المحتوى الرئيسى

«ميركاتو العمر».. كيف يبنى الزمالك «فريق الأحلام» فى الانتقالات الصيفية؟

08/03 21:42

رغم توقف بطولات كرة القدم فى مصر بسبب أزمة فيروس «كورونا المستجد» وما تبعها من آثار سلبية على كل مناحى الحياة، لم يتوقف قطبا الكرة المصرية «الأهلى والزمالك» عن التفاوض مع العديد من الأسماء، وظلت سوق الانتقالات ومعركة الصفقات حاضرتين بقوة بين الإدارتين.

ولأننا مقبلون على موسم انتخابات فى الأندية المصرية بعد شهور، فإن ما نسمعه من أرقام ومحاولات لخطف النجوم الكبار فى الدورى المصرى وبعض الدوريات الإفريقية هو أمر منطقى، فى ظل بحث كل إدارة عن تدعيم موقفيها الجماهيرى والانتخابى، عبر حصد أهم وأبرز الصفقات، وضم الأسماء الجماهيرية اللامعة التى دائمًا ما تضيف كثيرًا لرصيد المتنافسين فى الانتخابات.

ورغم هذه الحالة التى يحياها القطبان، فإن هذا الصيف بالتحديد يعد فرصة عظيمة لإدارة الزمالك لتحقيق رغباتها وأهدافها التعاقدية، فى ظل الظروف المحيطة، وهو ما نفسره بالتفصيل فى السطور التالية.

«دونجا» أهم انتداب لتعويض طارق.. وأولويات الأهلى تسهل انتقاله إلى «ميت عقبة»

على رأس الأسباب التى تفتح الباب أمام الزمالك للفوز بالانتقالات وتحقيق أهدافه فى ذلك الملف، هو غياب منافسة الأهلى له على أهم المراكز التى يبحث عن تدعيم الفريق بها.

على سبيل المثال يحتاج الزمالك إلى لاعب يعين طارق حامد ويكون خليفة له، فى ظل أن العمر يتقدم به وترتفع احتمالات انخفاض أدائه، وبالتالى زيادة فرص خروجه من التشكيل الأساسى.

وعلى رأس الأسماء التى يبحث الزمالك عن ضمها خلال مرحلة الانتقالات الصيفية لتعويض «طارق»، نبيل عماد «دونجا»، لاعب وسط بيراميدز، الذى- لحسن حظ إدارة «القلعة البيضاء»- لا ترغب إدارة الأهلى فى ضمه.

وربما تكون إدارة الأهلى انسحبت من الصفقة لاعتبارات كثيرة، فى مقدمتها الرغبة فى توظيف الأموال المخصصة للانتقالات فى صفقات معينة، مثل رمضان صبحى الذى يبلغ سعره قدر ٣ لاعبين «سوبر» فى الدورى المصرى من نوعية «دونجا» على أقل تقدير، بجانب الرغبة فى ضم مدافع، وجاكسون موليكا، مهاجم مازيمبى الكونغولى.

وبسبب تلك المعطيات أصبح الباب مفتوحًا أمام الزمالك لتحقيق رغبته فى ضم أهم لاعب وسط متاح خارج القطبين، وربما سيكون اللاعب الأفضل فى مركزه خلال السنوات المقبلة، خاصة بعدما انضم للمنتخب مؤخرًا ونجح فى تقديم نفسه بصورة جيدة، فضلًا عن صغر سنه وامتلاكه قدرات فنية وفردية عالية جدًا تؤهله لثقة الوسط الكروى بكل أطيافه.

وفى غياب منافسة الأهلى على الصفقة، لن يجد الزمالك فرصة أسهل من المتاح فى هذا التوقيت، الذى يتشبع فيه وسط «الأحمر» بكل من أليو ديانج وعمرو السولية وحمدى فتحى، لكن إذا صبر «الأبيض» على «دونجا» للموسم بعد المقبل فستتغير معطيات كثيرة.

أول التغييرات التى ستطرأ على موقف الزمالك هو إمكانية تبدل موقف الأهلى، خاصة مع وجود احتمالات كبيرة لاحتراف «ديانج»، اللاعب صاحب المؤهلات الاستثنائية، الذى لديه مشروع واضح ومعلن بالرغبة فى الاحتراف الأوروبى، ويعرف الجميع جيدًا أن رغبته هى اللعب فى أوروبا، وأن الأهلى مجرد محطة بالنسبة له.

أيضًا سيكون الأهلى فى موقف ليس بالسهل مع عمرو السولية، الذى سيأتى موعد تجديد عقده، وعندما يتبقى له موسم واحد مع الفريق، يمكن أن يحدث خلاف حول الراتب مثلما حصل مع اللاعبين ذوى «الخلفية الإسماعلاوية» أمثال أحمد فتحى وعبدالله السعيد.

ولنكن صريحين معكم من الآن، فحسب معلوماتنا التى نثق فى مصدرها جيدًا، سيطلب «السولية» ما لا يُرضى الأهلى، وتجديده لن يكون يسيرًا على الإدارة الحمراء. حينها سيكون الأهلى فى موقف حرج للغاية، وسيبحث عن تدعيم صفوفه بلاعب وسط، وإذا ظل «دونجا» معروضًا فى السوق سيكون الاختيار الأول لمسئولى «القلعة الحمراء».

إلى جانب هذه العوامل، فإن مغالاة بيراميدز فى مطالبه المادية حول صفقة «دونجا» هذا الصيف ستتضاعف إذا دخل الأهلى طرفًا منافسًا للزمالك فى الموسم المقبل، لذلك إذا لم تظفر الإدارة الزمالكاوية وهى فى موقف قوة الآن بتلك الصفقة فستندم كثيرًا.

نعم طلب بيراميدز أرقامًا خرافية، لكن ذلك بات سياسة معروفة، وأصبح التضخيم والمبالغة لغتين معتمدتين فى سوق الانتقالات المصرية، وبمزيد من الجهد فى التفاوض واستغلال العلاقة الطيبة بين الناديين، يستطيع رئيس الزمالك قطع شوط كبير فى إبرام الصفقة.

و«دونجا» لا يعد مجرد صفقة قوية فحسب، بل يعتبر ركيزة ومحورًا مهمًا فى مستقبل صراع القطبين خلال الـ٥ أو ١٠ سنوات المقبلة، لأن مصر لا تمتلك كثيرين بنفس القدرات فى مركزه، وكما مثّل طارق حامد نقطة تحول فى صراع القطبين خلال السنوات الأخيرة، سيكون لاعب بيراميدز بنفس الحالة والوضعية.

وللعلم، فإن إدارة الأهلى كانت لديها نية من البداية لضم اللاعب هذا الموسم، حتى لو لم تكن بحاجة إليه، بغرض حرمان الزمالك منه، لدرايتها التامة بأنه سيحقق نقلة وطفرة كبيرة فى الفريق، وسيقرب المسافات بين قوة خطى الوسط فى القطبين، لكن احتياجات الأهلى من الصفقات ووجود حد للمال الذى سيتم إنفاقه، أجبر الإدارة على التخلى عن بعض الأهداف التعاقدية أو ربما تأجيلها لحين آخر.

عبدالعاطى الارتكاز المهارى.. وتراورى لاعب متكامل بـ«100 روح»

بعد «دونجا» تأتى صفقة محمد عبدالعاطى، لاعب الارتكاز فى وادى دجلة، أى فى نفس المركز الذى يلعب فيه نجم بيراميدز، لكنه يتفوق على الأخير فى امتلاك مهارات فردية أعلى تجعله مؤهًلا للتطور هجوميًا ولعب أدوار أخرى، إذا آمن به مدير فنى واكتشف تلك المقومات التى بدت ملامحها مع المدير الفنى السابق، اليونانى تاكيس جونياس، فى فريقه الحالى.

وينطبق على «عبدالعاطى» نفس معطيات «دونجا» بل أكثر، من حيث تراجع الأهلى عن فكرة ضمه منذ فترة طويلة جدًا، وعدم وجود أى منافسة من «الأحمر» على ضمه.

ورغم ارتفاع سعره ومبالغة ماجد سامى فى مطالبه المادية التى وصلت إلى ٣٠ مليون جنيه، نعرف جيدًا أن ما يبدأ بـ٣٠ قد ينتهى بـ١٠ أو ١٥، مع أى صفقة أخرى من «المطاريد» الذين لا يحتاج إليهم الزمالك فى هذا «الميركاتو».

وإذا كنا نريد أن نوجه نصيحة لإدارة الزمالك حول أهم وأبرز الصفقات، فإنه لا إنجاز يفوق ضم إيريك تراورى، لاعب نادى بيراميدز أيضًا، الذى لا يشبهه أحد فى مركزه بالدورى المصرى.

فاللاعب يجيد صناعة اللعب فى عمق الملعب إذا ما لعب «مركز ٨» كارتكاز ثالث، أو «مركز ١٠» كصانع ألعاب، وفى هذه المنطقة يقدم أفضل من الجميع فى مصر، ويتميز عن كل اللاعبين بفوارق كبيرة فى التحول لمهاجم داخل مناطق الخصم، ما يعطيه فاعلية كبيرة وقوة تهديفية كبيرة، ومع ذلك لا تمثل كل هذه الأدوار عائقًا أمام تقديمه الأدوار الدفاعية بفعل قوته البدنية العالية.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل