المحتوى الرئيسى

بعد المواقف الصعبة أو الكوارث.. كيف نتخطى الشعور بالندم تجاه تصرفاتنا وقت حدوثها؟

08/05 21:55

في المواقف الصعبة أو المصائب، سواء التي نتخطاها بمفردنا أو التي تحدث بالتفاعل مع أشخاص آخرين، يمكن أن يصاحب الفرد شعور بالندم تجاه تصرفاته في هذه اللحظات، ويفكر في ما كان يجب أن يفعله بدلاً مما قام به.

وعند متابعة صور الأمس لانفجار مرفأ بيروت، سوف نشاهد كثير من الأشخاص الذين يحاولون إنقاذ غيرهم ومحاولة فعل التصرف المناسب للموقف، ولكن هل عدم القدرة على تقديم شيء في أثناء هذا الحادث أو الصدمة وتبعاتها من التفكير في الذات أحيانًا سوف تترك شعور بالندم لديهم، ربما يحدث ذلك.

الندم عاطفة، تأتي عندما تشعر بالسوء لأنك تعتقد أنه كان بإمكانك فعل أشياء مختلفة، وكان يجب عليك فعلها بشكل مختلف، في أوقات مثل الصدمة والمرض والاعتداءات والحزن، الألم الذي يجلبه هذا الشعور يحفز الناس على النظر إلى حدث في الماضي والتركيز على ما كان يجب عليهم فعله.

في علم النفس، يسمى هذا الشعور بالتفكير المعاكس، الحقائق المعاكسة هي أفكار حول بدائل للأحداث الماضية، أفكار حول ما يمكن أن يكون، وذلك وفق ما قالته شون ميجان بيرج، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية كاليفورنيا، لموقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية.

وتوضح ميجان بيرج أن الشعور بالندم يرتبط بعدة مشاعر أخرى تهاجم النفس، منها انخفاض احترام الذات، والقلق، والاكتئاب، والتفكير المخالف للواقع حيث يركز الناس على أخطائهم، سواء الكبيرة والصغيرة.

كما أن الندم يمكن أن يقلل من الرضا عن الحياة ويكون له نتائج سلبية على الصحة العقلية، بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون الندم مصدرًا للنمو ولاتخاذ قرارات أفضل، وهو ما وجهت بفعله ميجان.

الندم يمكن أن يكون نتاجًا لخيال عكسي مضاد للخيال أن الخيارات المختلفة كانت ستؤدي إلى حياة أو نتائج أفضل، لهذا من المفيد إعادة كتابة هذه القصة التي تخبرها لنفسك، تخيل كيف كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ بدلاً من أن تكون أفضل، ذكر نفسك بأن تفكيرك خيالي، وأنه لا يوجد تصرفات أو حياة مثالية، والخطأ وارد دائماً خاصة وقت الصدمة.

وعندما يوجد شخص آخر تشعر تجاهه بالندم أو الذنب، يشعر الفرد أنه من الأفضل أن يحمل شعور الندم داخله كنوع من العقاب لما عجز في فعله تجاه الشخص، ولكن هذا خطأ كبير بل يجب تقديم الإعتذار المناسب أو شرح الموقف إذا كان متاح، وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية.

ثم يأتي دور شيء هام وهو كما أطلقت عليه ميجان "التعاطف الذاتي"، إذ من السهل النظر إلى الموقف في الماضي ومعرفة ما كان يمكنك القيام به بشكل مختلف، قد تحتاج حتى إلى الحزن على الأشياء البديلة التي كانت يمكن أن تحدث، لكن هذه الفترة لا يجب أن تطول.

أهم أخبار صحة وطب

Comments

عاجل