المحتوى الرئيسى

"محمد علي" طبيب غلابة جديد بالمنيا: الكشف بـ10 جنيهات.. ويومين للفقراء

08/05 19:26

طبيب من الزمن الجميل، عمره نحو 80 عامًا، رباه والده الذي كان يعمل محفظًا للقرآن الكريم، وأمامًا لمسجد في قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، في أقصي جنوب غربي محافظة المنيا، علي الإخلاص والصدق وحب الفقراء وخدمتهم، ملامح وجهه تشير إلي الطيبه والوقار، وملابسه ومظهره الخارجي يعبر عن المواطن المصري الأصيل المتواضع الزاهد في دنياه.

هو الطبيب الدكتور محمد علي الذي صار علي درب الدكتور محمد مشالي "طبيب الغلابة" الراحل، فبعد تخرجه من كلية الطب بجامعة الأزهر أخذ علي عاتقه مساعدة البسطاء والفقراء والمحتاجين، فخصص لهم يومين أسبوعيًا لإجراء الكشف بالمجان، وحدد قيمة الكشف للجميع في الأيام العادية بواقع 10 جنيهات، كان يتجاوز عنها كثيرًا حينما يشعر أن صاحبها يحتاج إليها.

والدكتور محمد علي عبد المولى، من مواليد شهر مايو عام 1942، تخرج من كلية الطب بجامعة الأزهر، في يونيو عام 1977، وتم تعيينه كطبيب ممارس عام في محافظة الوادي الجديد، وقضي هناك نحو 20 شهرًا متنقلا بين مستشفي حميات الداخلة والخارجة، ثم نُقل لمحافظة المنيا، وتحديدًا في مركز ديرمواس، ثم نٌقل لمسقط رأسه بقرية دلجا بنفس المركز، ليستقر هناك حتي بلوغه سن المعاش.

قال الطبيب: "بدأت العمل في المنيا كطبيب بالوحدة الصحية رقم 1 بقرية دلجا، ثم بالوحدة الصحية رقم 2 بذات القرية، ثم تم نقلي للمركز الطبي بمركز ديرمواس، ثم طبيب صحة مدرسية بنفس المركز، وبعد نقل الصحة المدرسية للتأمين الصحي، أكملت عملي في التأمين الصحي حتي إحالتي للمعاش في عام 2007".

وأضاف: حينما كنت طالبا بالطب واجهت ظروفًا معيشيه صعبة، وكنت أشعر بمعاناة البسطاء،  فأخذت علي عاتقي بعد حصولي علي البكالوريس فتح عيادة تعمل يومين في الأسبوع مجانًا، وفي بداية التخرج كان سعر الكشف ما بين 2 و3 جنيهات، ثم وصل سعر الكشف في بداية عام 2000 إلي 7 جنيهات، ثم إلي 10 جنيهات منذ عام 2003، ومن وقتها قررت أن يستمر الكشف بنفس القيمة مدي الحياة، في جميع الأيام عدا الخميس والجمعة يكون فيهما الكشف بالمجان.

وذكر "كنت أحيانا أتعرض لحالات إنسانية، في الأيام مدفوعة الكشف، وكنت أعفيها من الدفع، ومعظم الحالات التي تتردد علي العيادة من قرية دلجا مقر العيادة وهي من أكبر قري الصعيد وبعض القري والعزب والنجوع المجاورة".

وكشف الدكتور محمد، عن أسباب التحول في حياته العملية واهتمامه بالفقراء، قائلًا: كان هناك طبيًا مشهورًا وماهرًا له عيادة بمدينة ملوي اسمه "محمد عامر" كان يحصل علي جنيه واحد، قيمة الكشف من مرضاه، وكان ذلك قبل تخرجي من كلية الطب، وقتها كانت أسعار الكشف عند الأطباء تترواح بين 3 و7 جنيهات، رغم أنهم كانوا أقل منه كفاءة، وكان يجري العمليات الجراحية المتوسطة والكبري بمبلغ رمزي بواقع 10 جنيهات، وكان وقتها والدي يعاني من مرض "البواسير"، وأجرى عنده عملية جراحية بنفس القيمة، ومن وقتها اتخذته قدوة لي وقررت السير علي دربه، لذا فتحت عيادة بالطابق الأرضي بمنزلي، وأقيم أنا وأسرتي بالطابق العلوي، وأستقبل المرضى يوميًا منذ شروق الشمس وحتي غروبها، وبعد ذلك أصعد لشقتي لأخذ قسطًا من الراحة.

وقال الطبيب: والدي كان رجلًا طيبًا يعمل مقرئًا ومحفظًا للقرآن الكريم وإماما لمسجد أهلي في قرية دلجا، ومر بظروف صعبه حتي يحسن تربيتي وتعليمي، وعقب تخرجي خطبت إحىي فتيات القرية، وكنت وقتها أعمل طبيبًا بمحافظة الوادي الجديد، وأتممت الزواج بعد نقلي لقرية دلجا، ورُزقت بثلاثة أبناء ذكور هم "محمد" الذي لم يكمل تعليمها ويعمل سائقًا علي تاكسي يمتلكه، والثاني "محمود" ويعمل سائقًا لميكروباص، أما الثالث فهو طالب بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط، ولي أيضًا 4 بنات متزوجات، وزوجتي ربة منزل كانت تعمل قبل الزواج ممرضة، واستقالت من عملها قبل زواجنا حتي تتفرغ للمنزل وتربية الأبناء.

وأضاف، في الثمانينيات حاولت السفر إلي ليبيا للعمل هناك، ولم أتمكن، وبعد فتح العيادة وتخصيص أيام مجانية للفقراء واجهت انتقادات من بعض المعارف والأصدقاء، بسبب إجراء كشف مجاني لكنني لم ألتفت لذلك، وكنت أقول للجميع إن الأرزاق بيد الله يوزعها كما يشاء على عباده، كما أن عيادتي تعمل بشكل مستمر وتستقبل الكثير من المرضي، وهناك بركة في الدخل، ويكفي أن الأهالي يدعون لي في العلن والخفاء، وأشعر بحبهم واحترامهم وتقديرهم لي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل