المحتوى الرئيسى

أفلام إبراهيم عيسى.. وقد اعترف المتهم أنه صاحب رأي - E3lam.Com

08/04 18:51

نقلا عن دقائق

ثلاث قصص قدمها إبراهيم عيسى للسينما في السنوات الأربع الأخيرة: مولانا – الضيف – وأحدثها صاحب المقام.

أفلام منسوبة لكاتبها في المقام الأول، باختلاف مخرجيها ونجومها، ليس لأنه إبراهيم عيسى نجم الصحافة والإعلام السياسي الأكثر إثارة للجدل وحسب، بل لأن هناك ما يجمع تلك الأفلام من زاوية موضوعية تنتمي للكتابة.

كلها أفلام تشبه كاتبها بصورة أو بأخرى، وهو ذلك الشبه الذي لا يكف البعض عن التهديد به وكأنهم “جابوا التايهة” وفضحوا البدعة والضلالة، ووجهوا صفعة لا تقوم بعدها للأفلام قائمة؛ لمجرد أن صاحبها يعبر بها عن نفسه!

مولانا والضيف حققا نجاحًا نسبيًا في دور العرض، بينما انتزع صاحب المقام نجاحًا فائقًا وملموسًا مع عرضه على منصة مشاهدة إلكترونية، واحتل التريند الأول في أيام عيد الأضحى.

أفلام إبراهيم عيسى تشبه صاحبها

خطوات إبراهيم عيسى السينمائية برغم أنها تثري الصناعة بصورة لم تعد تقبل التشكيك، لكنها لا تقابل بخطاب نقدي حسن النية أو مستعد للفهم، ناهيك عن التفهم، فدائمًا ما تثار حول أفلامه سحابة كريهة الرائحة من آراء المتربصين القدامى والخصوم السياسيين، لدرجة تزيد من مشقة عملية الدراسة الموضوعية لقصصه وأفلامه، وفرز الرأي الصادق من المتحامل: من كره الأفلام فعلًا، ومن يكره إبراهيم عيسى وأفكاره ونجاحه قبل كل شيء؟ وهم كثر لأسباب معروفة.

في مشهد من فيلم الضيف تخاطب الزوجة ميمي زوجها الكاتب التنويري يحيى التيجاني، فتقول إن الناس على السوشيال ميديا منقسمة حوله؛ نصفهم يراه داعمًا للدولة، ونصفهم يراه يهدمها.. نصف يراه عالمانيًا معاديًا للدين، لكن النصف الآخر يزايد على عالمانيته ويراها علمانية مزيفة.

يسهل إسقاط حوار كهذا على إبراهيم عيسى. ليس لوضوح نبرة الكاتب عن نفسه في كل أعماله، لكن لأن إبراهيم عيسى هو بالفعل أشهر المثقفين المعاصرين الذين انقسم الناس على تصنيفهم بنفس القوالب التي شرحتها ميمي.

الانقسام يزيد من كارهيه ويفرق دمائه على القبائل، فهو عصي على التصنيف. تقييمه يحتاج لدراسته قطعة بقطعة وموقفًا بموقف، ورأيًا برأي، وهو أمر يثير عصبية المؤدلجين الكسالى والكارهين بالفطرة.

ذلك الانقسام انعكس بالضرورة على تجربته السينمائية. فالسهام متنوعة المصادر. كعلامة، ستجد من يقول إن مولانا والضيف أفلام تنويرية تشتبك مع الموروث الديني المتخلف، ومن يرى أن صاحب المقام يروّج لموروثات دينية متخلفة من نوع آخر.

ستجد من يقول إنه منغمس على ذاته لدرجة أن أفلامه مُكبر صوتي لأفكاره، ومن يقسم لك أن أفلامه مسروقة من أفلام أجنبية، أو أنها لا تحمل قصصًا وأفكارًا من الأصل.

فمن هو إذن إبراهيم عيسى في كل هؤلاء؟

نقد متعسف: أفلام مقالية

للإنصاف، هناك من لا يحملون أي ضغائن لعيسى. لكن ارتباط اسمه بعالم الصحافة والخطابة وكتابة المقالات يثير لديهم توجسًا مسبقًا تجاه أعماله القصصية، روايات كانت أو سيناريوهات أفلام، البعض يعتبر قصصه “مقالية”، يقصدون “موجهة” و”مباشرة” وتتبنى قضية سياسية من التي كان يطرحها في مقالاته.

لكن هذا الانتقاد متعسف لثلاثة أسباب:

السمات التي يقصدونها بالمقالية موجودة في كلاسيكيات نحبها لكبار الأساتذة. أليس ما قدمه وحيد حامد سينما مقالية بنفس المعايير؟ هل من فروق جوهرية بين “مولانا” وبين “دم الغزال” أو مسلسل “الجماعة”؟! هل خلت أفلام وحيد حامد من الخطب والمونولوجات والحوارات الموجهة؟

لو كنت تستنكر فأنصحك بالعودة لمونولجات نبيلة عبيد في “الراقصة والسياسي” أو سوسن بدر في “احكي يا شهرزاد”، وعد لتحدثني عن مباشرة أفلام إبراهيم عيسى.

هل خلت بعض أفلام وحيد حامد من الرسائل المعلنة بشكل صريح زاعق؟ كلا، فرسائل كثير من أفلامه تصاغ بشكل جمل حوارية علنية على لسان الأبطال.

هل منعنا ذلك من الوقوع في حب هذه الأفلام أو صنفناها بالسينما “المقالية”؟ على العكس، هي وقرينها التلفزيوني المتمثل في نصوص أسامة أنور عكاشة.

ما هي البدعة التي أتى بها إبراهيم عيسى إذن؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل