المحتوى الرئيسى

كتب مسيحية محرفة تتداول في الأسواق.. الكنيسة تحذر ومفكرون يكشفون أصلها

07/11 17:39

مجهولون يطوفون على بعض الأقباط يوزعون كتبا تخالف العقيدة المسيحية، حملت قدرا كبيرا من الأفكار المغلوطة والتي لا تمت للإيمان الصحيح بصلة، ما دعا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تصدر بيانا تحذيريا لمنع تداول هذه الكتب.

وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيان، إن الكنيسة ترفض رفضا تاما لمحتوى هذه الكتب وغيرها من الكتب الفاسدة التي تحاول أن تجذب القارئ بإقحام عبارة "إنجيل المسيح" في عناوينها.

"ترجمات فاسدة ذات صبغة أريوسية لإحياء هرطقات انتصرت عليها الكنيسة منذ قرونها الأولى" كانت وصف المركز الثقافي القبطي بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية للكتب الأربعة المتداولة، حيث أصدر المركز بيانا أشار فيه إلى أن هذه الكتب تنشر بدعًا وهرطقات لهدم الإيمان المسيحي السليم، وأن المقصود من هذا التحريف نقض وهدم العقيدة المسيحية وإضاعة لاهوت وجوهر السيد المسيح.

وقال القس بيشوي حلمي، أستاذ اللاهوت العقيدي بالكلية الإكليريكية، والأمين السابق لمجلس كنائس مصر، إن بعض الآيات التي اطلع عليها والواردة في تلك الكتب الأربعة تختلف ترجمتها اختلافا جوهريا عن ترجمتنا المعتمدة والمراجعة، حيث تعتمد ترجمات الكتب على إخفاء الحقائق الأساسية للعقيدة المسيحية بمساواة المسيح مع الآب.

وتابع حلمي في حديثه لـ"الوطن"، أن الترجمة الصحيحة تعتمد على الأصل اليوناني ومقارنة النسخ بعضها ببعض، موضحا ان الأناجيل التي نقرأها الآن ترجمت منذ وقت بعيد عن اليونانية وأن أي كلمة جديدة يكون التلاعب بها واضحا، نظرا لوجود عدة نسخ تعتمد عليها الترجمات وتكون بالاتفاق بين الكنائس.

ويوضح أن الكتب الموزعة بين عموم الأقباط في الوقت الحالي، تعمدت بين طياتها إخفاء حقائق الكتاب المقدس المعلنة، والمعروفة على مدار التاريخ المسيحي عن مساواة الابن بالأب، وأتت بمعانٍ جديدة تشبه الأفكار الأريوسية والتي تهدف لزعزعة الإيمان وعمل زوبعة بين الناس وبعضها.

من جانبه أوضح كمال زاخر المفكر المسيحي، أن الكتب خرجت من لبنان لمجموعة من المؤلفين في عام 2008 وكان السبب المعلن آنذاك محاولة للتقريب بين أتباع الأديان، خاصة المسيحية والإسلام بمحاولة تقريب المصطلحات المسيحية والإسلامية ولكن عند التطبيق ظهرت عدة مشاكل، تتعارض تعارضا فجا مع الإيمان المسيحي.

وأوضح زاخر لـ"الوطن"، أنه قرأ أجزاء من الكتب ووجد أنها تستخدم تعبيرات ومصطلحات تتصادم مع المفهوم المسيحي المتأصل في الذهنية المسيحية، حيث إن الكتب أظهرت تماهيا بين الفكر المسيحي والاتجاه الذي تبناه أصحاب الترجمات التي تنقذ لاهوت المسيح، مشيرا إلى أن الأزمة الحقيقية تتمثل في اشتباك بعض الرموز المسيحية المرموقة كباحثين وكتاب في هذه الكتب.

وتابع زاخر أن هناك فروقات بين الترجمة والتعريب والتحليل، وإذا كانت الكتب تحليل فقط فهي بالطبع لا مشكلة بها وإنما ما لا يقبل هو الترجمة غير الصحيحة لنص الإنجيل وهو ما جعل الكنائس السميحية بطوائفها تتسارع لإعلان رفضها للكتب المزورة بالأسواق.

وأشار المفكر القبطي إلى أن عودة الجدل حول كتب صدرت قبل نحو 12 عاما يجعلنا نتساءل عن سبب التوقيت كما أنه يسلط الضوء على المنظومة التعليمية المسيحية وهل هي كفاية لإشباع المسيحيين وخصوصا الشباب منهم في ظل فضاء ثقافي مفتوح.

وأضاف "نحن لا نملك المنع، أولا لأن الكتب تطبع في لبنان، ثانيا الكتب موجودة نسخ إلكترونية وليست ورقية فقط، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى مواجهة الفكر بالفكر و"عصرنة التعليم" أي تجديد التعليم الكنسي ليكون تعليما معاصرا.

أما الكتب التي حملت صبغة أريوسية كانت عناوينها كالآتي: المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، والبيان الصحيح لحواري المسيح، والإنجيل قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا، وهي كتب لم تصدر من دار الكتاب المقدس، ولم تطبع به وهو الجهة الوحيدة المنوط لها طباعة الكتاب المقدس فى العالم.

وتتشابه أفكار الكتب الأربعة مع أفكار واحد من أقدم الهراطقة الذين ظهروا في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والذي تصدت له الكنيسة في القرون الأولى منها وهو "أريوس" والذي ابتدع "بدعة أريوس" وتصدت له كنيسة الإسكندرية والقديس إثناسيوس الرسولي في مجمع نيقية الأول.

ولد بالقيروان عام 270 وكان ملما بعلوم كثيرة و"اللطافة والفصاحة" وجاء إلى الإسكندرية ودرس في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ونال الكهنوت، لكنه انضم لأسقف أسيوط الذي ساعده في خلافه مع بطريريك الإسكندرية البابا بطرس، وحينها حرم من الكهنوت ولكن في عهد البابا أرشلاوس عاد مرة أخرى للكهنوت، بحسب كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا 209.

ويشرح موقع تراث الكنيسة القبطية الأرثوكسية، قصة حرمان أريوس من الكهنوت كالتالي: بدأ أريوس يعلِّم هرطقته وهو يعد شماسا في عهد البابا بطرس خاتم الشهداء البابا السابع عشر من عداد بطاركة الإسكندرية.

وحاول البابا بطرس إرجاع أريوس عن معتقده الخاطئ وهو الذي ينكر لاهوت المسيح، ولما لم يقبل حرمه البابا وحرم تعاليمه الخاطئة، وبالتالي مُنع من ممارسة الشماسية والتعليم.

وذكر الدكتور يوسف زيدان في كتابه اللاهوت العربي، أن أريوس بعد دراسته الأولى في الإسكندرية ارتحل إلى الشام، وكانت له أعمال شعرية، وبدأ الإشكال "الهرطوقي" الهائل المرتبط بأريوس في النصف الثاني من حياته وتحديدا بعد انتقاله إلى الشام والتفاف الناس حوله وإعجابهم بآرائه ثم أخذت الأزمة في التصاعد.

 كانت للبابا ألكسندروس كتابات ضد الأريوسية، وهو أول من عقد مجمع بالإسكندرية حضره مائة أسقف للحكم على أريوس وحرمه فيه، لكن في ذلك الحين أثناء الصراع مع أريوس والرد على الآيات التي كان يستخدمها ويسيء تفسيرها كان الأمر يتطلب محورا قويا مثل أثناسيوس. فكان المعلم والتلميذ معًا في المجمع، وكان التلميذ متفوقًا وبارعًا جدًا أمام كل المجمع بدرجة أثارت انتباه العالم المسيحي كله بالرغم من الاضطهادات التي وقعت عليه حتى أنه أخذ لقب "الرسولي" بعد أن صار بطريركًا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل