المحتوى الرئيسى

سارة خليف تكتب: مدد يا صاحب المقام

08/04 13:47

هلً علينا اول أيام عيد الأضحى المبارك بهدية مباركة أو كرامة من كرامات صاحب المقام، ونعم هى كرامة؛ كرامة رواها لنا الكاتب إبراهيم عيسى، وبالرغم من كم التفاعل سواء بالمدح أو بالذم، لعب فيها رواد السوشيال ميديا دور "حليم وحكيم" من حيث النقد والتحليل، والاتهامات بهدم الثوابت، أو من حيث التأييد ومحاولة شرح الفكرة كل يرى بعين طبعه، ومع الاجتهاد في تفسير المحتوى بنمطية التضاد، أدت الى تفريغ المحتوى من مضمونه، فكل يغني على ليلاه، والذي نتج عنه تسطح التناول الفكري، بين أطياف أغلبها تفرض مبدأ الوصاية، وكأنهم أصحاب الحقيقيه المطلقة!، ولن ننسى خبراء النتفلكس الذين أقسموا على أن الفيلم مسروق حرفيا من الفيلم الإسرائيلى "مكتوب"! على الرغم من الاختلاف الواضح لمضمون العملين، إلا انهم اتخذوا فكرة "الجواب" كعامل مشترك بين الفيلمين، فأصبح من وجهة نظرهم أن الفكرة مسروقة بالكامل!!!، وبالرغم من هذا كله، يظل الفائز الوحيد إثر هذا الجدل هو "صاحب المقام"، فمدد يا صاحب المقام، أصبحت الترند وأثبت للجمهور إنك صاحب كرامة، فهل ينقصنا المدد، وهل تنقصنا التذكرة؟!.

فى الحقيقة نحتاج للكثير من هذه النوعية من الأفلام فى الفترة القادمة، فهذه النوعية هى السهل الممتنع لإيقاظ الحس الروحى لدى الناس، لاسيما بعد التدني السلوكي والأخلاقي مؤخرًا، لنقع في فخ التدين الظاهري دون ان نشعر، ليتم بالتبعية طمث جوهر الدين، فالأمل من تلك الرسائل الفنية أن تؤتي أُكلها عبر إعادة التوازن في الحياة بين الشق الروحي والشق المادي، كما تثبت للبشرية أن هناك معادلة كونيه ومعادلة أرضية، فحساباتك غير حسابات الخالق، فهى ليست صفقة مشروطة، وإنما هى تجارة مع الله، وأن للسعى أبواب كثيرة أولها: إسعاد الآخرين، وليبحثوا بروحهم على طريقة " العقل ينسى ولكن القلب لا ينسى"، فمن حق أي شخص أن يتقبل الفيلم أو يرفضه، ولكن ما هو مرفوض هو مبدأ الوصاية.

ويأتي مبدأ الوصاية والذى مرجعيته الوحيدة هى العنصرية ورفض الآخر، مع الإنكار لأي شىء تحت مظلة إختلاف الأيديولوجيات، فـ ( التباين، النقاش، النقد أو المواجهة) هى جزء من أدوات النقد البناء، فالوصي يفرض عليك رأيه بالقوة، لأنه يعمل على تقليم أفكارك، لتصبح مسخ مثله، وتردد ما يردده بمرجعيته المتعصبة وحسب رؤيتة الذاتية لعقيدته وهويته، فتصبح تهاب التفكير، الذي يقتل روح التجديد والمبادرة، ويقتل فيك التفكير والتأمل، ويفقدك العلاقة شديدة الخصوصية بينك وبين ربك، لتهابوا من نَّصَب نفسه "وصي من أوصياء الله"، فكيف تجعل بينك وبين الخالق وسيط؟! لا سيما إن كان محتوى الفكرة يناقش إحدى هذه الثوابت (الوطن أو القومية أو الدين)، حينها فقد وقعت فى يد من لا يرحم، ولكن إن كنت فى موقف كاتب مثل إبراهيم عيسى، فلا جدال عليه، فكأنه مدرك لفكرة؛ أن الله يرحم، وإننا لأنفسنا أظلم.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل