المحتوى الرئيسى

الهند تبدأ تشييد معبد هندوسي على أنقاض مسجد تاريخي

08/05 15:07

يزيح رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الستار عن اللوحة التذكارية لإقامة معبد هندوسي في مدينة أيوديا بشمال البلاد في موقع أزيل منه مسجد منذ ما يقرب من ثلاثة عقود مما فجر أعمال شغب دامية في أنحاء البلاد.

ارتفت حصيلة القتلى في الاضطرابات التي تشهدها الهند على خلفية قانون الجنسية إلى 21 قتيلاً منذ بدئها. الاحتجاجات اندلعت في الهند على خلفية على قانون جديد يراه المسلمون تمييزا ضدهم ويتعارض مع علمانية الدولة.

قال مسؤول صحي إن 20 شخصا قتلوا في العاصمة الهندية خلال اشتباكات عنيفة بين جماعات هندوسية ومسلمة بسبب قانون الجنسية الجديد، فيما دعا رئيس وزراء الإقليم الحكومة الهندية إلى فرض حظر للتجول في المناطق التي تشهد صدامات.

ويفي بناء المعبد بوعد قطعه مودي وحزبه القومي الهندوسي منذ أمد طويل، ويصادف الذكرى الأولى لتنفيذ تعهد آخر قطعته حكومته وهو إنهاء الامتيازات الخاصة لولاية جامو وكشمير وهي الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند.

ووضع مودي، الذي وصل مدينة ايوديا لحضور المراسم، حجراً فضياً في الموقع في ظل ترديد أفراد الهندوس لترانيم ترمز لبداية بناء المعبد.

وقال موهان باجوات، رئيس منظمة راشتريا سوايامسيواك سانج، التي تعد المرجعية الإيدلوجية لحزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمى له مودي خلال المراسم" لقد تحققت اليوم  آمال وطموحات الهندوس على مدار قرون".

وجاء بناء المعبد بعد صدور حكم من المحكمة العليا في الهند العام الماضي بمنح المكان المتنازع عليه للهندوس الذين يشكلون غالبية السكان مقابل منح قطعة أرض للمسلمين لبناء مسجد، في ختام معركة قضائية استمرت سنوات.

يصادف تاريخ بدء بناء المعبد الهندوسي الذكرى الأولى لتنفيذ تعهد قطعته حكومة الهند وهو إنهاء الامتيازات الخاصة لولاية جامو وكشمير

وجرى دعوة 175 شخصاً فقط، معظمهم من القادة الهندوس الروحيين ، لحضور المراسم في ظل قيود على التجمعات الكبيرة بسبب تفشي فيروس كورونا.

واستعدت مدينة أيوديا لهذا الحدث، وقام السكان بإضاءة الآلاف من المصابيح عشية إقامة المراسم. ومع ذلك، تم إغلاق المدينة أمام الغرباء، وطُلب من أفراد الهندوس الاحتفال بهذا الحدث بإقامة الصلوات في المنزل أو التجمع بأعداد صغيرة.

وفي بادرة مصالحة، قال مسلمان يتمتعان بمكانة بارزة وشهدا أحداث الشغب إنهما سيحضران مراسم إقامة المعبد. غير أن هيئة إسلامية غير حكومية تحظى بنفوذ ذكرت إن مسجد بابري "كان مسجداً وسيظل مسجداً للأبد".

وقال مجلس الأحوال الشخصية للمسلمين في عموم الهند على تويتر "إن اغتصاب الأرض بحكم ظالم وقمعي ومشين يسترضي الأغلبية لا يمكن أن يغير وضعه... لا داعي للحزن فالأوضاع لا تستمر للأبد".

ويعتقد العديد من الهندوس أن الملك الإله رام ولد في المكان الذي شيد عليه الحكام المغول المسلمون المسجد في القرن السادس عشر.

وفي عام 1992 هدمت حشود هندوسية المسجد مما أثار أعمال شغب أودت بحياة 2000 شخص تقريبا معظمهم من المسلمين.

وزينت الزهور الصفراء المنطقة المحيطة بمعبد على ضفاف نهر سارايو حيث سيؤدي مودي الصلاة قبل أن يتوجه إلى موقع البناء في أول زيارة له للمكان منذ أن أصبح رئيسا للوزراء عام 2014.

وانتشر عدد كبير من مسؤولي الأمن في أيوديا التي احتشد فيها الآلاف، معظمهم كان بلا كمامات، على الرغم من أن إجراءات التباعد الاجتماعي لن تسمح إلا لحوالي 200 فقط بالتجمع في موقع الحدث الرئيسي.

في عام 1947، تم تقسيم "الهند البريطانية" إلى دولتين- الهند وباكستان. وكان مؤسس باكستان محمد علي جناح وحزب الرابطة الإسلامية في الهند قد طالبا باستقلال ذاتي للمناطق ذات الأغلبية المسلمة في الهند غير المقسمة، وفي وقت لاحق بدولة منفصلة للمسلمين. اعتقد جناح أن الهندوس والمسلمين لا يمكنهما الاستمرار في العيش معاً، لأنهما كانا يمثلان "أمتان" مختلفتان تماماً.

وكان للتقسيم تبعات وخيمة، إذ بدأت عقب ولادة الهند وباكستان، أعمال شغب جماعية عنيفة في العديد من المناطق الغربية، معظمها في منطقة البنجاب، الواقعة بين الهند وباكستان. ويقول المؤرخون إن أكثر من مليون شخص لقوا حتفهم في الاشتباكات، كما هاجر الملايين من الأراضي الهندية إلى باكستان ومن الجانب الباكستاني إلى الهند.

وقد اشتبكت الهند وباكستان حول كشمير بعد استقلالهما. وكان زعيم هندوسي يحكم منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، لكن جناح، مؤسس باكستان، أرادها أن تكون جزءاً من الأراضي الباكستانية. قاتلت القوات الهندية والباكستانية في كشمير في عام 1948، مع سيطرة الهند على معظم أجزاء الوادي، في حين احتلت باكستان منطقة أصغر. وتواصل الهند وباكستان الاشتباك حول كشمير.

ويقول بعض المؤرخين أن جناح والمهاتما غاندي أرادا إقامة علاقات ودية بين الدول المستقلة حديثاً. فعلى سبيل المثال، اعتقد جناح أن العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تكون مشابهة لتلك التي تربط بين الولايات المتحدة وكندا. ولكن بعد وفاته في عام 1948، تصادم خلفائه مع نيودلهي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل