المحتوى الرئيسى

الإيزيديون بعد "أعوام السبي".. الندم على النزول من الجبل

08/04 23:05

بعد 6 سنوات على سبي النساء وقتل الأبناء والفرار حيث لا عاصم من الذبح سوى الجبل، تقفز أسئلة في رأس مبارك أحمد للبحث عن إجابات علها تطفئ غائلة فراق الأحبة وهم يتناثرون في مخيمات النزوح وأسر التنظيم وحزن المهجر.. من كان أقسى احتلال داعش لقضاء سنجار أم الخيبات التي جاءت بعد إعلان تحريره؟!. 

يتحدث مبارك لـ"العين الإخبارية"، وصوته يختنق بحشرجة الوصف والنكبة لما جرى لقضاء سنجار، في 2 من أغسطس/آب 2014.

ويتذكر عائلة هرعت باتجاه الجبال هربا من مسلحي التنظيم وعندما قاربوا على الوصول تذكروا أنهم تركوا طفلهم في المنزل وباتوا أمام خيارين: إما الرجوع المميت أو النجاة ببقية الأفراد، لكنهم حسموا أمرهم سريعا.. الاحتفاظ بالأكثر ونسيان الأقل.

مدن وقرى، تحولت مع أهلها إلى أطلال وأكوام وخرائب يتقاذفها الإهمال والوجع.

ورغم مضي 6 سنوات على استباحة التنظيم لأعراضهم وبيوتهم غير أنها ماتزال صورة من الأرشيف لا علاقة لها بالحاضر وكلمات النصر والانتصار.

ويروي دلشاد وهو كردي من الطائفة الإيزيدية، عن همومه ومعاناة أسرته العائدة من المخيمات قبل شهرين إلى سنجار المهجور من الخدمات والحياة بعد سيطرة قوات غير نظامية على إدارة القضاء وصراع الأحزاب على تقوية نفوذهم هناك.

ويشير دلشاد في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أمكنة يعلو فوقها الأكوام وتحيط بها النفايات، بعد أن صيرتها العمليات العسكرية واجتياح داعش إلى أماكن لاتصلح إلا للاشباح.

الجثث المتفسخة منذ سنوات الحرب على داعش، مازالت تنبعث رائحتها وتزكم أنوف المارة، والكثير من الشوارع قاطعت تضاريسها مقابر جماعية دفن فيها آلاف الضحايا من أطفال ورجال ونساء إيزيديين لقوا حتفهم على يد إرهابيي التنظيم.

وسنجار، قضاء يقع على بعد 80 كيلومترا غربي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وهي خليط من مكونات عدة. الإيزيديون والمسلمون والمسيحيون ومن الكرد والعرب والتركمان.

ووفق إحصائيات رسمية تشكل نسبة القومية الكردية في سنجار نحو 90% من السكان، و9% من العرب، و1% من التركمان. فيما تشكل الطائفة الإيزيدية نحو 75% من سكان سنجار، و15 % الباقية من المسلمين والمسيحيين.

واستطاع حزب العمال الكردستاني، بعد نحو 4 أشهر ، من تحرير سنجار وفرض سيطرته على القضاء.

فيما يؤكد مهما خليل، قائم مقام القضاء، أن سنجار خرجت من احتلال داعش إلى احتلال الفصائل والمليشيات المسلحة، في إشارة إلى عناصر الحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى مسلحي الحشد والبيشمركة.

فيما تتمثل سلطة القوات الاتحادية في مساحة صغيرة وغير مؤثرة على استرجاع الأمن إلى القضاء.

وفي 3 أغسطس/آب 2014، هاجم داعش، سنجار بعد ان احتل ناحيتي وانه، وزمار التي تضم حقلا نفطيا كبيرا، فيما فر آكثر من 350 ألف من السكان، أغلبهم إيزيديون إلى كردستان والجبال.

وبقى النازحون في الجبال يواجهون الحر والعطش أكثر من 4 أشهر، حتى استطاعت قوات "البيشمركة" مدعومة من القوات الأمريكية فك الحصار في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 وإجلاء الآلاف من المحتجزين.

ومنذ لحظة دخول داعش إلى سنجار، قام بعمليات سلب ونهب لممتلكات المواطنين، وخطف بعد ذلك أكثر من 6 آلاف من السكان، أغلبهم من النساء، فيما قتل عدد كبير من الرجال.

وبحسب إحصائيات محلية ومنظمات دولية، فإن التنظيم فجر بعد أيام من سيطرته على سنجار، نحو 70 مزارا إيزيديا.

ويتابع مهما خليل، قائممقام سنجار، المنتخب من قبل سلطة إقليم كردستان عام 2015، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "الكثير من الأهالي الذين عادوا من النزوح رغم صعوبة العودة إلى القضاء يفكرون بالعودة إلى مخيمات مرة ثانية جراء انعدام فرص الحياة وصعوبة العيش".

لاجديد في القضاء ما بعد انتهاء سطوة داعش، سوى ازيدا نفوذ الأحزاب وصراع الإرادات وتعدد إدارات القضاء ما بين سلطة اتحادية وإقليم كردستان وقوات حزب العمال الكردستاني.

يأتي هذا فيما يحتدم الصراع وتتقارب حراب القوى السياسية لتثبيت موطئ قدما لهم بغية انتزاع أصوات الناخبين بعد إعلان الكاظمي موعد الانتخابات المبكرة، بحسب ما أوضح مهما خليل.

ويؤكد خليل أن عدد النازحين من سنجار، بلغ 360 ألف نازح و"عدد الشهداء في الأيام الأولى من الغزو 1293 شهيدا".

وأشار قائممقام سنجار إلى "وجود 80 مقبرة جماعية تضم 1625 شهيدا من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار، وحتى الآن لم تتم المعالجة برفع الرفات، إضافة إلى العشرات من مواقع المقابر الفردية".

ويدق المسؤول الإداري للقضاء، أجراس الخطر من عودة خلايا الإرهاب النائمة وتوفر الحاضنات لهم من قبل قرى مجاورة تقطنها عشائر، كانت قد عملت على خطف النساء الإيزيديات في خلال اجتياح داعش للقضاء في أغسطس/آب قبل 6 سنوات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل