حصلت على 75% علمي.. أب يحتفل بنجاح ابنته على فيس بوك: المهم نفسيتها

لم تحصل الابنة على مجموع يؤهلها للالتحاق بأحد كليات القمة، كما يُطلق عليها، ولم تتجاوز حاجز الـ90% لكن نجاحها دون الرسوب في أي مادة كان كافيا لأن يفخر بها والدها على مرأى ومسمع من الجميع على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك التي يتجاوز عدد متابعيها الآلاف، لم ينظر إلى ما حققه الآخرون من حولها في نفس الشعبة، فقط اهتم بدعمها نفسيًا وتشجعيها على اختيار طريق مستقبلها الذي رسمته في خيالها. 

"ليتنا نهتم بما نتركه في أبنائنا، أكثر من اهتمامنا بما نتركه لهم"، عبارة تلخص فكر الأب محمد رزق وطريقة تعامله مع ابنته جومانا طالبة الثانوية العامة، لم يلبث أن يعلم بنتيجة ابنته طالبة الشعبة العلمية وحصولها على مجموع 75% حتى احتضنها واحتفلا معًا بالنجاح دون الانشغال بالكلية التي ستلتحق بها، "ظروف السنة دي كانت مختلفة وصعبة على كل الطلبة، فرحان بنجاحها ماشالتش ولا مادة"، يقول الأب معلم اللغة العربية للمرحلة الثانوية في بداية حديثه لـ"الوطن".

هدأت احتفالات البيت مع "آخر العنقود" وجلس الأب يصافح شاشة هاتفه المحمول ينتقي أفضل صوره مع ابنته استعدادا لنشرها على صفحته معلقًا بكلمات يعكس بها فخره بها، "أخيرا.. هم وانزاح الصغنن عملها وبقى جامعي أنا مش مصدق نفسي.. الحمدلله رب العالمين"، وفي غضون ساعات قليلة فوجئ بتداول المنشور الآلاف من متابعيه ومن رواد السوشيال ميديا إعجابًا بطريقة تفكير الأب على عكس ما يفعل الكثير من الأهالي بإلقاء اللوم على الطالب أو الطالبة إن فاتهم قطار كليات القمة، "مش مهم هندسة ولا أي كلية المهم تدرس اللي بتحبه وتنجح في حياتها بعد التخرج".

طوال أشهر الحظر اعتمدت جومانا على نفسها في استكمال الدروس المتبقي شرحها من المنهج بعد أن صدر قرارا بتعطيل الدراسة ومنع التجمعات والدروس الخصوصية، اكتفت بمتابعة شرح مُعليمها على الإنترنت، وفي مادة اللغة العربية أيضًا استعانت بشرح والدها للطلاب عبر مقاطع فيديو تفصيلية يقوم بنشرها على صفحته الشخصية، وبحسب رواية الأب، "كانت بتشوف الشرح بتاعي زي باقي الطلبة وبتسألني لو احتاجت حاجة وبشرحلها".