المحتوى الرئيسى

تقرير: رغم الحظر ـ أسلحة ألمانية لتركيا حتى بعد توغلها في سوريا

08/03 10:31

جاء في رد استفساري للنائبة البرلمانية الألمانية سيفيم داجديلين من حزب اليسار أنه خلال تسعة أشهر ونصف، بين بدء التوغل التركي في سوريا في التاسع من تشرين الأول /أكتوبر 2019 وحتى 22 تموز/ يوليو 2020، أعطت الحكومة الألمانية الضوء الأخضر لعمليات تسليم أسلحة بقيمة 25.9 مليون يورو (30.4 مليون دولار). ولكن لم تكن  أسلحة قتالية بين هذه الصادرات، وفقا للرد الذي قدمته وزارة الاقتصاد والذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

ودخلت القوات التركية شمالي سوريا لقتال عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. وفرضت برلين حظراً جزئياً على تصدير الأسلحة، والذي يطبق فقط على الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى التي يمكن استخدامها في سوريا. ويذكر أن المستشارة أنغيلا ميركل سبق وأن ووصفت في إعلان حكومي أمام البرلمان "بوندستاغ" ما يجري في شمال سوريا بأنه "مأساة إنسانية ذات عواقب جيوسياسية كبيرة".

وأثارت صادرات الأسلحة إلى تركيا الجدل ليس فقط بسبب الهجوم على سوريا، ولكن أيضًا بسبب المشاركة التركية في الصراع الليبي. ووفا للأمم المتحدة، فإن تركيا هي واحدة من الدول التي لا تزال لا تلتزم بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا، على الرغم من أنها تعهدت بالالتزام بذلك في قمة برلين حول ليبيا في كانون الثاني / يناير.

ويطالب حزب اليسار بوقف كامل لصادرات الأسلحة إلى تركيا. وتعتقد داجديلين، البرلمانية والخبيرة في السياسة الخارجية بالحزب، أن الصادرات التي تم الموافقة عليها منذ تشرين الأول/ أكتوبر يمكن استخدامها أيضا في سوريا. وأكدت أن "الحكومة الألمانية تضلل الشعب عندما تدعي أنها لا توافق على تصدير الأسلحة لتركيا التي يمكن استخدامها في سوريا".

إرسال Facebook google+

ويذكر أن منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) سبق وأن اتهمت من جهتها برلين بمخالفة معايير تصدير السلاح بشكل متكرر منذ عام 1990، واستندت المنظمة في اتهامها إلى نتائج دراسة نُشِرَتْ الشهر الماضي (يوليو/ تموز 2020). وأجرت الدراسة، مؤسسة (هيسن لأبحاث السلام والصراع) التابعة لمعهد لايبنيتس حيث أعدت قائمة ضمت حالات تصدير سلاح إلى جهات تمثل إشكالية في الأعوام الـ30 الماضية. وجاء في الدراسة أنه "في أيلول / سبتمبر 2014، تعاملت الشرطة في المكسيك على سبيل المثال بعنف مع احتجاجات الطلبة مستخدمة بنادق جي36- اللمانية الصنع، وقتلت العديد من الطلبة". ووفقا للدراسة، فإن السعودية كانت في طليعة الدول التي انتهكت القانون الدولي الإنساني في الحرب بالوكالة في اليمن، وكتب معدو الدراسة أن " الأسلحة الحربية ومعدات التسليح الأخرى التي يتم استخدامها في هذه الحرب، واردة من ألمانيا أيضا".

يذكر أن المبادئ السياسية للحكومة الألمانية لعام 1971 والخاصة بتصدير أسلحة حربية ومعدات التسليح الأخرى تنص على التعامل بشكل مقيد مع التصدير إلى الدول المعروفة باسم (دول ثالثة) وهي مجموعة الدول من خارج الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) أو من في مستواها. وبموجب هذه المبادئ لا يتم السماح بالتصدير إلى هذه الدول، "ومن الممكن الحديث عن إصدار تصريح استثنائي في حالات فردية تنطوي على مصالح خاصة على صعيد السياسة الخارجية والأمنية لجمهورية ألمانيا الاتحادية مع مراعاة مصالح التحالف (الأطلسي)". وأشارت الدراسة إلى أن ما يصل إلى 60% من صادرات السلاح الألمانية في السنوات العشر الماضية، ذهبت بشكل متكرر إلى هذه الدول (الثالثة).

كتب أكثر من مائة خبير في الذكاء الاصطناعي إلى الأمم المتحدة وطالبوها بحظر الأسلحة ذاتية التحكم التي يمكن أن تنشط دون تدخل بشري. حتى الآن لا وجود لروبوت قاتل، لكنّ القفزات في مجال الذكاء الاصطناعي جعل ظهورها ضمن المستقبل المنظور. في رسالتهم أكد الخبراء أنّ هذه الأسلحة ستمثل الثورة الثالثة، بعد البارود والأسلحة النووية.

أول ثورة في عالم السلاح حدثت باختراع البارود من قبل الصينيين الذين بدأوا باستخدامه بين القرنين العاشر والثاني عشر بما يمكنّهم من إطلاق مقذوفات من خلال مواسير أسلحة بسيطة. وسرعان ما انتشر في الشرق الأوسط وأوروبا في القرون التالية، وحال ما استقرت صناعتها، أثبتت الأسلحة النارية قدرتها على القتل بما يفوق بأضعاف قدرة القوس والسهم والرمح.

أدى اختراع البارود الى دخول المدفعية الى الميدان. وشرعت الجيوش منذ القرن السادس عشر باستخدام قطع مدفعية قادرة على اطلاق كرات معدنية ثقيلة نحو جنود المشاة المهاجمين ولإحداث ثغرات في الأسوار المحيطة بالمدن والحصون . في القرن التاسع عشر طورت أنواع أشد فتكا من المدفعية وزج بها الى ميادين القتال في الحرب العالمية الأولى.

أواخر القرن التاسع عشر اخترعت الأسلحة التي ترمي رشقات نارية متتالية سريعة، فغيرت فورا شكل ساحات الحرب. الأسلحة الرشاشة، كما باتت تعرف، أتاحت للمهاجمين السير نحو العدو تحت غطاء ناري كثيف يمنعه من المواجهة. قدرة السلاح المميتة تجلت في معارك الحرب العالمية الأولى حيث تمكن المتحاربون من قتل جنود المشاة وهم يتقدمون عبر الأرض بين القطعات.

العقول التي تحرك الجيوش لم تهمل اختراع أول طائرة عام 1903، فبعد ست سنوات، اشترى الجيش الأمريكي أول طائرة حربية غير مسلحة وهي "رايت ميليتري فلاير" المنتجة عام 1909. في السنوات التي تلت، استمرت تجارب العلماء والمختصين على الطائرات وطورت القاذفة والمقاتلة. وفي نهاية الحرب العالمية الأولى، باتت القاذفات والمقاتلات عماد سلاح الجو الذي أنشأ مستقلا عن الجيوش.

اعتادت الجيوش على استخدام الجنود والخيول للحرب ولنقل المعدات العسكرية. ولكن بحلول الحرب العالمية الأولى بدأت الجيوش باستخدام الآليات من قبيل السيارات والدراجات النارية والشاحنات والدبابات والمدرعات وناقلات الأشخاص المدرعة فكانت النتيجة جيوشا شديدة البأس. ألمانيا النازية هي أول من أطلق استراتيجية الحرب الآلية الخاطفة " Blitzkrieg".

رغم قدرة المدفعية التدميرية، فقد بقي مداها قصير نسبيا، وجاء اختراع الصواريخ في الحرب العالمية الثانية ليتيح فجأة للجيوش استهداف أهداف تبعد عنها مئات الكيلومترات. كان أول صاروخ من صنع المانيا وهو V-2 بدائيا، لكنه أرسى القواعد لصناعة الصواريخ العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية.

ظهرت الطائرات النفاثة أول مرة نهاية الحرب العالمية الثانية الى جنب الطائرات المروحية. المحركات النفاثة زادت من سرعة وقدرة الطائرات على الارتفاع ما جعلها هدفا صعبا لمدفعية والأسلحة المضادة الطائرات وحتى شبكات الرادار. بعد الحرب العالمية الثانية طورت طائرة استطلاع نفاثة تملك القدرة على التحليق على ارتفاع 25 كيلومتر وتطير بسرعة تفوق سرعة الصوت.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل