المحتوى الرئيسى

مهاب مميش لـ«المصرى اليوم»: السيسى لا يشغله سوى البناء.. وقرار حفر القناة الجديدة مدروس (حوار) | المصري اليوم

08/05 21:34

النيل عقد قران أبدى بمصر، وقناة السويس هى عقد اقتران بالتاريخ العالمى الحديث، بكل تعقيداته وكل ما فيه من تبادل مصالح ومنافع ومن صراعات وأطماع استعمارية، فما الذى تمثله قناة السويس الجديدة التى نحتفل، اليوم، بمرور خمس سنوات على افتتاحها ومرور 6 سنوات على بدء حفرها؟

الأضخم في الشرق الأوسط.. رئيس «قناة السويس» يشهد تدشين الكراكة «مهاب مميش»

مهاب مميش يتسلم جائزة أفضل مدير تنفيذي في مبادرة طريق الحرير

من هو خليفة الفريق مهاب مميش لرئاسة هيئة قناة السويس؟

الأرقام والغواطس والحمولات وحجم العمل ووفورات الوقت والمال للسفن العابرة.. والشهادات العربية والإفريقية والدولية فى حق القناة الجديدة، معروفة، لكنها تمثل جانبًا من الصورة وليست الصورة كلها..

والكادر الذى بدأ بعبارة الرئيس السيسى التى لا تنسى «هى سنة.. سنة واحدة» محددًا مدة تنفيذ القناة الجديدة بدلا عن المخطط وهو ٣ سنوات، يتسع لتفاصيل وطنية وإنسانية وحضارية لا نهاية لها.. لا مفر إذن بعد أن تلجأ إلى التاريخ والكتب والصور والأفلام والإنترنت من أن تتحدث إلى «الغواصجى»، الفريق مهاب مميش، الذى كان أول قائد للقوات البحرية من سلاح الغواصات، والذى تولى رئاسة هيئة القناة وبعدها قاد هيئة تنمية منطقة قناة السويس إلى أن ترك الموقعين فى أغسطس ٢٠١٩ ليعمل مستشارا للرئيس السيسى لمشروعات منطقة القناة والموانئ..

الرجل كان عائدا بالكاد من حجز بالإنعاش لمدة ٢٤ يوما لإصابته بكورونا، اختص «المصرى اليوم»، بالحوار، ليقول منها رسالته، التى لخصها فى جملة واحدة..«مع الرئيس السيسى.. وبالقناة الجديدة أتممنا الانتقال كلية من عصر أوجينى إلى العصر الحديث».. وإلى نص الحوار الذى يحكى القصة كاملة بصدق بالغ:

■ من أين تبدأ الحكاية؟

- كل عمل فيه فكرة وإخلاص و«حرفنة» هو نقطة بداية. حين نجحنا مثلا فى عبور أكبر مركب فى العالم، وعرضها 51 مترا، بينما يمكننا التصميم من عبور 51 متر ونصف، أى بهامش ربع متر يمينا ومثلها يسارا.. هذا هو المصرى.. الفرصة جاءتنا وبعد قرار إقامة قناة السويس الجديدة، وهو قرار مدروس وشجاع، أصبح لدينا الثقة فى التعامل مع المستقبل واستقبال كل أحجام المراكب، وعندنا إدارة قوية حافظت على الموروث وطورته وعاملون ومرشدون وخبرات مدهشة لنكمل بعضنا البعض.. هيئة اعتدنا فيها القول «إحنا عملنا.. مش هذا ولا ذاك». وعندنا عقل يقظ يراقب العالم وما يحدث فيه ويعمل على أن يضيف جديدا كل يوم لتعزيز تنافسية القناة.. من يعرف الرئيس عبدالفتاح السيسى يعرف أنه لا يشغله فى ليله أو نهاره شىء إلا أن يبنى ويعمر لهذا البلد وفق أرفع المعايير وهى العبارة التى يرددها دائما. يدرس ويمحص ويأخذ نفسه بالشدة ليكون النموذج والقوة.. ومن لا يعرف الرئيس سيعرفه يوما فالعمل الصادق النزيه يخترق الدروع ويصل فى النهاية إلى القلوب والعقول عبر الأجيال.

- كنا خارجين من فترة صعبة جدا بعد حكم الإخوان، نحتاج فيها إلى مشروع يشد وجدان المجتمع ويلهب حماسه. لقد أمضيت عمرى فى القوات البحرية وتركت الخدمة فيها وعمرى 64 عاما، كنت قد دخلت الخدمة عام 1966، وجاءت ٦٧ بأوجاعها وبما قدمته لنا من دروس استخلصناها من بحر الدم والمرار والغضب، وفى يوم لا أنساه، وقعت أحداث ثورة ٢٠١١، وأنا قائد قوات بحرية، جاءت حشود لتدخل مقر القوات، مدعين أن حسنى مبارك نائم بالداخل، وأننا سنهربه للخارج بمركب المحروسة، مثلما حدث مع الملك فاروق. كانت هناك وجوه غريبة، لم نكن ندرك أن الإخوان متغلغلين بهذا الشكل. وقفت فى المقدمة ومن خلفى اللواءات ثم العمداء، حتى الجنود فى آخر الصفوف، وكنت قد قلت للجميع سنقف بلا سلاح، ولن يقتل المصرى، أخاه المصرى أبدا، كانوا يريدون ذلك ونحن لا يمكن أن نفعله. وجودنا فى المقدمة أشعل حماس الجنود وقلت للمتظاهرين إننا لن نطلق النار على مصرى، وإننى كقائد سأحمى إلى آخر رمق مقر به خطط ووثائق وخرائط وذخائر وأسلحة هى ملك لجيش مصر وشعبه، لذلك فالتظاهر حقكم وواجبى الدفاع عن مقر قيادة القوات، فإذا هجمتم فإنه عند خط معين ستنطلق النيران بلا هوادة. وعلى جثتى اجتياز الحد المقرر أو اغتصاب ما هو أمانة للشعب ونحن خير من يحمل الأمانة. الصاعقة البحرية كانت رائعة فى هذا اليوم، فى ذلك الوقت وكل ساعة كان المجلس العسكرى وأنا عضو به يطفئ حرائق ويحل مشاكل وخلافات.

■ وفى هذا التوقيت بالذات تم حل المجلس العسكرى.. ماذا فعلتم؟

- بالفعل، قام الرئيس مرسى وقتها بحل المجلس وإعفاء أعضائه.. كان يوم ليلة القدر. قلت الحمد لله أقعد مع بناتى وأحفادى بعد أن سرقنى العمر فى البحرية، قالوا لى و«عينوك مكان المحترم أحمد فاضل، رئيسا لهيئة القناة».. والمشير السيسى حلف اليمين يومها كوزير للدفاع.. أفطرت على بعض التمر، فى طريق ذهابى إلى الإسكندرية للتسليم والتسلم وقلت لنائبى اللواء أسامة اجلس على مقعدى.. شعر بالحرج، قلت له: «هذا قانون الحياة.. أومال إحنا كنا بنعدك ليه؟» وكلمت الفريق فاضل ثم ذهبت للإسماعيلية.. لم أكن أعرف أين يقع مبنى هيئة قناة السويس.. سألت فى شارع محمد على، وقرب المقر، كلمنى مستشار يتولى شؤون رئاسة الهيئة، وقال فيه مركب شحطت فى بورسعيد، وتبين لى أن من كان عليها دفعتى.. قلت أى استقبال هذا.. سألته: ما التصرف؟، قال: تعويمها.. وانبثقت من تلك اللحظة فكرة «ليه ميبقاش الرايح رايح والجاى جاى بلا أى تقابل أو تعطيل». كان هناك فيلم إخوانى آخر ومظاهرات تنتظرنى وابتزاز ومحاولات لمنعى من دخول الهيئة لكننى صممت، وتلك قصة أخرى، أهم ما فيها أن مأمور قسم أول إسماعيلية ترجانى ألا أدخل المقر خشية تعرضى لأذى من المتظاهرين الذين جلبوا السيدات والأطفال، قلت له أنا كضابط لا أرجع للخلف، و«عمرى ما رجعت».

- كونت بسرعة مجموعة عمل متكاملة من شباب وخبرات حافظين كل حبة رمل وحركة كل موجة، فى القناة، وطلبت دراسة تأثير الفكرة وتكلفتها وجدواها الاقتصادية وانعكاسها على التنافسية.. عملنا أفضل سيناريو للتنفيذ مبدئيا، وأضفت أنا كعسكرى ما يخص البعد العملياتى.

■ هل درستم الازدواج الكامل؟

- هو مكلف جدًا وله مشاكله، ولكن وضعنا تصورا يحقق الهدف تماما وراعينا وجود قنوات جانبية تستخدم فى حال وجود عطل. القناة لا تقف كما تعلمون ليلا أو نهارا، ولهذا متطلباته.

■ ومتى قررت مفاتحة الرئيس؟

- بعد أن فاز فى الانتخابات 2014.. كان يجلس فى فندق الماسة، ذهبت إليه ومعى كل أوراقى وخرائطى وذاكرت جيدا لأرد على أى سؤال للرئيس.. عرضت مشروع قناة السويس الجديدة وتجهيزات الطرح على المكاتب الاستشارية.. وفرص العمران والعمل والحياة التى يمكن أن يوفرها والأنفاق التى يفتحها.. وكيف سيضع مصر فى قلب طريق الحرير.. سألنى الرئيس عن التكلفة، شرحت له.. ثم قال «متشكرين جدا ولم يضف أى تعليق».. بلعت ريقى وقلت «شكرا يا افندم»، وفى البيت، قلت لنفسى ربما لم يأن الأوان بعد، ثم وضعت الأوراق بالخزنة.. الساعة 6 ونصف صباح اليوم التالى طلبنى الرئيس وسأل: «انت نمت؟»..أجبت: شوية ثم قلت: «أكيد حضرتك بتدور الفكرة فى دماغك. والله يا افندم قابلة للتنفيذ».. قال هات الورق مرة أخرى وتعالى.

فوجئت بجلوسى مع 30 لواء بالقوات المسلحة من كل الأفرع والهيئات والإدارات والتخصصات.. امتحان عسير، وكل طرف يسأل عن النقاط التى تخصه، ورئيس هيئة العمليات يطلب طلبات محددة ويسأل بلا توقف، وأنا أجيب.. قعدنا فى الحوار ده جلسة وجلسات طويلة.. هذا هو عبد الفتاح السيسى «حنكة وتريث وتمحيص»، ثم قال الرئيس أخيرا: «فريق مهاب. إحنا حنفذ المشروع». يعنى اشتغل...«أيوة اشتغل»، وبدأنا الإعداد فورا، وكان اللواء كامل الوزير، «الفريق حاليا»، رئيس أركان الهيئة الهندسية، ولم يكن رئيسها بعد، تولى التنسيق بيننا وبين القوات المسلحة.. وهو رجل جاد ووطنى جدا ومخلص وكفء وحمول ومنجز، وعملنا معا سيناريو إطلاق بداية الحفر.

فى اليوم المحدد ٦ أغسطس وفى الطريق إلى نقطة العرض، قال لى الرئيس وكنت فى سيارته: أنا عامل لك مفاجأة، ما هى؟ قال سأخبرك فى المؤتمر. قلت سأنفذ فى كل الأحوال، وأثناء العرض، وعندما ذكرت أن مدة التنفيذ ٣٦ شهرا.. رد الرئيس: «هى سنة.. سنة واحدة»، بسرعة وفى برهة قصيرة جدا قلت «ينفذ»، لكننى أدركت مدى الجهد المطلوب وعمليات إعادة الحسابات كلها ومدى إرهاقها.

■ هل كانت هناك تعليقات من بعض الحضور؟

- أحد الحضور من الشخصيات العامة الكبيرة قال لى وهو خارج «انت بتخدعنا يا سيادة الفريق».. «إزاى حتنفذ فى سنة؟» رجعت المكتب، وكلمت الريس: «يافندم حضرتك وضعتنى فى موقف عصيب». رد بكل أريحية: «أنا عارف أنا بكلم مين وبكلف مين بإيه».. بعد قليل جاء إلى مكتبى ٤ عمال من إدارة الكراكات، وقالوا إنهم رأوا المؤتمر وشاهدوا أمر الرئيس، وقالوا لى إنهم فى إجازة وقطعوها ومستعدين يشتغلوا من الآن.. هذا هو شعب مصر. كادت عيناى تدمعان، ما أعطانى دفعة شعرت بأنها هدية من السماء، لكن عدت أفكر: «يارب ده مشروع، الحفر فيه جاف ويتولاه اللواء كامل، والبحر أتولاه أنا.. قد الهرم ١٠٠ مرة، ده لو حنبنى عمارة تاخد أكثر من سنة»، جمعت فرق العمل وقلت كل ما حسبنا تنفيذه اقسموه على 3 فى المدد الزمنية.. وبدأنا بكراكات الهيئة وفى المناطق السهلة نسبيا لنكسب الوقت.

■ وماذا عن القدرات الخارجية التى تحتم أن تستعين بها؟

- الكراكات العالمية التى نحتاجها لها جداول عمل، ولابد من حجزها مقدما، ومن يترك عمله منها ليأتيك يطلب أسعارا أعلى. وإعداد مناقصة عالمية يحتاج إلى وقت، ثم من أين نأتى بالأموال.. وهنا عبقرية الرئيس فى أن الشعب هو الذى يمول و«مالك فى جيبك يبقى قرارك معاك»، وخضنا معركة متواصلة مع الخواجات وراغبى العمل معنا.. يقدمون كل شوية سعرا مختلفا، وفى يوم قلت للأمن يقفل المبنى الذى يجلسون فيه.. لا ميه ولا أكل ولا شرب.. يدخلون إلى أن نتفق، ووضعتهم تحت ضغط مثلما ضغطوا علّى طويلا... كانوا كلهم أجانب عدا شركة واحدة من الإمارات. وقلت «هذا سعرى ومن يريد العمل فليأت ويوقع معى»، وحصل. وأصبح بالقناة ٤٥ كراكة تعمل ليل نهار، وكان لابد من منسق فأقمنا تحالف التحدى وتولى هولندى ذكى لديه خبرة كبيرة عملية التنسيق.. التحالف بدأ العمل فى نوفمبر ٢٠١٤ بينما بدأنا كهيئة من أول يوم.. وكان الريس يتصل كل شوية: «عملتم كام متر.. وصلتم فين؟» كنت أدعو الله ألا يقابلنا أى عائق يعطلنا.. الريس يتصل: «باقى قد إيه؟»، «شغالين يا افندم ولن نخذلك».. توتر، والبيئة العالمية تطاردنا، والقناة لابد أن تعمل ولا تتوقف لحظة وقنوات الإخوان مستنية أى مصيبة.. كنت وسط الناس.. أول واحد يروح وآخر واحد يمشى.. وشوف بقى روعة العطاء المصرى والتفانى والجدعنة والابتكار لما تبقى الناس مقتنعة وتحب اللى بتعمله وتثق فى قيادة بلدها.

■ متى كففت عن القلق؟

- الحمد لله لدى طمأنينة ربانى سندتنى، وتفادينا مآزق رهيبة.. الريس حب يزورنا فى أبريل ٢٠١٥ ليأخذ جولة بالسيارة فاجأته أنا الآخر، وقلت له وجولة بحرية أيضًا.. وبدأنا الجولة البحرية فى المشروع بالفعل، واحتفظ بصورة هذا اليوم والناس تحييه بحب وصدق.. بدأ الرئيس يعزم رؤساء الدول والضيوف على ٦ أغسطس.. ربنا كان معانا. خلصنا الحمد لله ١٥ يوليو يعنى ليس فقط فى سنة بدلا من 3، لكن أيضا وفرنا فى السنة رغم كل الظروف.

■ كيف كانت أول بروفة عملية؟

- طلبت من الهولندى عمل تجربة، قال لى يوم ٤ أغسطس.. قلت لا يمكن الانتظار، الرئيس سيفتتح يوم ٦ أغسطس، قال موافق لكن على مسؤوليتك، واشترط أن تتم بمراكب صغيرة.. قلت عشان حد يصورها ويقولك بقى أدى الترعة زى قنوات الجماعة ما بتقول؟ ورفضت بالطبع، وأجرينا التجربة بـ٣ مراكب كبيرة، وكان هناك طيارتان تحومان فوقنا دون أن أعرف السبب.. بعد الاطمئنان وعبور السفن. وفرح وزغاريد، طلبت من مدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل وقتها أن أتحدث إلى الرئيس لأخبره، فقال لى: «ده متابعك لحظة بلحظة. الطيران كان بيصور». كلمت الرئيس وقلت «مبروك يا افندم»، قال: «مبروك عليكم وعلى كل الشعب المصرى».. وبدأنا نجهز للاحتفال، وكان الرئيس بنفسه من طلب عمل الأنفاق، وأعلنا بشفافية التكاليف وكل تفاصيل العمليات وسجلنا لكل صاحب إسهام ما قام به من أكبر مسؤول إلى أصغر عامل.. كانت ملحمة، تحتاج إلى أن نفخر بها بالشكل الذى يليق بما قدمناه فيها كشعب وقيادة من إنجاز بطعم الأسطورة.

■ وما قصة كوبرى الشهيد أحمد منسى؟

- قررنا إقامة عدة كبارى متحركة تيسر العبور وتسهل حركة الناس والتنمية بالإضافة إلى الأنفاق طبعا. وأطلقنا على كوبرى بورسعيد «النصر»، فاقترحت اسم المنسى على التالى له، وقلت: «اللى بعده نسميه باسم ضابط أو جندى مسيحى مصرى لقيت جندى شهيد أبانوب جرجس. وبعد كده أسماء شهداء شرطة وجيش.

كرمت أسرتى الشهيدين بما يليق ويتفق والواجب.. وأصبحت زوجة الشهيد المنسى من العاملين بالهيئة، ونشرف بها وكذا بأخوة أبانوب.. هذا تاريخ الشهداء والعاديين صناع المعجزة وحماتها من أبناء مصر، وقد كلمنى البابا تواضروس المحترم، وقال لى انت أسعدت قلوب المسيحيين. قلت نحن نموت فى سبيل الوطن معا فلا فرق.. كلنا مصريون ولنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات» ثم قال لى عن معنى اسم أبانوب، إنه يعنى «أبو الدهب فالنوبة أرض الذهب»، وقلت له إن معنى شهيد، ليس المقصود منها من نطق الشهادة فى الإسلام، ولكنه «من يشهد لحظة موته فى سبيل الوطن ومقعده فى الجنة» ومن هنا تطلق الكلمة على المقاتل المسلم والمسيحى ولكل دينه.

■ هل ننتقل للحديث عن حل مشكلة وقت التفتيش فى الأنفاق؟

- أنا جلست مرة مع خدمة التفتيش فى كوبرى السلام، بعد أن لاحظت وجود طوابير ولا حركة فى النقطة، رأيت أن شاشات الكمبيوتر موضحة كل حاجة وما هو معدن وما هو مواد خطرة، لكن الأفراد يقومون بالتفتيش اليدوى بطريقة فرش متاع بعد أن تمر السيارة على الجهاز، فما هو لزوم الأجهزة.. أدعو بالفعل إلى التعامل مع التكنولوجيا بعقلية تناسبها وأحترم نتائجها. التعطيل مزعج للمواطن ويجعل الناس تهرب من الاستثمار. لابد من رفع مستوى العاملين بالتفتيش. وعدم تكرار التفتيش فى نقاط متتالية. ويمكن الاعتماد على التكنولوجيا وأن نفتش بالعينة بعض المركبات من وقت لآخر، وأنا أقدر خوف العاملين من أى شىء يهدد بلدهم أو يذهب إلى جماعات الإرهاب. تسريع العبور إلى سيناء بالاتجاهين يضاعف حجم العمل والتجارة بين شرق وغرب.

■ لو عدنا للقناة.. ما تفكيرك لمدى قدرة قواتنا البحرية على مجابهة كل تلك التحديات التى تحيطنا؟

- قواتنا البحرية هى الأقوى فى المنطقة بلا منازع. لديها القدرة القتالية، الخبرة، ترامى القدرات وتوزيعها على الساحل والجدارة بالسيطرة عليه. فيها تنوع أسلحة، تدريب متقدم، طبعا مع عقيدة قتال مصرية معروفة، ولا أخفى سرا أننى عرضت على السيد الرئيس وعلى قائد المنطقة الغربية أن يستعينا بى كجندى للدفاع عن أمن مصر على الحدود الغربية فى أى وقت فقد خدمت طويلا فى مطروح كما تعلم.

■ تحدثت عن الإنسان العادى عاملا وشهيدا.. فكيف ترى مسؤولية القائد تجاه العاملين معه؟

- أى قائد مسؤوليته ناسه، مرتباتهم، رعاية اجتماعية وصحية، تعليم أولادهم، حل مشاكلهم. لو أعطيت المصرى ميزة لازم تفكر ١٠٠ مرة لو هتاخدها منه فهو محتاج ثم أنه ينظر إلى من فوق.. لا تظلم الصغير إرضاء لأى جهة. الرئيس السيسى قدوة ومثل، هو لا يفضل نفسه على غيره ولا أهل بيته. ويعرف معنى العطاء ومضمونه. أنا أصبت بكورونا ورغم أن الدولة قدمت لى الكثير، حاولت أرد لكن لحظة إصابتى بكورونا، تلقيت مكالمة تقول يا فندم كل ما تحتاجه وتطلبه سيتم عمله.. كم شعرت بالامتنان من لمسة كهذه مقارنة بأمور كثيرة أخرى.. وواجبنا أن نتيح ذلك لكل من يعمل ويتعب.. وأتمنى من كل مؤسسة قوية أن تعالج أهلها وفق إطار عام تضعه الدولة.

■ ماذا جرى بالنسبة لكل أفكار القنوات التى كانت مطروحة وتأثيرها على قناة السويس؟

- حين قرر الرئيس السيسى إقامة القناة الجديدة كان يعلم بأنه توجد فكرة قناة إسرائيلية بأشكال مختلفة ومعقدة من إيلات وحيفا، وفكرة قناة نيكارجوا، ومسار بحر الشمال، العبور بين أوروبا والصين والعكس، وقناة بنما تطور نفسها وكان لازم نعمل شىء لدعم تفوق وتنافسية القناة المصرية.. صحيح إلى الآن لا أحد فيهم يتكلم بعد القناة الجديدة ومع ذلك علينا اليقظة ومواصلة التطوير فالمنافسة العالمية لا تتوقف ولن تتوقف.

■ ماذا يعنى رفع تصنيف القناة؟

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل