المحتوى الرئيسى

خبير ألماني لـDW: انفجار بيروت محيِّر ولم تسببه حرارة الصيف فقط

08/05 21:27

أكد إرنست كريستيان كوخ، الخبير في المواد المتفجرة، أن الانفجار الذي وقع الثلاثاء (4/8/2020) في بيروت لا يمكن أن يكون قد حدث نتيجة لارتفاع حرارة الجو، وقال الخبير في لقاء حصري مع DW إن طبيعة الانفجار سمحت بمعرفة المواد المتفجرة.

DW: هل يمكن معرفة ماهية المواد المتفجرة، اعتماداً على دراسة لون الدخان وحجم الدمار وتسارع موجة الضغط الخاصة بالانفجار في مرفأ بيروت؟

إرنست كريستيان كوخ: تظهر مقاطع الفيديو المتداولة للانفجار وجود حلقة سحابة حمراء اللون، بالإضافة إلى النيران. وجود سحابة الفطر الأحمر. هذا اللون يأتي من ثاني أكسيد النيتروجين الأحمر، وهو غاز ينشأ عند تفكك نترات الأمونيوم، ,بالتأكيد يمكن أن يختلط الحطام الناتج عن الانفجار بالسحابة، لكن وجود اللون الأحمر هو علامة معروفة لوجود مادة نترات الأمونيوم.

إرسال Facebook google+

الفرضية المتداولة في الوقت الحالي هي انفجار نترات الأمونيوم في أحد المستودعات، فهل من الممكن أن يحدث هذا الانفجار بسبب حرارة الصيف المرتفعة، أم أن حدوثه يستلزم مؤثرات خارجية أخرى؟

تشير التقارير الأولية إلى أن مادة نترت الأمونيوم كانت السبب في انفجار مرفأ بيروت، لكن هذا الانفجار لم يكن الأول في التاريخ، إذ تسببت هذه المادة بعدة كوارث أخرى حول العالم منذ بدايات القرن العشرين، فما هي؟ وأين حدثت؟

إرنست كريستيان كوخ: نترات الأمونيوم مادة غير حساسة نسبيا، ولذلك فإن هذا الانفجار أثار حيرة العلماء والخبراء.بالمقارنة مع المواد المتفجرة الأخرى فإن نترات الأمونيوم تحتاج إلى طاقة عالية نسبيا لحدوث انفجار، وقد يكون هناك حريق ما أدى إلى تسارع التسخين، ربما برميل نفط مثلا، وهو ما أدى بالنهاية إلى الانفجار. نؤكد مرة أخرى أن حرارة الصيف وحدها غير كافية لحدوث هذا الانفجار.

وهل من الممكن أن يتولد هذا الانفجار من مواد مستخدمة في أمور الزراعة؟ وهل يمكن التفريق بين المواد المستخدمة زراعيا وغيرها المستخدمة عسكريا من خلال قوة الانفجار الحاصل؟

إرنست كريستيان كوخ: تظهر الصور الجوية الواردة من موقع الحدث، وجود حفرة عميقة، أقدر طول هذه الحفرة بحوالي 150 مترا وعمقها بـ 90 مترا. وهذه الاحداثيات تتطابق مع الانفجار الذي حصل عام 1921 في مصنع أسمدة في منطقة أوباو (هي الآن ضاحية بمدينة لودفيغسهافن) في ولاية راينلاند بفالتس، حيث انفجر أكثر من4000  طن من كبريتات الأمونيوم ونترات الأمونيوم. وبالتأكيد يختلف الأمر فيما يتعلق بمكان التخزين، وهل هو مخزن على أرضية من الرمال أو في خرسانة مسلحة تحت الأرض، لكن يمكن مقارنة انفجار بيروت مع انفجار أوباو لأن واحداثياتهما متقاربة.

*** إرنست كريستيان كوخ هو كيميائي وخبير في شؤون المواد المتفجرة، كما أنه عضو هيئة التدريس في جامعة كايزرسلاوترن التقنية بألمانيا.

علاء جمعة / كيرستن كنيب/ ص.ش

كان يوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) يوماً صيفياً عادياً في تاريخ بيروت حتى دقائق قليلة بعد الساعة السادسة مساء بتوقيت العاصمة اللبنانية، عندما وقعت كارثة تشبه مشاهد أفلام نهاية العالم: انفجار مروع في "العنبر رقم 12" بمرفأ بيروت "كان يتم فيه تخزين نحو 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة" حسب رئيس الوزراء حسان دياب.

رغم أن الانفجارات في بيروت ليست شيئاً غريباً إلا أن ما شاهده السكان في انفجار مرفأ بيروت أمر لم يروه من قبل. فبعدما شاهدوا سحابة دخان كثيف وقع الانفجار الذي هزّ كل لبنان وصولاً إلى جزيرة قبرص على بعد 200 كيلو متر، وظهرت في مكان الانفجار سحابة عيش الغراب، التي ترتبط في الأذهان بالانفجارات النووية، مثل السحابة التي علت سماء ناغازاكي بعد إلقاء قنبلة نووية عليها في أغسطس/ آب 1945.

إنه "كابوس" ليلة صيف، تم التحذير من وقوعه قبل سنوات، فقد كشف القاضي مروان عبود، محافظ بيروت، أن تقريراً أمنياً يعود لـ 2014، حذر من إمكانية حدوث انفجار بسبب تخزين مواد شديدة الانفجار بطريقة لا تراعي السلامة العامة.

بعد الانفجار الذي حول منطقة المرفأ إلى أطلال، عمل رجال الإنقاذ بدعم من عناصر الأمن طوال الليل بحثاً عن ناجين أو ضحايا عالقين تحت الأنقاض. وفي ظهر اليوم التالي يفيد الصليب الأحمر اللبناني أن هناك أكثر من مئة قتيل وأربعة آلاف جريح، وأن فرقه ما تزال تقوم بعمليات بحث وإنقاذ في المناطق المحيطة بالموقع. لكن مهما قيل عن أعداد الضحايا ستبقى معلومات أولية، فالأعداد الحقيقية بحاجة لوقت طويل لحصرها.

إنه وضع كارثي لم تشهده بيروت في تاريخها، بحسب عبود. فبجانب الخسائر البشرية التي لا تعوض، هنالك خسائر مادية فادحة فقد "تدمر أو تضرر نحو نصف بيروت"، وصرح محافظ المدينة المنكوبة أن "هناك بين 250 و300 ألف شخص باتوا من دون منازل، لأن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن"، مشيراً إلى أنه يقدر كلفة الأضرار بما بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، في انتظار التقارير النهائية للمهندسين والخبراء.

يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة وأوصلت جائحة كورونا المستشفيات إلى أقصى طاقاتها الاستيعابية، وجال مصابون في الانفجار خلال الليل على مستشفيات عدة لم تكن قادرة على استقبالهم. وقال طبيب بمستشفى أوتيل ديو بالأشرفية في شرق بيروت إن عدد الجرحى في المستشفى وصل إلى 500، طالباً عدم إحضار مزيد من المصابين إليها. وأمام مستشفى كليمنصو في غرب بيروت، كان عشرات الجرحى ينتظرون في الخارج إدخالهم لتلقي العلاج.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل