دراسات توضح اهتمام الأمريكيين بعمليات تقويم الأسنان

تقويم الأسنان أمر يجتذب حديث الأمريكيين المهتمين بشدة بهذه العمليات؛ ما جعلها محل دراسات عدة عن مدى فائدتها صحيًا وما ينفقه المواطنون فعلا على هذه العمليات؟

نظرت مجموعة من أطباء تقويم الأسنان من جميع أنحاء العالم، بعناية، في الأدلة التي تدعم هذه الادعاءات أن عمليات التقويم غير مفيدة ووجدتها ناقصة، على الرغم من أن بعض الأبحاث الأخرى تشير إلى أن علاج تقويم الأسنان يحسن صحة الفم، وفق ما ذكره موقع "ذا أتلانتك" الأمريكي.

ودافعت الجمعية الأمريكية لتقويم الأسنان الأمريكية عن أهمية هذا الإجراء وفوائده لصحة الفم في مقالات كثيرة سابقة، وقال بيتر جريكو، الأستاذ السريري لتقويم الأسنان في جامعة بنسلفانيا، إنه من الصعب بشكل فريد اختبار علاجات تقويم الأسنان تجريبيا ومدى أهميتها على كل شخص، لأن غالبًا ما تستند قرارات العلاج على المعرفة التقليدية والخبرة السريرية لأخصائي تقويم الأسنان بدلاً من الأدلة العلمية.

منذ الأربعينيات، حدثت زيادة مطردة في النسبة المئوية للأطفال الذين يتلقون علاج تقويم الأسنان، أما من عام 2010 إلى 2012، زار 16.8% من الأطفال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عامًا أخصائيي تقويم الأسنان.

وقال لفيليب هوجويل، اختصاصي علم الأوبئة في صحة الفم بجامعة واشنطن، إنه استناداً لبيانات بحثية فإن النسبة التي ترى طبيب تقويم الأسنان في أي مرحلة طوال طفولتهم ربما تكون أكبر بكثير، ومن المرجح أن يتلقى حوالي نصف الأطفال الأمريكيين اليوم علاجًا لتقويم الأسنان.

وأكمل: "وفي الوقت نفسه، فإن الإنفاق من الجيب على تكاليف علاجات تقويم الأسنان تصل لما يقرب من 5.4 مليار دولار في السنة، ويغطي التأمين الخاص مبلغًا إضافيًا قدره 4.2 مليار دولار من هذه الرعاية، وتغطي بعض المنظمات غير الربحية العلاجات للأسر المحتاجة".

وقال مارك أكرمان، أخصائي تقويم الأسنان وأخلاقيات الطب في بوسطن، إن الهدف النهائي لهذه العلاجات لم يكن منع المشاكل الصحية ولكن خلق شكل أفضل للشخص وأكثر جاذبية.

كان نورمان كينجسلي، الذي يعتبر أحد الآباء الأوائل لعمليات تقويم الأسنان، نحاتًا مدربًا بشكل كلاسيكي يهتم بالشكل الجذاب الذي سيخرج به المريض بعد إجراءه العملية.

وقال ألكسندر سباسوف، أخصائي تقويم الأسنان والباحث في جرايفسفالد، إن تحويل تقويم الأسنان إلى تخصص طبي تدريجيًا من الصعب تتبعه إلى لحظة معينة في التاريخ، وتحديدا بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث بدأ الأشخاص ينظرون إلى عمليات تقويم الأسنان على أنها علاج وقائي لمختلف الأمراض.

وفقًا لمسح عام 2015 نُشر في مجلة طب أسنان الأطفال السريري، فإن 57% من العائلات الأمريكية تسعى للحصول على رعاية وعمليات تقويم الأسنان في المقام الأول لإعطاء أطفالها أسنانًا مستقيمة وجذابة.

ووجدت نفس الدراسة أيضًا أن ما يقرب من 85% من الآباء الذين اختاروا علاج أطفالهم، فعلوا ذلك جزئيًا على الأقل بسبب إحالة طبيب الأسنان لهم إلى أخصائي التقويم.