المحتوى الرئيسى

حداد وطني على ضحايا انفجار مروع في بيروت خلف قتلى ومئات الجرحى

08/04 20:29

سقط قتلى ومئات الجرحى في الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت اليوم الثلاثاء (الرابع من آب/ أغسطس 2020) وتسبب بدمار كبير في أنحاء العاصمة اللبنانية، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام. وأفاد رئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" عن "مئات الجرحى" وقال "هناك أيضا ضحايا".

  كما أكد الصليب الأحمر أن الجرحى بالمئات.

وتحدثت الوكالة عن "سقوط عدد من الشهداء والجرحى" جراء الانفجار، بينما لا تزال فرق الإسعاف تقصد مكان وقوعه. وذكر شهود أن عشرات الجرحى لا يزالون ممددين في المكان. و قال مصدر أمني لبناني وآخر طبي لرويترز إن عشر جثث على الأقل نُقلت إلى المستشفيات في أعقاب الانفجارالضخم .

ونقلت وسائل إعلام محلية أن سبب الانفجار حريق في مستودع للمفرقعات. لكن المدير العام لقوى الأمن الداخلي في لبنان عباس إبراهيم قال إن الانفجار الهائل الذي حدث في منطقة مرفأ بيروت وقع في جزء به مواد شديدة الانفجار وليس مفرقعات مثلما ذكرت في السابق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في البلاد. وفي تصريحات للصحفيين بثتها قنوات تلفزيونية رفض إبراهيم التكهن بسبب الانفجار، وقال: "لا يمكن استباق التحقيقات".

وأفادت مراسلة فرانس برس أن أضرارا هائلة طالت مرفأ بيروت، وتحطمت شبابيك إحدى المباني الرئيسية وطارت منها الملفات إلى الخارج، وانتشر الركام في كل حدب وصوب ودمرت مستودعات بالكامل. وقال أحد موظفي الجمارك هناك لفرانس برس "دمرت أربعة إلى خمسة عنابر على الأقل بكامل ما تحويه من بضائع".

وإثر الانفجار الضخم، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع طارئ مساء الثلاثاء للمجلس الأعلى للدفاع في قصر بعبدا. وأعلن رئيس الحكومة حسان دياب الأربعاء يوماً للحداد الوطني على "ضحايا الانفجار".

وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده "ليس لها علاقة بانفجار بيروت"، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تتابع عن كثب التقارير عن انفجار في بيروت ومستعدة لتقديم "كل المساعدة الممكنة"

وقبل أسبوع، أعلنت إسرائيل أنها أحبطت هجوماً "إرهابياً" وأطلقت النار على مسلحين عبروا "الخط الأزرق" الذي يفصل بين لبنان وإسرائيل، قبل أن يعودوا إلى الجانب اللبناني. ونسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التسلل إلى حزب الله اللبناني المدعوم من إيران والذي يتمتع بنفوذ واسع في جنوب لبنان. وردت إسرائيل بقصف عنيف على الحدود اللبنانية.

وتردّد دوي انفجار بيروت في كل أنحاء العاصمة، وصولاً الى مناطق بعيدة عنها. كما أفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان (240 كلم) عن سماع صوت الانفجار.

واشتعلت النيران في باخرة قبالة مرفأ بيروت، بعد الانفجار الضخم، ولم يعرف ما إذا كان عليها ركاب أو عمال، وفق ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس. وطلب ضابط في المكان من صحافيين مغادرة كل منطقة المرفأ خوفاً من انفجار الباخرة التي تحوي وقوداً. وبدا أن مستوعبات كثيرة في المرفأ تحولت ركاماً.

وقالت امرأة في وسط العاصمة لصحافي في فرانس برس: "شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت بأنه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة الاسبق) رفيق الحريري".

ويفترض أن تصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يوم الجمعة المقبل حكمها في قضية اغتيال الحريري الذي قتل مع 21 شخصا آخرين في وسط العاصمة في انفجار ضخم نفذه انتحاري.

ويشهد لبنان حالياً أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار. بالإضافة إلى خسارة الآلاف وظائفهم.

م.ع.ح/ص.ش (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)

أدخلت المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في اضطرابات سياسية تزامنا مع أزمة اقتصادية حادة وأثارها الغضب المتصاعد من "ساسة طائفيين" يهيمنون على الحكومة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. والاضطرابات الحالية التي تمثل إحدى أسوأ فترات القلاقل منذ انتهاء الحرب.

قُتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى مرور موكبه في بيروت، وهو ما أدى لمقتل 21 آخرين. وتلى ذلك سلسلة من المظاهرات الحاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان سلسلة من التجمعات الحاشدة دعما لسوريا. وحصل حزب الله على تمثيل في الحكومة لأول مرة.

في يوليو/ تموز خطف حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وقُتل فيها ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليا. وتصاعد التوتر إزاء ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة المدعومة من الغرب والتي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة.

واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر لنحو عام كامل. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة. وفي مايو بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلافا من اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر.

أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة. وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قياديي حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري. (الصورة تعود لعام 2009)

انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. ولعب الحزب ولايزال يلعب دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل