المحتوى الرئيسى

ألمانيا- بعد خمسة أعوام.. أين وصل اندماج اللاجئين في سوق العمل؟

08/06 07:45

قبل خمس سنوات وفي ذروة أزمة اللجوء في أوروبا قالت المستشار الألمانية أنغيلا ميركل جملتها الشهيرة "نستطيع إنجاز ذلك"، في إشارة منها إلى قدرة ألمانيا على استيعاب مئات آلاف اللاجئين الذين تدفقوا على ألمانيا عام 2015 عندما فتحت حدودها أمامهم. غير أن هذه الجملة جلبت لها سيلاً من الانتقادات الداخلية والأوروبية لميركل ولسياسة "الأبواب المفتوحة" التي انتهجتها في التعامل مع أزمة اللجوء. الآن وبعد مرور خمس سنوات أين وصلت عملية إدماج هولاء اللاجئين في المجتمع وفي سوق العمل؟

حصيلة خمسة أعوام مما حققته ألمانيا في مجال إدماج اللاجئين في سوق العمل، تبدو متابينة النتائج. خلال هذه الأعوام الماضية عرفت عملية إدماج اللاجئين في سوق العمل تحديات عديدة، ولكن في كثير من الأحيان كانت تسير أيضاً على نحو جيد. حسب ما نقله عن موقع مجلة "فوكوس" الألمانية عن دانييل ترتسينباخ، العضو في مجلس إدارة وكالة العمل الاتحادية، الذي قال إن حوالي نصف اللاجئين القادرين على العمل والمتواجدين في ألمانيا، أصبح لديهم عمل ثابت اليوم. من ناحية أخرى وحسب وكالة العمل الألمانية، فإن ألمانيا سجلت نتائج أفضل في دمج اللاجئين في سوق العمل مقارنة بالدول الأخرى. لكن تبقى هناك اختلافات واضحة بين اللاجئين كما يقول ترتسينباخ، فالنساء أقل اندماجاً من الرجال في سوق العمل. أحد أسباب ذلك يعود إلى الدور التقليدي للمرأة في البلدان الأصلية، إذ تتولى مسؤولية رعاية الأطفال والأسرة. لهذا فإنها أقل التحلقا بدورات الاندماج واللغة في ألمانيا.

استقبلت ألمانيا أكثر من 800 ألف لاجئ خلال عام 2015 فقط، الأمر الذي يعد سابقة في تاريخ البلاد. اللغة الألمانية هي أهم مؤهل وعامل حاسم في تحديد مسار اللاجئين في سوق العمل، ولأن غالبيتهم لا يتوفرون على هذا المؤهل عند وصولهم، شكل ذلك تحديا كبيراً لهم. في دراسة حديثة، صرح هربرت بروكر أحد خبراء سوق العمل لموقع فوكوس أن "هناك أسباب عديدة تجعل من إندماج اللاجئين في سوق العمل الألماني، في التعليم وفي المجالات الاجتماعية الأخرى أصعب من إندماج المهاجرين الذين قدموا إلى ألمانيا بطرق أخرى، ومنها على سبيل المثال هجرة العمالة أو لم شمل الأسرة".

العمل يعد من أهم العوامل المساعدة على اندماج الأجانب في ألمانيا، وهو ما أدرك أهميتة اللاجئ السوري محمد علي في وقت مبكر. فرغم تجاوزه الأربعين من عمره، انخرط في العمل منذ وصوله ألمانيا عام 2015 لأنه يرى أن العمل هو "مفتاح الاندماج وكسب احترام الآخر“. ويقول علي لمهاجر نيوز إن دخوله سوق العمل الألماني لم يكن سهلاً، لأنه مارس مهنته الحالة في البداية دون تكوين واضطر لهذا السببب إلى العمل تحت التدريب مدة سنتة أشهر بأجر قليل، "لأنني كنت بحاجة ماسة للعمل ورفضت الحصول على المساعدات الاجتماعية منذ وصولي ولازلت أرفض ذلك إلى هذه اللحظة". ويضيف أن "العمل ساعده كثيراً على تقوية لغته الألمانية وتكوين شبكة علاقات مع مجتمعات وثقافات جديدة وتعلم عادات وطبائع الشعوب الأخرى المتواجدة في ألمانيا، كما يحسن ذلك من صورة اللاجئ داخل المجتمع من خلال دفعه للضرائب مثل باقي المواطنين. لكن رغم اندماجه في سوق العمل، إلا أنه يفضل العمل في مجال آخر، وهو مجال الإعلام. يقول علي إن تحقيق شروط ولوج هذا المجال في ألمانيا، صعبة ومن أهمها تحقيق مستوى لغة أعلى من الذي يمتلكه حالياً. ولكنه بذات الوقت لم يتخل عن طموحه المهني ويعمل مع مواقع وصحف عربية منذ ثلاثة وثلاثين عاماً.

حسين مار اجتاز بنجاح الامتحان النصفي للحقوق في ألمانيا.

التخصص يحدد فرصتك في سوق العمل؟

رغم معرفته المسبقة بصعوبة دراسة الحقوق التي كان يحلم بها ومحاولة العديد من أصدقائه ثنيه عن قراره، إلا أن اللاجىء السوري الشاب، حسين مار أصر على خوض التجربة بنفسه، كما قال لمهاجر نيوز. "قرار دراسة الحقوق في ألمانيا كان قراراً صعباً. كثيرون وبينهم ألمان حاولوا إقناعي بتغيير الفرع الدراسي (الحقوق) لأنه صعب حتى على الألمان أنفسهم ولكنني أردت أن أجرب بنفسي، وها قد نجحت في اجتيار الامتحان النصفي للحقوق في ألمانيا وهو الحاجز الذي يرسب كثير من المتقدمين في اجتيازه".

الطالب السوري الذي وصل ألمانيا عام 2015، لا يزال بانتظاره اجتياز الامتحان الوطني. وعن سؤاله إن كان يتوقع أن تكون له فرصة جيدة في سوق العمل يرى أن ذلك مرتبط بالتخصص الذي سيختاره ويقول "لو فكرت التخصص في قانون اللجوء ستكون فرصتي في سوق العمل أفضل بسبب إتقاني اللغة نفسها وتشابه الخلفية الثقافية مع اللاجئين. ولكن قد أواجه منافسة كبيرة في سوق العمل في تخصصات أخرى". ويعتقد الشاب السوري أنه اجتاز "الأصعب وهو الدراسة بحد ذاتها" ويختم حديثه لمهاجر نيوز بأنه "ممتن لهذه الفرصة التي منحتني إياها ألمانيا. وتوفير فرصة الدراسة للاجىء تعني أن ألمانيا تريد مساعدتنا وبعكس ما هو شائع أنها استقبلت اللاجئين لسد النقص الذي تعاني منه في بعض القطاعات مثل العناية بالمسنين أو خدمات التنطيف. لأن اللاجىء يستطيع دراسة أي تخصص يريد بغض النظر عن احتياجات سوق العمل".

دروس اللغة والإندماج بحاجة إلى تحسين 

التعليم ومعرفة اللغة ودخول سوق العمل تعد من أهم العوامل المساعدة على اندماج الأجانب في ألمانيا والتي يتوجّب العمل كثيرا عليها في المستقبل، كما يرى الخبير في شؤون الهجرة واللاجئين، زيغمار فالبغيشت في حواره مع مهاجر نيوز: "عملية إدماج اللاجئين في سوق العمل في ألمانيا هي عملية معقدةو تحتاج إلى وقت طويل وصبر وجهد من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة“. ويضيف الخبير الألماني أن تعليم اللغة من أهم هذه التدابير التي لا تزال ألمانيا بحاجة إلى تحسينها بسبب وجود نقص في دروس اللغة الألمانية والإندماج المقدمة حاليا، كما أن هذه البرامج لا تراعي في كثير من الأحيان الوضع القانوني والأسري لجميع فئات اللاجئين ومن بينهم أولئك الحاصلين على حماية مؤقتة فقط والأمهات اللاجئات".

كإجراء احترازي للحد من خطورة انتشار فيروس كورونا بين موظفي الهجرة وطالبي اللجوء، قررت ألمانيا تقديم طلب اللجوء كتابياً فقط. ويأتي القرار فيما أكد مفوض اللاجئين على ألا تعيق الإجراءات الوقائية إمكانية تقديم طلبات اللجوء.

ألمانيا تعلن عن استقبال عشرات الأطفال من مخيمات اللجوء اليونانية، وكذلك لوكسمبورغ. والدولتان ستنسقان لتسيير رحلة طيران خاصة لنقل الأطفال الأسبوع المقبل. الأطفال سيوضعون في حجر صحي لأسبوعين.

لكن اللاجئة السورية أم عمر، البالغة من العمر 62 عاماً، وصلت رفقة أبنائها إلى ألمانيا عام 2015. ترى أم عمر أنه رغم تقدمها في العمر، إلا أن العمل مهم بالنسبة إليها أيضاً. تعمل الأم السورية في ورشة للخياطة وتحصل مقابل عملها هذا على مبلغ زهيد للغاية، كما تقول لمهاجر نيوز. ابنها عمر البالغ من العمر 22 عاماً يتكلم الألمانية بطلاقة ولكنه لم يتمكن من اجتياز امتحان اللغة في المستوى الذي يخوله الحصول على مقعد دراسي أو فرصة للتدريب والتأهيل المهني. فدغم تكراره المحاولة أكثر من خمس مرات لم ينجح. لكنه لا يزال مصراً على المحاولة لأنه يريد متابعة دراسته الجامعية. تأمل أم عمر أن يتمكن ابنها من النجاح في امتحانه المقبل وأن يتجاوز هذه المرحلة، التي تعيق طريقه نحو الدراسة والعمل.

من العقبات الأخري التي لها تأثير على اندماج اللاجئين في سوق العمل، هو الوضع القانوني لطالبي اللجوء. إذ يحصل الكثير ممن يُسمح لهم بالبقاء في ألمانيا على حماية مؤقتة فقط، ووفق المكتب الاتحادي للإحصاء فإن 80 بالمائة من اللاجئين الذين تم قبول طلبات لجوئهم في ألمانيا حصلوا على حماية مؤقتة فقط. كما أن جائحة كورونا والركود الاقتصادي الذي نتج عن تفشي الوباء هذا العام ألحق ضررا كبيرا بسوق العمل وفقد الكثيرون عملهم وبالأخص اللاجئون الذين مهاراتهم اللغوية والمهنية متدنية، حسب ما صرح به مؤخرا مسؤول في وكالة العمل الاتحادية وقال إن كثيرين من اللاجئين حصلوا على فرصة عمل، لكن مع أزمة جائحة كورونا والانكماش الاقتصادي، أصبحت نسبة كبيرة من هؤلاء عاطلين عن العمل من جديد. إذ ازدادت نسبة البطالة بين اللاجئين 22 بالمائة في شهر يونيو/ حزيران الماضي مقارنه بشهر مارس/ آذار.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية اليوم الاثنين عن دانيال تيرزنباخ، عضو مجلس الإدارة في الوكالة الاتحادية للعمل، قوله إن "حوالي نصف اللاجئين منذ بدء موجة اللجوء وجدوا فرصة عمل" وأضاف أن نصف هؤلاء من ذوي الاختصاصات في مجالات محددة. أما من يجدون صعوبة في دخول سوق العمل أو الاحتفاظ بوظيفتهم فهم "هؤلاء ذوي المؤهلات المنخفضة الذين يفقدون وظائفهم بسرعة في زمن الأزمة (كورونا)؛ حسب تيرزنباخ، الذي أكد أن "اجتماع عاملي غياب تخصص رسمي وعدم إتقان اللغة، يؤدي إلى فقدان الوظيفة".

المصدر: مهاجز نيوز

يعيش في اليمن حوالي 3.6 مليون نازح، فضلا عن تدمير الجزء الأكبر من مؤسسات الرعاية الصحية وشبكة الصرف بسبب ما تشهده البلاد من صراعات مسلحة، ما يجعل هؤلاء أكثر ضعفا في مواجهة فيروس كورونا. وبعد تدريب من منظمة اليونيسيف يعمل متطوعون على التوعية في سبل الحد من انتشار الفيروس في اليمن.

تواجه سوريا وضعاً مماثلاً لما تعاني منه اليمن حيث تدخل في السنة العاشرة من حرب مدمرة خلفت ملايين يعيشون في مخيمات للاجئين، كمخيم أكرابات بالقرب من الحدود مع تركيا. ويقوم العاملون في منظمة الأمم المتحدة بزيارة المخيمات لشرح مخاطر الإصابة بفيروس كورونا للاجئين.

هذه هي كفا، فتاة تبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما، أثناء عودتها لأسرتها في أحد مخيمات اللاجئين في الأردن، حاملة مياه نظيفة حصلت عليها من محطة عامة للمياه. أما بالنسبة للصابون، فتقوم حاليا بعض النساء في مخيمات اللاجئين بتصنيعه يدويا باستخدام مواد طبيعية وتوزيعه دون مقابل على الأسر المحتاجة.

وفي الفلبين على الجميع مواجهة الآثار طويلة المدى للكوارث الطبيعة، فالمنطقة مازالت تعاني منذ سنوات مما خلفه إعصار هايان من دمار. وتحولت دورات المياه العامة، كتلك الموجودة بمركز إيواء في مدينة تاكلوبان، إلى أرض خصبة لانتشار فيروس كورونا المستجد، ما يزيد من ضرورة النظافة والتعقيم.

لا يستطيع البعض لأسابيع متتالية الوصول لمياه نظيفة صالحة للشرب في المناطق التي تعاني من ندرة المياه، مثل وادي ”غويمبي“ الذي يعاني من الجفاف بشدة على مدار العامين السابقين. وتدعم منظمة اليونيسيف حاليا عمليات إعادة تأهيل وحفر ستين بئرا لدفع الجميع إلى غسل اليدين في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد والمخاطر الأخرى.

وفي كينيا، تم تركيب محطات مياه جديدة في العديد من الأماكن العامة لتوفير سبل الوصول إلى مياه نظيفة. ويتبع الجميع التعليمات الخاصة بطريقة غسل اليدين جيدا، كهذا الطفل في منطقة كيبيرا في العاصمة نيروبي، وذلك للحد من انتشار فيروس كورونا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل