المحتوى الرئيسى

"كان رايح يجيب أخوه".. لليوم الرابع أهالي غريق بلطيم يبحثون عن الجثمان

07/13 14:14

على شاطئ الفيروز بمدينة مصيف بلطيم، يقف العشرات من أهل الطالب نور كلش، الطالب بكلية الهندسة، الذي ابتلعته أمواج البحر يوم الجمعة الماضي، أعينهم متفرقة ما بين التعلق بالسماء والنظر للبحر، يناجون الله أن يخرج جثمانه ليطفيء نارهم وينظر والديه اليه نظرة الوداع.

سيدات وفتيات اتشحن بالسواد، بعضهن تبكي وتنادي عليه وكأن شخصًا تركهم وأبى الرجوع إليهم.

"يا نور اطلع ياحبيبي، نفسي أشوفك آخر مرة وأضمك لحضني للمرة الأخيرة وأدفنك جنبي علشان أزورك"، كلمات رددتها والدته أسماء الشبعان، تفيق لتردد هذه الكلمات قبل أن يغشى عليها مرة أخرى، تلتف حولها السيدات والفتيات على مقربة من الشاطيء، يحاولون التخفيف عنها.

"أميرة الجدلية"، أحد أقارب الشاب الغريق، تروى قصة غرق الطالب بدموع لم تنقطع، "نور كان جاي يجيب أخوه وأصحابه من المصيف، ولقى أخوه إبراهيم بيغرق، نزل ينقذه والأمواج جرفته، حاول يستغيث مكنش في حد موجود، وراح نور وبقالنا 4 أيام قاعدين على الشاطيء مش بنروح، أمه هتموت، دا أول فرحتها، شاب زي الورد كان وش موت فعلًا، كل اللي إحنا طالبينه، جثمانه يخرج، مفيش غطاسين متخصصين، للبحث عنه".

على مقربة من البحر، تجلس أميرة محمود الشبعان، خالة الغريق، متشحة بالسواد لا تتوقف دموعها على ابن شقيقتها، بصعوبة تستطيع الحديث حول الحادث، قائلة "ابني راح ومش عارفين هو فين، كان جاي ياخد أخوه راح لقدره، نور كان مؤدب وبيحب كل الناس، كان بيودعنا كلنا قبل ذهابه بيوم، لو كنت أعرف كنت خدته في حضني، مفيش فرق إنقاذ ولا لافتات تحذيرية على الشواطيء تقول ممنوع النزول زي كل المصايف، المحافظة لم تتحرك، وإحنا بنموت، عاوزين جثة ابننا".

ويخلو شاطئ الفيروز، أحد شواطيء مدينة مصيف بلطيم، من اللافتات التحذيرية على الرغم من وجود قرارات من الجهات المعنية بإغلاق الشواطيء ووضع لافتات تحذر المقتربين من المياه.

وقبل نحو 15 يومًا غرق شابين من مركز بيلا خلال تواجدهما بالشاطئ واستخرجت جثة أحدهما بعد 3 أيام من البحث.

ويوم 27 يونيو الماضي، تمكنت قوات الإنقاذ من انتشال جثمان شابين غرقا على شواطيء مدينة مصيف بلطيم، وسط تواجد العشرات من ذويهما.

وفي 28 مارس الماضي، أصدر اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، قرارًا بغلق جميع شواطيء مدينة مصيف بلطيم، وشاطيء مدينة مطوبس، لحماية المواطنين من أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد وللحد من انتشاره، وذلك في إطار الإجراءات الصحية والاحترازية التي تتخذها المحافظة لمجابهة الفيروس.

راندا كلش، أحد أقارب الغريق، اتهمت المحافظة بالتقصير لعدم الدفع بغواصين متخصصين للبحث عن الجثمان، "مستنيين إيه، يعملوا زي محافظ الاسكندرية، متحركش غير لما طلع الجثث، سخر إمكانيات المحافظة لاستخراج الجثث، محافظنا لم يتحرك، كل اللي عمله دفع بفرق إنقاذ غير متخصصة، نفسنا ندفن ابننا، إحنا استعنا بغطاس متخصص من الإسكندرية ولم يصل حتى الآن، لكن محدش ساعدنا".

المهندس محمد إمام، رئيس مدينة مصيف بلطيم، قال إنه جرى الدفع بفرق إنقاذ للبحث عن الجثمان، وفقا للإمكانيات المتاحة، لكنها لم تستطع العثور على الجثمان، مرجحًا أن يكون موجودًا بين الصخور والألسنة، وهذا النوع من البحث يحتاج لمتخصصين، مؤكدًا إبلاغ القيادة السياسية، وجرى التواصل مع فريق رأس البر الرسمي، لكنه لم يصل بعد، مشيرًا إلى أنه جرى الاستعانة بقوات الشرطة بجانب الأمن الإداري لتأمين البوابة الرئيسية.

سعد كلش، والد نور، يقف على مقربة من الشاطيء، تتعلق عيناه بالبحر، لا يستطع الحديث، "هتكلم أقول إيه، كل الكلام خلص، دموعنا جفت من الحزن على ابني الكبير، 4 أيام بنقول يارب، تسلحنا بالدعاء وعارفين إن ربنا مش هيخدلنا، لكن في تباطؤ في الإجراءات من قبل المحافظة والمسؤلين، كل اللي إحنا عاوزينه، جثة ابننا، نور كان جاي ياخد إبراهيم أخوه، مكنش في نيته التنزه ولا تسلل زى ما قالوا".

ندى كلش، أحد أقارب الغريق، تؤكد الاستعانة بالغواصين المتخصصين على حسابهم الخاص لاستخراج الجثمان، قائلة "بنكلم الناس علشان نطلع جثة ابننا، نفسنا نبرد نارنا، عارفين إنه شهيد لكن نفسنا نودعه، الأطفال بتبكي عليه قبل الكبار، حرام عليهم عاوزين ابننا، لو ابن المحافظ كان تحرك".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل