المحتوى الرئيسى

تحذيرات من غرق سواحل بعد 30 عاما.. فأي المناطق مهددة؟

08/02 07:44

يلجأ الباحثون لنماذج علمية، يمكن من خلالها التنبؤ بالعواصف وحركة الأمواج والمد والجزر، بهدف وضع تصور لما قد يحدث من فيضانات تهدد بغرق بعض سواحل العالم خلال المئة عام القادمة.

وباستخدام تلك النماذج وما تعتمد عليه من بيانات تمكن مجموعة من العلماء من تحديد المناطق المتوقع تعرضها لتغيرات مناخية كبيرة بنهاية القرن الحالي بما يعرض ملايين الأشخاص للخطر خلال ثلاثين عاما.

فوفقا لدراسة حديثة أجرتها جامعة ملبورن ونشرها موقع Nature العلمي مؤخرا، تتركز غالبية المناطق التي يمكنها أن تشهد فيضانات في قارتي أوروبا وآسيا.

والمناطق المهددة بهذه الفيضانات المتوقعة، وفقا للدراسة، هي على وجه التحديد: الجنوب الشرقي للصين، وشمال أستراليا، وبنغلاديش، ووسط البنغال في الهند. بينما صنفت الدراسة كلا من شمال ولاية كارولينا وولايتي فيرجينيا وميريلاند بالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة والمناطق الشمالية في فرنسا وألمانيا كمناطق "أكثر عرضة للخطر". 

ولكن الأمر لا يقتصر على البعد البيئي فقط، إذ أن أسوأ سيناريو يتوقعه الباحثون في ظل استمرار انبعاثات الغازات الملوثة للأرض مع عدم القيام بأي مجهود لحماية الشواطئ من ارتفاع معدلات مياه البحار، هو وقوع خسائر مالية مهولة تقدر بأكثر من  10 تريليون دولار أمريكي.

فانبعاثات الغازات تؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض ما يؤدي بدوره لذوبان الجليد وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات في العالم، وهو ما يعني من وجهة نظر الباحثين أن الفيضانات الكبرى التي كانت تقع مرة كل مائة عام ستحدث مرة كل عشرة أعوام بما يهدد الكثيرين من سكان الأرض. 

وأشارت الدراسة إلى أن استمرار احتمال وقوع المخاطر الناتجة عن ارتفاع معدلات مياه البحار وهبوب عواصف، حتى مع اتخاذ تدابير للإبقاء على انبعاثات الغازات الملوثة للجو عند مستوى معين للحد دون ارتفاع درجة حرارة الأرض عن درجتين مئويتين بنهاية القرن الحالي.

بالطبع لا شيء يضاهي متعة المشي في غرفة مكيفة الهواء بعد قضاء عدة ساعات في الحر. لكن الوكالة الدولية للطاقة (IEA) حددت استخدام مكيف الهواء كأحد المسببات الرئيسية لتزايد الطلب على الكهرباء، بما يعادل 10 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء في العالم. وإذ ينطوي إنتاج كل تلك الطاقة الكهربائية بطريقة أو بأخرى على حرق الوقود الأحفوري.

قبل تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، تمت استشارة المخطط الحضري الاسكتلندي باتريك غيديس عام 1925 حول إمكانية وضع تصميم لمدينة تل أبيب يواجه آثار المناخ الصحراوي السائد إلى أدنى حد، حيث بنيت طرقها على شبكات لتوجيه نسيم البحر من البحر المتوسط إلى المدينة. وحتى يومنا هذا، يستفيد وسط هذه المدينة المليونية بشكل كبير من هذا التصميم.

استفادت المباني في تل أبيب أيضاً من مدرسة باوهاوس الألمانية للهندسة المعمارية والتصميم، والتي تشدد على كل من البراغماتية والجماليات. على سبيل المثال، أثبت ميل باوهاوس للأسقف المسطحة أنه مفيد أيضاً لعكس حرارة الشمس. ومع ظهور تكنولوجيا جديدة مثل ظهور الألواح الشمسية مع مرور الوقت، ظلت الأسقف المسطحة تحظى بشعبية في المراكز الحضرية في المناطق الحارة.

إذا كانت الساحات توفر هواء أكثر برودة، فإن مدناً مثل باريس وبرشلونة قد اختارت طريقها الصحيح. بإنشاء المجمعات السكنية حول الأفنية العملاقة، حيث لا يستفيد السكان فقط من مناخ أكثر برودة، بل وأيضاً من العيش في محيط جميل. في الآونة الأخيرة، بدأت المدينة تغيير الطريقة التي توجه بها حركة المرور حول أكثر من 500 مبنى في محاولة للحد من انبعاثات الكربون.

عرف سكان المناطق الساحلية المنخفضة منذ فترة طويلة أن بناء المنازل المرتفعة يوفر الحماية من الفيضانات، التي تعد من الآثار الجانبية المتفاقمة للاحتباس الحراري. كما تساعد هذه الطريقة في البناء على تبريد المنازل من الأسفل.

يرتبط العدد المتزايد من الكوارث الطبيعية ارتباطاً مباشراً بتغير المناخ. عندما ضرب إعصار "هارفي" هيوستن بالولايات المتحدة في عام 2017، استفادت المدينة من التصميم الذكي لمنتزه "بوفالو بايو" الذي تبلغ مساحته 64 هكتاراً، والذي كان بمثابة سهل تحمل العبء الأكبر من الفيضان. مما حمى الحديقة التي لم تشهد أضراراً بالغة.

في هذه الأيام، هناك مدن تنشأ بين عشية وضحاها في الشرق الأوسط، مما يوفر فرصاً جديدة لمعالجة آثار تغير المناخ منذ البداية. إلى جوار مطار أبو ظبي، هناك مدينة كاملة في الضواحي بنيت وصممت لتعمل بالطاقة المتجددة دون انبعاثات. قد تكون مدينة "مصدر" مدينة مثالية اليوم، لكنها قد تقدم في نفس الوقت مخططات لمشاريع مستقبلية مماثلة.

تصل درجة حرارة الشارع في حي مدينة "مصدر" بأبوظبي إلى 20 درجة مئوية، أي أنها أكثر برودة من الحرارة في الصحراء التي تحيط بها، حيث يعمل برج الرياح على تبريد الهواء من السماء ويدفعه إلى الأسفل لتشكيل نسيم بارد. غير أن هذه الفكرة قد أخذت من مدينة مسقط القديمة بسلطنة عمان، حيث صُممت المباني الطويلة لتوجيه الرياح إلى الشوارع الضيقة بطريقة مماثلة.

في حين أن المباني القديمة ساحرة، غير أنها غالباً قد بنيت بطريقة تزيد من آثار درجات الحرارة العالية إلى الحد الأقصى، مما يساهم عن غير قصد في ظاهرة الاحتباس الحراري. تضغط بعض الدول مثل المملكة المتحدة على تحديث هذه المنازل مع عزل محسّن في محاولة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 80 في المائة.

لتلبية احتياجات المناخ في المستقبل، يتعين على الناس تبني مواد بناء جديدة. قبل كل شيء، هناك دعوة لوقف الاستخدام الكبير للخرسانة أو الباطون والكربون الذي يطلقه. غير أن المباني الخرسانية الضخمة وخاصة الهياكل العملاقة التي تعود إلى ستينيات القرن الماضي، تعتبر أيضاً عوازل حرارية كبيرة. ببساطة: توقف عن استخدام الخرسانة، ولكن استفد إلى أقصى حد من الهياكل الخرسانية.

إذا كنت ستقوم ببناء منزل في المستقبل القريب، فكر في ما يدعى "المنزل السلبي" (Passive house). يتضمن هذا التصميم ميزات تقلل الأثر السلبي على البيئة. فكر في نوافذ أصغر، أو مساحة للألواح الشمسية أو حدائق على السطح، حيث تتغذى النباتات من الأمطار المتساقطة وتعوض تغذيتها انبعاثات الكربون. سيرتان ساندرسن/ ريم ضوا.

وكل ما توصلت له الدراسة من أرقام يأتي مع افتراض عدم اتخاذ أية تدابير، ما يؤكد على ضرورة إصدار قرارات مبكرة للتقليل من أثار وقوع فيضانات في المستقبل، وفقا لما يذكره موقع جريدة الغارديان البريطانية.

ويقول المشارك في الدراسة، إيان يونغ: "علينا التأقلم مع الوضع؛ فهو سيحدث ولهذا يجب البحث عن حلول هندسية أو التخطيط لانسحاب ونقل السكان، وهو أمر صعب، كما يمكن استخدام أنظمة دفاع طبيعية عن السواحل".

 وتوضح إيبرو كيريزكي، الباحثة في جامعة ملبورن والمشاركة في الدراسة أيضا، الطرق التي يمكن اللجوء لها حيث تقول: "يجب تبني سياسات للتعامل مع المخاطر المحتملة عن طريق بناء حواجز وسدود لمواجهة مياه البحار وتطوير أنظمة تحذير للمناخ وإعادة توزيع السكان بالمناطق الساحلية في أماكن أكثر أمانا".

لاحظ عشاق البطاطا المقلية، التغيير الواضح على وجبتهم المفضلة بسبب موجة الحر الشديد التي اجتاحت أوروبا في صيف 2018. الجفاف غير المعتاد أدى إلى توقف نمو حبات البطاطا بشكل مبكر، وهو ما أدى إلى صغر حجم البطاطا في هذا العام عن المعتاد.

الزنجبيل الطازج الموجود في المتاجر في أوروبا، يقطع عادة رحلة طويلة، إذ تتم زراعته في آسيا أو أمريكا الجنوبية ولم يكن من الممكن زراعته في أوروبا بسبب عدم وجود المناخ المناسب، أمر تغير خلال العامين الماضيين، إذ نجحت محاولات زراعته في النمسا بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

لحسن الحظ لم تغرق المزرعة التي تعيش فيها هذه البقرة بسبب الفيضانات، لكنها بالرغم من ذلك تعيش وسط المياه في إطار مشروع أول "مزرعة عائمة" في روتردام بهولندا، لكن ما جدوى هذه الفكرة؟

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل