المحتوى الرئيسى

هل يسرّع فيروس كورونا الشيخوخة؟ دراسة ألمانية تقدم الإجابة!

08/05 07:40

لاتزال جائحة كورونا تشغل العلماء. ومع  ظهور المزيد من الدراسات، ثبت أن فيروس كورونا قد يصيب الشباب أيضاً بأعراض مرضية شديدة، بل أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن فيروس كورونا قد يجعل الجسم يشيخ مبكراً؛ حتى بعد الشفاء من المرض.

من المعروف أن الجهاز المناعي هو خط الدفاع الأول عن الجسم. بيد أن دراسة ألمانية حديثة توصلت إلى نتائج تفيد بأنه في بعض الأحيان، يكون الجهاز المناعي سبباً في اشتداد أعراض فيروس كورونا متحدثة عن "تحالف مميت" معه. لكن كيف؟

وبحسب شبكة "إن تي فاو" (ntv) الألمانية، ظهرت الكثير من الدراسات في الفترة الأخيرة عن التبعات طويلة المدى لفيروس كورونا على صحة المتعافين، ومنها دراسة بدأتها جامعة شليسفيغ هولشتاين بمدينة كيل الألمانية حول تأثيرات كورونا على أعضاء الجسم، وبشكل خاص القلب والكلى والكبد بالإضافة إلى الجهاز العصبي.

ونقلت "إن تي فاو" عن مدير فريق إعداد الدراسة شتيفان شرايبر قوله إن فريق العلماء سيقوم بمتابعة حالة المتعافين على مدار سنتين، حيث يعتقد شرايبر أن المرض لا يضعف الصحة بشكل مؤقت فقط، بل يصيب أيضا الأعضاء الداخلية للمتعافين بالتهابات تجعلها تشيخ بشكل أسرع من أعضاء الذين لم يصابوا بكورونا. وفي هذه الحالة سيكون لدى شخص في العقد الرابع من العمر خلال عشر سنوات صحة رجل في الستين، بحسب قوله.

وسيقوم شرايبر وفريقه بشكل خاص بمتابعة عمل البطانة الغشائية، وهي طبقة من الخلايا تغطي الأوعية الدموية في الجسم، قد يصيبها فيروس كورونا ويقضي عليها. وبحسب قوله فإن البطانة الغشائية لا تتعافى بشكل كاف على المدى الطويل، وهو ما يؤثر على عمل الأعضاء، على حد تعبيره.

وبحسب موقع "ساينس ماغازين"، فإن فيروس كورونا يتسبب في أضرار كبيرة حتى في الحالات التي تكون فيها أعراض المرض خفيفة. فالفيروس، بحسب الموقع، قد يدمر خلايا القلب ويؤثر على عمله. ووجدت دراسة أن 78 من أصل 100 شخص متعافٍ من كورونا ظهر لديهم التهاب في عضلة القلب بعد عشرة أسابيع من شفائهم، وذلك بالرغم من أن أغلبهم كانوا في صحة جيدة قبل الإصابة بكورونا ولم يعانوا من أمراض سابقة.

إرسال Facebook google+

ونقل موقع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن مستشفى في مدينة سيدني الأسترالية أن أكثر من ثلث المتعافين مازالوا يعانون من أعراض كورونا الصحية بعد حوالي ثلاثة أشهر من شفائهم.

وقال تيموثي سبكتر، وهو طبيب متخصص بمرض الروماتيزم بجامعة "كينغز كوليدج لندن"، إن تأثير كورونا على الرئتين والقلب والجهاز العصبي أكثر ما يقلق الاطباء، مشيراً إلى أن كورونا يتسبب في بعض الأحيان باضطراب في عمل القلب، ومضيفاً أن آخرين أصيبوا بمرض السكري بعد الإصابة بكورونا. وظهرت لدى بعض المتعافين من كورونا أعراض الشيخوخة وفقدان الذاكرة، ومنهم الشباب، بحسب ما نقل موقع "شبيغل أونلاين" عن سبكتر.

ويقول شرايبر إن الأعضاء التي تشيخ قبل آوانها لا يمكن إعادة الشباب إليها مرة أخرى، لكن من الممكن علاجها، على حد وصفه، مضيفاً أن الأمر سيكون كمعالجة أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم عن طريق الأدوية. لكن الأمر الفاصل هنا، بحسب رأيه، هو الكشف عن الأعضاء التي تأثرت بكورونا في مرحلة مبكرة، حتى يمكن علاج التبعات بشكل يمنع وفاة المتعافين من كورونا بشكل أسرع من الأشخاص الذين لم يصابوا به.

خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".

يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".

تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.

وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل