المحتوى الرئيسى

قصة قصيرة فوزية العشماوي: سر الاختفاء القسري | المصري اليوم

08/04 17:02

تقدمت الدكتورة هناء المنشاوى ببلاغ إلى قسم المنتزه بالإسكندرية عن اختفاء والدتها سعاد الساعاتى، الإعلامية المشهورة، وقالت فى البلاغ إنها كانت تقضى إجازة شم النسيم مع والدتها فى شقتها بأبراج المنتزه وأنها تركتها وذهبت مع أصدقاء لها أصطحبوها معهم فى سيارتهم لقضاء يوم شم النسيم معهم فى مارينا، ورفضت والدتها الذهاب معها وفضلت البقاء فى الشقة بمفردها لأنها مجهدة من أسبوع العمل قبل الإجازة. وعندما عادت الدكتورة فى العاشرة مساء يوم الإثنين لم تجد والدتها بالشقة فاتصلت بها هاتفيا ولكن هاتفها المحمول كان مغلقا وانتظرت عودتها حنى منتصف الليل، ونظرا لأن والدتها معها مفتاح للشقة فقد اعتقدت أنها ربما خرجت للعشاء فى أحد مطاعم الثغر وأنها لن تلبث أن تعود، فدخلت نامت لأنها مرهقة بعد الجلوس فى الشمس طوال نهار شم النسيم، ولكنها عندما استيقظت صباح يوم الثلاثاء لم تجد والدتها واكتشفت أن سريرها لم يمس وأنها لم تقض الليل فى الشقة، فاتصلت بهاتفها المحمول عدة مرات ولكنه ظل مغلقا طوال اليوم، وأنها سألت عليها فى التليفزيون بالقاهرة ظنا منها أنها ربما عادت للقاهرة لعمل عاجل ولكنهم أخبروها أنها لم تأت للاستديو وأنها لم تتصل بأحد منهم. انتظرت الابنة حتى مساء الثلاثاء بعد أن يئست من عودة والدتها وبعد أن سألت عنها جميع الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران الذين ربما قد تكون اتصلت بهم وعندما يئست من العثور على والدتها تقدمت بهذا البلاغ للشرطة.

قصص ملهمة في التعليم والمعرفة من أعمال «مؤسسة آل مكتوم» 2019

قصص رومانسية ترفع شعار «الحب اللى كان»

قصص صغيرة جدا صلاح عبدالستار: الذئب الحقيقي

مرت ثلاثة أيام على البلاغ المقدم من الابنة ولم تحصل على رد من الشرطة ولم تظهر والدتها بالرغم من أنها بحثت عنها فى معظم مستشفيات المدينة إذ ربما وقع لها حادث أو صدمتها سيارة وهى تعبر طريق الكورنيش ولكنها لم تعثر لها على أثر. لجأت الدكتورة هناء إلى مواقع التواصل الاجتماعى وكتبت تويتة عن اختفاء والدتها وناشدت كل من لديه أى معلومة عنها أن يتصل بها، وبدأ الشك يراودها بأن هناك سرا وراء اختفاء والدتها وخاصة أن الشرطة لم تتوصل إلى أى خيط يقود إلى العثورعلى والدتها. وبدأ بعض النشطاء من أصدقائها على مواقع التواصل الاجتماعى ينشرون تعليقات وتلميحات إلى احتمال اعتقال سعاد الساعاتى واختفائها القسرى وأنه تم القبض عليها أو خطفها بسبب الحلقة الأخيرة من برنامجها الأسبوعى التى خصصتها لظاهرة الاختفاء القسرى لبعض المعارضين لسياسة رئيس الجمهورية. انتشر الخبر فى وسائل الإعلام المختلفة ونشط زملاء الإعلامية فى التعليق على الاختفاء القسرى لزميلتهم واهتمت بعض الصحف بالقضية وكذلك بعض منظمات حقوق الإنسان وخاصة منظمة «هيومن رايت ووتش» التى نشرت الخبر على موقعها ونددت بحملة الاعتقالات والاختفاء القسرى وطالبت بالإفراج الفورى عن الإعلامية المختفية منذ ما يقارب من أسبوع. واتصلت ابنتها بالقنصلية الأمريكية فى القاهرة لأنها تحمل الجنسية الأمريكية مطالبة بتدخل الحكومة الأمريكية لدى السلطات المصرية للإفراج عن والدة أحدى المواطنات الأمريكيات. وصل الخبر إلى النائب العام المصرى الذى اهتم بالموضوع وأمر بالتحقيق الفورى خاصة أنه لم يصدر أى أمر باعتقال الإعلامية أو القبض عليها وأنها غير موجودة فى أى مركز من مراكز الاعتقال فى مصر. وأخذت الصحف اليومية تنشر يوميا تفاصيل ومقالات عن الإعلامية المختفية وتطورات القضية. وبعد أسبوعين من «الاختفاء القسرى»، ظهرت مفاجأة عندما أبلغت ابنتها البوليس بأنها ذهبت لمحطة بنزين وغسيل السيارات لتنظيف سيارتها التى تتركها فى جراج عمارة المنتزه بالإسكندرية لأنها اشترت سيارة أخرى جديدة فى القاهرة، وفوجئت بعامل التنظيف يتصل بها على هاتفها ويخبرها أنه وجد آثار دماء جافة تحت دواسة المقعد الخلفى للسيارة فطلبت منه ألا يغسل آثار الدماء وأسرعت بإخبار الشرطة. وعلى الفور قامت الشرطة بأخذ عينة من الدماء لتحليلها واتضح أنها دماء آدمية وتم إجراء تحليل الحمض النووى (دى إن إيه) للدكتورة هناء ولفرشاة أسنان والدتها واتضح من التحليل أن الدماء هى دماء الإعلامية المختفية. تم احتجاز الدكتورة هناء للتحقيق معها وأثار هذا الخبر حفيظة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى وانهالت التعليقات والاحتجاجات «خطفوا الأم وقتلوها ودلوقت قبضوا على الابنة ليخرصوها». تم الإفراج عن الدكتورة هناء بعد التحقيق معها والتأكد من عدم وجود أى دليل أو مبرر لقتل والدتها خاصة أنها هى التى أبلغت السلطات عن وجود آثار الدماء فى سيارتها. وأثناء التحقيق معها سألها المحقق إن كان أحد غيرها ووالدتها لديه مفتاح لشقة المنتزه وأفادت بأن قريبة لها اسمها فهيمة سعيد تسكن فى الأزاريطة لديها نسخة من مفتاح الشقة وأنها تأتى من حين لآخر لتنظيف الشقة وتهويتها أثناء تواجدهما فى القاهرة، وأنها لم تخبرها بحضورهما إلى الشقة لقضاء إجازة شم النسيم لأنها ووالدتها قررتا الحضور فجأة مساء السبت وحضرتا للإسكندرية مساء الأحد ليلة شم النسيم. تم استدعاء السيدة المذكورة للتحقيق معها ولفت انتباه المحقق أنها شابة جميلة فى العقد الثالث من العمر وبدا عليها الاضطراب وتضاربت أقوالها بل أجهشت بالبكاء عندما ضغط عليها المحقق وانهارت وصرخت: «والله مش أنا اللى قتلتها دا حسن حارس الجراج». وتوالت اعترافاتها بأنها حضرت يوم شم النسيم إلى شقة المنتزه وهى لا تعلم أن الدكتورة ووالدتها قدمتا الليلة البارحة لقضاء إجازة شم النسيم فى الشقة وأنها كانت اتفقت مع صاحبها حسن حارس الجراج على قضاء يوم شم النسيم معه فى الشقة لوحدهما فى غياب صاحبة الشقة، ولكنهما عندما فتحا باب الشقة ودخلا فوجئا بوجود أم الدكتورة فأصابهما الرعب خاصة عندما صرخت فيهما وبدأت تصرخ فانهال عليها حسن بطقطوقة كريستال وضربها على رأسها فسقطت على الأرض بعد أن شج رأسها. وعندما تأكدا من موتها انتظرا حتى عم الظلام ولفا الجثة فى أكياس زبالة وأخرج حسن سيارة الدكتورة من الجراج ووضع الجثة على أرضية المقعد الخلفى وقاد السيارة حتى أبو قير وربط الجثة بحجر ضخم ثم ألقاها فى البحر ووركبت هى قطار أبو قير وعادت إلى بيتها وتركت حسن الذى أعاد السيارة فى الجراج.

نشطت المباحث فى البحث عن جثة الإعلامية المختفية وبعد التحريات عن انتشال جثث الغرقى توصلت النيابة إلى جثة مجهولة الهوية لامرأة خمسينية فى مشرحة كوم الدكة بوسط البلد، لم يتعرف عليها أحد منذ ثلاثة أسابيع وقد عثر عليها على شاطئ المعمورة. وبعد مضاهاة الحمض النووى للإعلامية المختفية ببيانات الجثة المجهولة اتضح أنها صاحبة الجثة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل