المحتوى الرئيسى

"استعجل موته".. صديق "غريق بلطيم" يروي اللحظات الأخيرة في حياته

07/13 17:22

الأقدار تصيب دون مهل، إذ ساق النصيب الشاب "نور سعد كلش" إلى مياه شاطئ الفيروز بمدينة مصيف بلطيم، لإحضار شقيقه الذي خرج في رحلة مع أصدقائه، بعد طلب والده منه، لكنه قطع رحلة ذهاب دون عودة.

دقائق كانت الفاصلة بين إصراره على النزول للبحر قبل المغادرة، وأخرى أقل منها ابتلعته الأمواج فيها، لحظات كالدهر عاشها شقيقه وأصحابه برفقته، رواها أحمد السيد، صديق شقيقه الذي كان إلى جواره، بين دقائق الوداع، وأيام البحث عن جثمان غريق بلطيم في عرض البحر دون جدوى.

"عاوز أنزل البحر دلوقتي".. رغبة "نور" التي أخبر بها شقيقه إبراهيم وأصحابه، ليتذكر "أحمد السيد" تلك اللحظات، في حديثه، لـ"الوطن"، ومحاولتهم إثنائه عن النزول والتأخر قليلا، إلا أنّه كان مُصرا: "عاوز أنزل دلوقتي قبل الجو ما يبقى حر"، ليطيعه الباقون وعددهم 7، اتجهوا صوب البحر في حدود الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الجمعة 10 يوليو.

اعتاد الشباب النزول بعد التوقيت الذي أصرّ "نور" على النزول فيه بوقت قليل، إلا أنّهم حاول إقناعه بالتأخر قليلا، إذ ذهب إليهم ليل الخميس الماضي بسيارته لإحضار شقيقه بناء على طلب والدهما، وكان منتظر عودتهما إلى قريتهم الرغامة في مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ بعد يومين آخرين، ومع إصراره اتجهوا صوب البحر، وبعد 5 دقائق ارتفعت الأمواج عاليا: "البحر مكانش طبيعي، والموج كان هيسحبنا ناحية اللسان، فقررنا نخرج عشان منفقدش حد مننا". قال أحمد.

على شاطئ مصيف بلطيم خرج الشباب ونظروا إلى الخلف، ليقول "أحمد" إنّهم وجدوا "نور" على بُعد متر أو متر ونصف المتر منهم تقريبا، فقال له شقيقه إبراهيم مازحا: "انت مش كنت مستعجل عشان نروح، يلا اخرج"، لكنهم فوجئوا برد الأخير: "أنا شكلي بغرق يا إبراهيم".

لم يستطيع الوقوف وكان أسفله حفرة، هذا ما استنتجوه، ليهرول شقيقه والباقون في محاولة لإنقاذه، حتى جاءت موجة سحبت "إبراهيم" وخرج إلى الشاطئ بصعوبة كبيرة، بينما ظلت الأمواج تسحب نور نحو الداخل وهو يرفع يديه صارها "إلحقوني"، حتى اختفى واختفت ملابسه.

قد يكون كل ما حدث استغرق دقيقة، إلا أنّها مرت كـ"عمر" على شقيقه وأصدقائه، فيستكمل "أحمد" روايته، أنّهم حاولوا الاستعانة بأي شخص، إلا أنّ مَن كانوا على الشاطئ لا يجيدون العوم، وذهبوا إلى الشرطة وجاء منقذين إلا أنّهم تأخروا في النزول حتى وصلت إليهم العدّة التي يحتاجونها، وبعد النزول لم يجدوا له أثرا في مكان غرقه ولا الألسنة المحيطة.

بالعودة قبل يومين من هذا المشهد، يحكي "أحمد"، طالب كلية الطب بجامعة كفر الشيخ، أنّهم استأجروا شقة كأصحاب بينهم إبراهيم شقيق نور، البالغ عمره 20 عاما وهو طالب في كلية التربية الرياضية بجامعة كفر الشيخ، وذهبوا إليها الأربعاء الماضي 8 يوليو، ورغم أنّه لا تجمعه صداقة قوية بـ"نور" إلا أنّهم عِشرة عمر نظرا لمصادقته شقيقه إبراهيم منذ الطفولة وحتى الآن.

لم يكن هناك لافتة تمنع الشباب من النزول إلى مصيف بلطيم، إذ إنّ الحكومة تمنع الذهاب إلى الشواطئ في إجراءاتها المتبعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، واعتاد الشباب الذهاب إليه كل عام في هذا التوقيت، ويضيف "أحمد السيد" بأنّ هناك العشرات من المصيفين، يتواجدون هناك ومستمرون في التواجد رغم معرفتهم بغرق شاب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل