المحتوى الرئيسى

رحلوا في زمن كورونا.. عزاء نجوم الفن يتحول إلى «أون لاين»

07/13 17:21

حرم فيروس كورونا، جمهور وعشاق الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا من لحظة وداعهم في جنازة شعبية مهيبة انفرد بها الجمهور المصري في المنطقة العربية كافة، وشهد التاريخ على مر عصوره عددا كبيرا من الجنازات الشعبية لكبار نجوم الفن سواء مطربين أو ممثلين، في صورة تعكس مدى وفاء الجمهور والمحبين لهذا النجم الراحل.

وليس مهما أن يكون الفنان متربعا على عرش النجومية والإيرادات، حتى يحظى بهذه الجنازة المهيبة، فيكفيه فقط أن يكون محبوبا ومتربعا في قلوب الناس، كما حدث مع الفنان الشاب الراحل هيثم أحمد زكي الذي نزل خبر وفاته كالصاعقة على الناس، وبكوه كأنه فردا من العائلة وودعوه حتى مثواه الأخير.

لكن في زمن وباء كورونا، اختفت الجنازات الشعبية، وتم دفن الفنانين الذين غيبهم الموت عن عالمنا بهدوء، لم يكن أكثر المتشائمين أن يتوقعه، بدأت الحكاية برحيل الفنان الكبير القدير جورج سيدهم يوم 27 مارس الماضي، أي مع بداية فرض الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار هذا الفيروس اللعين، وكان من بين هذه الإجراءات إغلاق دور العبادة، وإلغاء سرادقات العزاء، واقتصار الجنازات على أفراد الأسرة، ومنع التجمعات؛ فكان طبيعيا ألا يتهافت زملاء ومحبين "جورج" لحضور جنازته لوداعه كما هو معتاد.

ولم يحضر سوى 4 فنانين فقط هم دكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، والفنانة دلال عبدالعزيز صديقة أسرة الراحل وزوجة الفنان سمير غانم رفيق درب "جورج" الذي غاب عن حضور الجنازة، والفنان هاني مزي والفنانة إلهام شاهين، هؤلاء الأربعة هم فقط الذين حرصوا علىي المشاركة في الجنازة لوداع هذا النجم الكبير الذي أمتع جمهوره ولا يزال باعماله الرائعة، اما باقي الفنانين ومعهم الجمهور فقد وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي حلا مناسبا في هذه الظروف لوداع نجمهم المفضل، وكتابة كلمات رثاء له.

وبدون أية مقدمات أُعلن يوم 12 مايو الماضي خبر وفاة الفنان الكبير إبراهيم نصر بعد تعرضه لأزمة قلبية أودت بحياته، هذا الفنان الذي يحتل مكانة متميزة في قلوب الناس، والذي كان لسنوات طويلة مثار للفرحة والسعادة في موسم رمضان من خلال برنامج "الكاميرا الخفية"، رحل في هدوء وتم تشييع جنازته في هدوء ولم يحضر أحد لا من زملائه بالوسط الفني ولا من جمهوره واقتصر الحضور على أسرته وعدد قليل محبيه.

وفي 30 مايو الماضي تم تشييع جنازة النجم الكبير حسن حسني، في هدوء شديد وغريب، لم يتقبله الجمهور أنفسهم، وهاجموا بضراوة الفنانين الذين كانت تربطهم علاقات قوية بالفنان الراحل ولم يحضروا جنازته، وهم الذين حرصوا في حياته على الاستفادة من نجوميته وخبرته وسعوا للصعود على أكتافه، في ترحيب كبير من ناحيته، وفوجئ الجميع أن الحضور اقتصر على أقاربه وعدد من محبيه وعدد قليل جدا من الفنانين منهم محمد الصاوي ومنير مكرم وسعد الصغير.

وبدأ الفنانون يبررون أسباب غيابهم عن الحضور ومنهم الفنان محمد هنيدي الذي أعلن أنه قبل أيام من وفاة الفنان الراحل خضع لعملية جراحية بالقلب، وكان لهذا الغياب تأثير كبير على محبي حسن حسني الذي أكدوا أنه لولا الفيروس اللعين لتم تخليد الراحل بجنازة شعبية غير مسبوقة نظرا لمكانته الكبيرة في قلوبهم.

وتكرر الأمر مع جنازة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي، التي عانت كثيرا بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وظلت شائعة وفاتها تطاردها أثناء رحلة علاجها منه إلى أن فارقت الحياة في النهاية، وحضر الجنازة عدد قليل من محبيها وفي مقدمتهم صديقتيها المقربتين ميرفت أمين ودلال عبدالعزيز، كما حضر الفنان أشرف زكي وإلهام شاهين وفيفي عبده وشيماء سيف وزوجها، ومحمد الشقنقيري ومنير مكرم.

ومنذ أيام رحل عن عالمنا الفنان الكبير محمود رضا هذا الأيقونة التي لن تتكرر، والذي بادرت ابنته الفنانة شيرين رضا، بالإعلان أنه بسبب جائحة كورونا تقرر قصر واجب العزاء على أفراد العائلة فقط"، كما تعمدت إخفاء مكان دفنه وقالت لن يتم الإعلان عن مكان الدفن للأسباب نفسها، شكر الله سعيكم جميعا".

وبادر الجميع كما هو معتاد في هذا الوقت بتقديم واجب العزاء "أون لاين".

جدير بالذكر أن بداية هذا العام شهدت مصر آخر جنازتين شعبيتن للفنانتين الكبيرتين ماجدة الصباحي التي رحلت عن عالمنا في شهر يناير الماضي ونادية لطفي التي توفت في شهر فبراير، وحضر الجنازتنين حشد كبير من الفنانين والجمهور والمحبين.

وشهدت مصر مجموعة من الجنازات الشعبية المهيبة لنجوم الفن كانت بمثابة وسيلة قوية لتخليد ذكراهم، فلا أحد ينسي الجنازة الشعبية المهيبة للمطرب الراحل عبدالحليم حافظ الذي شارك فيها الآلاف من محبيه الذين حرصوا على وداعه، وأعلنت أجهزة المركز الرئيسي في إسعاف القاهرة حالة الطوارئ، وكان يوم 2 إبريل من العام 1977 هو أكثر الأيام التي تلقت فيها هيئة الإسعاف بلاغات المصابين، وانتحرت فتاة حزنا وألما على فراقه.

وجنازة كوكب الشرق "أم كلثوم"حيث تم تشييع جثمانها في موكب شعبي ورسمي مهيب يوم 5 فبراير عام 1975 والتي صنفت باعتبارها واحدة من أكبر الجنازات الشعبية في العالم كله، واستمرت الجنازة لمدة 3 ساعات كاملة بعد ان حمل الجمهور النعش على أكتافه وظلوا يسيرون به في شوارع القاهرة لوداعها.

وحظي الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بجنازة رسمية لكونه يحمل رتبة عسكرية فخرية كرمه بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات فجمعت جنازته بين الشعبية والرسمية.

وشارك الآلاف من محبي السندريلا سعاد حسني في تشييع جنازتها لمثواها الأخير عقب عودة جثمانها من لندن حيث ماتت هناك ولم يتم حسم سبب موتها إما قتلا أو انتحارا حتى الآن، وبكاها جموع الناس في مشهد قليلا ما يتكرر وحرصت وسائل الإعلام في مصر وخارجها على تغطية هذا المشهد الكبير.

Comments

عاجل