المحتوى الرئيسى

د. هانى سرى الدين يكتب : نحو مواجهة شاملة لشعار الخلافة الزائف

08/05 19:34

لا يزال حلم الخلافة يُداعب أذهان أعضاء الجماعات الأصولية شرقا وغربا، لكن الأخطر أن يتحول الأمر إلى مشروع وتوجه لبعض الأنظمة فى المنطقة.

والحقيقة أننى كلما سمعت كلمة «خلافة» أعود إلى الكتاب البديع للمفكر الجليل الشيخ على عبد الرازق « الإسلام وأصول الحكم» الذى دخض فيه الفكرة عموما وتطبيقاتها عبر العصور.

يحكى على عبد الرازق فى كتابه الصادر سنة 1925 أن لقب خليفة رسول الله ولد عند تولى أبو بكر الصديق الخلافة، ومن بعده ارتبط باللقب كثير من المفاهيم الخاطئة التى جعلت من الخلافة مركزا دينيا.

ومن الواضح فيما بعد أن مصلحة الخلفاء أنفسهم اقتضت ترسيخ ذلك الفهم حتى يجعلوا من الفكرة درعا تحمى عروشهم. ولم يكتف الخلفاء والسلاطين خاصة العثمانيين بذلك وإنما جعلوا السلطان خليفة الله فى أرضه وظله الممدود على عباده.

ويقول على عبد الرازق إن الخلافة صارت جزءا من عقائد التوحيد يدرسه كل مسلم مع صفات الله تعالى وصفات رسله الكرام، بل ويلقنه كما يلقن الشهادتين.

وتلك هى الجناية الحقيقية على الدين كما يقول «عبد الرازق»، لذا فقد حجب الحكام عن شعوبهم مسالك النور باسم الدين واستبدوا بهم وأذلوهم وحرموا عليهم النظر فى علوم

ولقد كان الكتاب سببا فى اضطهاد الشيخ على عبد الرازق، ليس بسبب المروق من الدين وإنما لأن الملك فؤاد، ملك مصر والسودان وقتها كان يتطلع إلى الحصول على لقب خليفة المسلمين بعد اعلان زوال الخلافة العثمانية سنة 1924.

وتصورى أن ما قاله الرجل، وما لمّح إليه الإمام محمد عبده من قبل، وما أعلنه مرارا أحمد لطفى السيد من بعد لم يكن ابتعادا أو خصاما للدين، وإنما كان فهما صحيحا للدين، وسعيا نحو تجديده وتخليصه من الأفكار المغلوطة والمفاهيم الخاطئة.

ولا شك أن تجار الدين

وتجد بعض الأنظمة فى ذلك المفهوم سُلما للصعود السياسى من خلال مغازلة العامة والبسطاء وتصوير الخلافة أصلا دينيا لا يستقيم الدين إلا به.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل