المحتوى الرئيسى

من القذافي للسعودية.. شبهات وأزمات بالغرب سببها أموال عربية

08/04 21:21

يبدو أن للأموال العربية الأثر الكبير على بعض زعماء الدول الأوربية ومصير المسيرة السياسية والقيادية لكل منهم. فقد رافقت الفضائح المالية المرتبطة بشكل أو بآخر الشرق الأوسط العديد منهم، فرسمت طرقات أخرى مختلفة لمستقبلهم وتركت علامات استفهام أرشيف كثيرين.

ففي الوقت الراهن يواجه ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس اتهامات بالفساد وتلقي أموال من السعودية ونشر معلومات وصفتها الحكومة الإسبانية بأنها "مثيرة للقلق".  إذ فتحت المحكمة العليا الإسبانية في حزيران/ يونيو تحقيقاً في ضلوع خوان كارلوس في عقد لخط سكك حديدية فائق السرعة في السعودية، بعد أن ذكرت صحيفة (لا تريبيون دي جنيف) السويسرية أنه قد تسلم 100 مليون دولار من ملك السعودية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

ويجري القضاء في سويسرا وإسبانيا تحقيقات حول تلقي الملك السابق مئة مليون دولار في حساب سري في سويسرا عام 2008.وعقب فتح تحقيقات، قرر كارلوس مغادرة البلاد والعيش في بلد آخر لم يحدده بعد، مشيراً إلى أن قراره هذا يأتي من أجل عدم التأثير على ابنه الملك فيليب السادس.

هناك شبهات بأن ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس تسلم 100 مليون دولار من ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.

وتعيد هذه الحادثة شريط التاريخ إلى الوراء قليلاً، وتثير التساؤلات حول الزعماء الذين واجهوا اتهامات مشابهة:

ففي فرنسا يواجه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي اتهامات فساد متعلقة بتمويل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لحملته الانتخابية عام2007 . وهي الاتهامات التي نفاها ساركوزي مراراً وتكراراً. ويدرس المحققون الادعاءات التي تفيد أن القذافي قد قدم لساركوزي 50 مليون يورو، المبلغ الذي يساوي ضعف الحد القانوني لتمويل حملة انتخابية، والذي كان 21 مليون يورو آنذاك. كما تعتبر هذه المدفوعات الأجنبية والسرية انتهاكاً للقواعد الفرنسية.

وقد ظهرت الادعاءات للمرة الأولى من قبل نجل الزعيم الراحل القذافي سيف الإسلام، عندما كان القادة الفرنسيون يحتشدون للتدخل في ليبيا عسكرياً والإطاحة بالقذافي. وقال سيف الإسلام: "على ساركوزي إعادة الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية".

وكان موقع "ميديابارت" الاستقصائي قد نشر وثائق تثبت صحة هذه الاتهامات، في حين وصف مقربون من ساركوزي هذه الوثائق بالمزيفة والكاذبة. غير أن المحكمة الفرنسية قد أعلنت في وقت لاحق أن بعض الوثائق أصلية، الأمر الذي يسمح باستخدامها في التحقيق إضافة إلى شهادات من كبار الشخصيات الليبية ووقائع أخرى تؤيد صحة هذه الادعاءات.

كما تشير الاتهامات إلى تورط رجل أعمال فرنسي لبناني يدعى زياد تقي الدين ومسؤولين ليبين آخرين في هذه القضية. واكتشفت الشرطة أن ساركوزي كان يستخدم هاتفاً سرياً باسم مزيف هو "بول بيسموث" ليتواصل عبره مع شخص واحد هو محاميه في إطار التحريات حول اتهامات تلقي التمويل بحسب ما نشره موقع صحيفة الغارديان البريطاني.

علاوة على ذلك، من المقرر أن يواجه ساركوزي المحكمة في تشرين الأول/ أكتوبر، إذ يشتبه بأن يكون قد حاول مطلع 2014 أن يتلقى عبر محاميه تييري هيرزوغ معلومات سرية من القاضي السابق غيلبرت أزيبير حول قضية أخرى تتعلق به، وعرض على القاضي في المقابل منصباً في موناكو.

علاقة خاصة جمعت بين القذافي وبرلسكوني.

يعد رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق سلفيو برلسكوني الذي تغرقه الفضائح وقضايا الفساد من أقرب القادة الأوربيين للقذافي. فقد جمعتهما علاقة صداقة متينة مبنية على المصالح ساهمت في بناء تقارب بين أوروبا وليبيا. إذ تمتلك شركة "لافتي تريد" الليبية، والتي تسيطر عليها الشركة القابضة "لا فيكو" العائدة لعائلة القذافي، نحو 10 بالمائة من أسهم شركة الإنتاج السينمائي "كوينتا كومونيكيشن"، بينما تملك "فيني فيست" القابضة المملوكة لعائلة برلسكوني نحو 22 في المائة من أسهم ذات الشركة. كما تمتلك شركة "كوينتا كومونيكيشن" وإمبراطورية الإعلام المرئي "ميدياسيت" التي أسسها برلسكوني، "25 بالمائة من أسهم قناة فضائية شهيرة في المغرب العربي." بحسب ما نشره موقع صحيفة "تايمز" البريطاني. وعلى ضوء هذه العلاقة فقد توسعت استثمارات ليبيا في إيطاليا، كما تم التوقيع على اتفاقية للحد من الهجرة غير الشرعية.

كما جمعت علاقة صداقة ومصالح مشتركة بين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير والقذافي ونجله سيف الإسلام. فكان بلير أول رئيس وزراء بريطاني يزور ليبيا منذ زيارة تشرشل عام 1943. وثمة شبهات بأنه تم بمساعدة الاستخبارات البريطانية اختطاف بعض الشخصيات المعارضة للحكومة الليبية والتوصل إلى تفاصيل مكالمات هاتفية خاصة ببعض معارضين لنظام القذافي بحسب ما نشره موقع صحيفة التايمز.

غير أن لجنة برلمانية بريطانية كشفت- بعد خروج بلير من الحكومة- مطلع عام 2016، أن بلير اتصل بالقذافي مرتين خلال ثورة شباط/ فبراير 2011، لينصحه بالرحيل والعثور على ملاذ آمن.

صورة من الأرشيف تعود لعام 1975 جمعت بين صدام حسين وجاك شيراك.

وعلى الصعيد الفرنسي مرة أخرى، لاحقت شبهات الفساد سلف ساركوزي الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. إذ اتهم رئيس سابق لجهاز الاستخبارات البريطاني شيراك بتلقي مبالغ كبيرة من الزعيم العراقي الراحل صدام حسين.

فعلى الرغم من أن صداقة متينة كما كان يبدو ظاهرياً قد جمعت بين الزعيمين، غير أن حقائق أخرى تنفي غالباً وجود صداقة بين السياسيين عامة وإنما ما يجمع بينهم عبارة عن مصالح مشتركة ومتبادلة.

وقال السير ريتشارد ديرلوف إن شيراك تلقى مبالغ تقدر بـ 5 ملايين جنيه استرليني (6.1 مليون دولار) من صدام مقابل أن يعارض شيراك الخطط الأمريكية البريطانية لغزو العراق، بحسب ما نشره موقع ديلي ميل البريطاني. وأشار إلى أن هذه الأموال كانت من ثروة صدام الشخصية وذهبت لشيراك عبر وسطاء.

وقال إن المخابرات البريطانية كانت تملك معطيات موثوقة تفيد بأن شيراك الذي حكم فرنسا بين 1995 و2007 قد تلقى أموالاً طائلة من صدام لتمويل حملتيه الرئاسيتين في 1995 و2002.

التقطت هذه الصورة في القمة العربية الإفريقية الثانية، عام 2010، والتي شارك فيها 60 زعيماً عربياً وإفريقياً. في المقدمة، حسني مبارك، ومعمر القذافي، وعلي عبد الله صالح، وزين العابدين بن علي، لتحقيق تلاحم عربي إفريقي. ولا يمكن تحديد ما إذا كانت الصداقة قد جمعت بين هؤلاء الحكام، أم المصالح. ولكن من المؤكد أن النهج الديكتاتوري كان أمراً مشتركاً بينهم.

كان المستشار هيلموت كول والرئيس الأمريكي بيل كلينتون يتحدثان بمرح في عام 1998 على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، في طريقهما إلى فرانكفورت. هل ستكون صورة الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية الحالية أنغيلا ميركل بهذه البهجة؟ على الأرجح كلا. فقد كان هيلموت وكلينتون أصدقاء فعلاً.

غالباً ما تظهر حقيقة الصداقة الحقيقية في لحظات ذات أهمية وجودية. ففي جنازة المستشار السابق، الذي توفي في 16 حزيران/يونيو 2017، تبين حينها أن الصداقة بين هيلموت كول وبيل كلينتون كانت حقيقية. إذ لم يحضر كلينتون الجنازة فحسب، وإنما بدا حزيناً جداً، في الواقع، أكثر من المستشارة الحالية، أنغيلا ميركل، التي كانت تحاول أن تواسيه.

جولتنا المصورة هذه يمكن أن تتضمن العديد من صور هيلموت كول، الذي حافظ على علاقات وثيقة مع العديد من رجال السلطة، غير أننا سنكتفي بالصورة الأكثر شهرة لصداقة بين حكام الدول: كول والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران يداً بيد إحياء لذكرى أولئك، الذين سقطوا من الجانبين في الحربين العالميتين.

لقاء بين مؤسسي حركة دول عدم الانحياز، الذين جمعتهم صداقة قوية: رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، والرئيس المصري جمال عبد الناصر، والرئيس اليوغوسلافي تيتو، لتحديد مبادئ الحركة التي لعبت دوراً أساسياً في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. ماركو مولر/ ريم ضوا

قام غيرهارد شرودر، خليفة كول في منصب المستشار، ببناء صداقات مع قادة العالم الأقوياء. غير أن شرودر يميل إلى النظر شرقاً أكثر. إذ أنه صديق مقرب للرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، ويتمتعان بذوق عفوي مشترك فيما يتعلق بالأزياء. التقطت هذه الصورة في مصيف بوتين على البحر الأسود في عام 2004.

كان اجتماعهما يهدف إلى معالجة قضايا مثل التقارب بين روسيا والاتحاد الأوروبي. تظهر الصورة مدى تقارب الرئيسين، حيث يسيران على الشاطئ عند الغروب، مما يعكس أجواء عطلة عائلية ممتعة. ومن جهة أخرى، لا تزال الانتقادات تلاحق شرويدر بسبب وصفه بوتين في عام 2004 بأنه "ديمقراطي لا تشوبه شائبة".

قد تبدو أكثر من ذلك، غير أن هذه القبلة هي مجرد تعبير عن الصداقة. في 5 أكتوبر 1979، قام كل من إريك هونيكر، زعيم ألمانيا الشرقية، وليونيد بريجنيف، الزعيم السوفييتي والأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي، بتبادل ما سمي بـ"قبلة الصداقة"، أو "قبلة أخوية" احتفالاً بالذكرى الثلاثين لتأسيس ألمانيا الشرقية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل