الإيزيديون بعد "أعوام السبي".. الندم على النزول من الجبل

الإيزيديون بعد "أعوام السبي".. الندم على النزول من الجبل

منذ 3 سنوات

الإيزيديون بعد "أعوام السبي".. الندم على النزول من الجبل

بعد 6 سنوات على سبي النساء وقتل الأبناء والفرار حيث لا عاصم من الذبح سوى الجبل، تقفز أسئلة في رأس مبارك أحمد للبحث عن إجابات علها تطفئ غائلة فراق الأحبة وهم يتناثرون في مخيمات النزوح وأسر التنظيم وحزن المهجر.. من كان أقسى احتلال داعش لقضاء سنجار أم الخيبات التي جاءت بعد إعلان تحريره؟!. \nيتحدث مبارك لـ"العين الإخبارية"، وصوته يختنق بحشرجة الوصف والنكبة لما جرى لقضاء سنجار، في 2 من أغسطس/آب 2014.\nويتذكر عائلة هرعت باتجاه الجبال هربا من مسلحي التنظيم وعندما قاربوا على الوصول تذكروا أنهم تركوا طفلهم في المنزل وباتوا أمام خيارين: إما الرجوع المميت أو النجاة ببقية الأفراد، لكنهم حسموا أمرهم سريعا.. الاحتفاظ بالأكثر ونسيان الأقل.\nمدن وقرى، تحولت مع أهلها إلى أطلال وأكوام وخرائب يتقاذفها الإهمال والوجع.\nورغم مضي 6 سنوات على استباحة التنظيم لأعراضهم وبيوتهم غير أنها ماتزال صورة من الأرشيف لا علاقة لها بالحاضر وكلمات النصر والانتصار.\nويروي دلشاد وهو كردي من الطائفة الإيزيدية، عن همومه ومعاناة أسرته العائدة من المخيمات قبل شهرين إلى سنجار المهجور من الخدمات والحياة بعد سيطرة قوات غير نظامية على إدارة القضاء وصراع الأحزاب على تقوية نفوذهم هناك.\nويشير دلشاد في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أمكنة يعلو فوقها الأكوام وتحيط بها النفايات، بعد أن صيرتها العمليات العسكرية واجتياح داعش إلى أماكن لاتصلح إلا للاشباح.\nالجثث المتفسخة منذ سنوات الحرب على داعش، مازالت تنبعث رائحتها وتزكم أنوف المارة، والكثير من الشوارع قاطعت تضاريسها مقابر جماعية دفن فيها آلاف الضحايا من أطفال ورجال ونساء إيزيديين لقوا حتفهم على يد إرهابيي التنظيم.\nوسنجار، قضاء يقع على بعد 80 كيلومترا غربي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وهي خليط من مكونات عدة. الإيزيديون والمسلمون والمسيحيون ومن الكرد والعرب والتركمان.\nووفق إحصائيات رسمية تشكل نسبة القومية الكردية في سنجار نحو 90% من السكان، و9% من العرب، و1% من التركمان. فيما تشكل الطائفة الإيزيدية نحو 75% من سكان سنجار، و15 % الباقية من المسلمين والمسيحيين.\nواستطاع حزب العمال الكردستاني، بعد نحو 4 أشهر ، من تحرير سنجار وفرض سيطرته على القضاء.\nفيما يؤكد مهما خليل، قائم مقام القضاء، أن سنجار خرجت من احتلال داعش إلى احتلال الفصائل والمليشيات المسلحة، في إشارة إلى عناصر الحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى مسلحي الحشد والبيشمركة.\nفيما تتمثل سلطة القوات الاتحادية في مساحة صغيرة وغير مؤثرة على استرجاع الأمن إلى القضاء.\nوفي 3 أغسطس/آب 2014، هاجم داعش، سنجار بعد ان احتل ناحيتي وانه، وزمار التي تضم حقلا نفطيا كبيرا، فيما فر آكثر من 350 ألف من السكان، أغلبهم إيزيديون إلى كردستان والجبال.\nوبقى النازحون في الجبال يواجهون الحر والعطش أكثر من 4 أشهر، حتى استطاعت قوات "البيشمركة" مدعومة من القوات الأمريكية فك الحصار في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وإجلاء الآلاف من المحتجزين.\nومنذ لحظة دخول داعش إلى سنجار، قام بعمليات سلب ونهب لممتلكات المواطنين، وخطف بعد ذلك أكثر من 6 آلاف من السكان، أغلبهم من النساء، فيما قتل عدد كبير من الرجال.\nوبحسب إحصائيات محلية ومنظمات دولية، فإن التنظيم فجر بعد أيام من سيطرته على سنجار، نحو 70 مزارا إيزيديا.\nويتابع مهما خليل، قائممقام سنجار، المنتخب من قبل سلطة إقليم كردستان عام 2015، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الكثير من الأهالي الذين عادوا من النزوح رغم صعوبة العودة إلى القضاء يفكرون بالعودة إلى مخيمات مرة ثانية جراء انعدام فرص الحياة وصعوبة العيش".\nلاجديد في القضاء ما بعد انتهاء سطوة داعش، سوى ازيدا نفوذ الأحزاب وصراع الإرادات وتعدد إدارات القضاء ما بين سلطة اتحادية وإقليم كردستان وقوات حزب العمال الكردستاني.\nيأتي هذا فيما يحتدم الصراع وتتقارب حراب القوى السياسية لتثبيت موطئ قدما لهم بغية انتزاع أصوات الناخبين بعد إعلان الكاظمي موعد الانتخابات المبكرة، بحسب ما أوضح مهما خليل.\nويؤكد خليل أن عدد النازحين من سنجار، بلغ 360 ألف نازح و"عدد الشهداء في الأيام الأولى من الغزو 1293 شهيدا".\nوأشار قائممقام سنجار إلى "وجود 80 مقبرة جماعية تضم 1625 شهيدا من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، وحتى الآن لم تتم المعالجة برفع الرفات، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية".\nويدق المسؤول الإداري للقضاء، أجراس الخطر من عودة خلايا الإرهاب النائمة وتوفر الحاضنات لهم من قبل قرى مجاورة تقطنها عشائر، كانت قد عملت على خطف النساء الإيزيديات في خلال اجتياح داعش للقضاء في أغسطس/آب قبل 6 سنوات.\nنازك شمدين، ناشطة إيزيدية، تسكن سنجار، تشير أيضا إلى تقاتل الإرادات وغياب الخدمات وعدم تطييب جراحات السبي والضياع والمجازر الجماعية.\nوتشتكي لـ"العين الإخبارية"، بألم من جفاء أهل الدار، مؤكدة أن "المنظمات الإنسانية وحدها من قدمت تعويضات وحاولت التقليل من حزننا..  أما الحكومة الاتحادية وحكومة أربيل لم تقدم أي شيء في هذا الجانب".\nويختتم مهما خليل، حديثه، قائلاً: "نريد سلطة في القضاء تعيد الأمن حتى تعود الأهالي النازحة إلى سنجار.. إلى الآن ماتزال عمليات اختطاف وسبي الإيزيديات وسجون سرية معاقل للتعذيب".

الخبر من المصدر