فى هذا الأمر بمرونة كبيرة لنحافظ على جاذبية قناة السويس ورصيدها من سفن التجارة العالمية، ودائما ما نسأل أنفسنا هل الخدمات التى تقدم من قناة السويس كافية أم لا؟ وإذا وجدنا أننا نحتاج أى خدمة أخرى نسعى لتوفيرها فورًا كما نسعى إلى جذب المزيد من ‏الخطوط الملاحية التى لا تستخدم قناة السويس، ولكن فى النهاية توجد سفن تعبر من ممرات ملاحية أخرى، وهذا طبيعى على حسب وجهتها وإيه أقصر الطرق لها.

يقال إن هنا ممر شحن باسم «الممر الإيرانى» سيؤثر على قناة السويس فما حقيقة هذا؟

كثر الكلام عن الطرق البديلة لقناة السويس منذ زمن بعيد وكل مرة يقال إن هذه الطرق سوف تلغى قناة السويس، وبالنسبة للطريق والممر الإيرانى ‏ينقل البضاعة من ‏ميناء مومبايفى الهند إلى هامبورج فى ألمانيا ‏أو سانت بطرسبورج فى روسيا، وكانت هذه السفن تعبر من قناة السويس إلى روسيا وألمانيا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل