المحتوى الرئيسى

بين حروق واختناق.. مصابو حريق طريق الإسماعيلية بمستشفى السلام العام

07/15 06:49

في باحة واسعة داخل أسوار مستشفى السلام العام، مرت 60 دقيقة ثقيلة، في جو خانق كئيب، منتظرين طبيب يطمئنهم على ذويهم، همهمات حثيثة، يقطعها بين حين وآخر صوت سيارة إسعاف قادمة بإحدى الحالات، والأهالي ممزقين بين حريقين، أولهما ما أصاب قلوبهم ألما وحزنا، والآخر ما لحق بأبنائهم إثر حريق طريق مصر إسماعيلية الصحراوي الضخم. 

نجم عن حادث حريق خط بترول الإسماعيلية الصحراوي، 17 مُصابًا، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة، وانتقلوا على الفور عبر سيارات الإسعاف، إلى مستشفى السلام العام، بمدينة السلام لتلقي العلاج داخلها، وبدأ الأهالي في التوجه نحو المستشفى، في تمام السابعة من مساء أمس، حيث تجمع العشرات من أهالي الحادث أمام البوابة الخاصة بالاستقبال، قبل أن يتم السماح لهم بالدخول، عقب مرور ما يقرب من ساعة.

خيمت على الأهالي حالة من الحزن، داعيًا الله أن تكون إصابات ذويهم بسيطة ينتظرون السماح لهم بالدخول إلى المستشفى من أجل الاطمئنان على ذويهم المصابين، وكان من بين هؤلاء محمد عبدالكريم، 40 عاما، زميل المصاب محمد مصطفى بشركة خاصة بالمنظفات، الموجود داخل الرعاية المركزة بسبب وصوله المستشفى بدرجة حروق 100%، وفقا لـ"عبدالكريم"، قائلا: "روحنا الأول مكان الحادث، وبعد كدة عرفنا إن المصابين اتنقلوا لمستشفى السلام العام، واحنا قاعدين أهو بقالنا أكثر من ساعة، بنحاول دخول المستشفى عشان نطمن عليهم".

وكانت الإصابات التي وصلت إلى المستشفى ما بين حروق بدرجات مختلفة، واختناق وإغماء، جراء الحريق الضخم الذي نشب عصر أمس الثلاثاء، وعلى أحد أسرة قسم الاستقبال بالمستشفى يرقد عزت حسانين، 61 عامًا، أحد مصابي الحادث، والذي يعمل خفيرًا بإحدى الأراضي الخاصة المجاورة للحادث، ووصلت نسبة إصابته بالحروق 15%، نتيجة احتراق قدميه أثناء الحادث.

وقال "حسانين" متحدثًا بصعوبة: "الحمدلله.. ربنا ستر.. شوفنا الموت بعينينا، وكان كل همي أنقذ مراتي وعيالي الستة، الحمدلله كانت في عربية معدية بالصدفة خدتهم بره الحريق، لكن أنا ملحقتش أنقذ نفسي والنار مسكت في رجلي الاتنين، واترميت في الرمل عشان أطفي نفسي"، مؤكدًا أن الأدخنة والحريق أحاطا به من كل ناحية لأن قطعة الأرض التي يقوم بحراستها قريبة من منطقة الحادث"، مضيفًا بنبرة صوت متقطعة: "الأسفلت بتاع الأرض كان بيطلع نار، وعربية الإسعاف نقلتني هنا، وهيتم حجزي في المستشفى".

وصلت حالات الإصابات إلى طاقم الإطفاء الذي كان يعمل على إخماد الحريق الهائل، حيث جلس حسام ابراهيم، 26 عاما، على سرير بقسم الإستقبال، وكان "حسام" واحدًا من ضمن طاقم الإطفاء بشركة أنابيب البترول، وأصيب بالاختناق والاغماء أثناء تأديه عمله في إطفاء الحريق، ونقل على إثرها إلى المستشفى عن طريق سيارة الإسعاف برفقة إثنان من زملائه، وفقا لحديثه، قائلا: "الحريق كان كبير جدا وشارك في اطفاءه العشرات من سيارات الاطفاء التابعة لهيئات مختلفة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل