المحتوى الرئيسى

ليدز يونايتد بين التاريخ العريق والحلم الغائب.. ماذا ننتظر؟ - كايروستيديوم

07/11 15:05

يقول مثل إنجليزي قديم “رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، مهما كانت المهمة كبيرة، فهي تبدأ بخطوة صغيرة” وهذا ما يسعى لهُ فريق ليدز يونايتد دائمًا.

ليدز يونايتد، لا يعرفهُ الأطفال الصغار بشكل كبير في الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج، ولم نسمع عنهُ في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز خلال تلك الألفية.

سنتحدث اليوم بشكل مُطول عن أحد أكثر الفرق عراقة في تاريخ إنجلترا، بل برطانيا ككل، ليدز يونايتد.

تأسس نادي ليذز يونايتد عام 1919، في مقاطعة يوركشاير الإنجليزي بشمال إنجلترا.

كان هناك نادي بسيط قبل تأسيس نادي ليدز يونايتد اسمه نادي ليدز فقط والذي تأسس عام 1904، لم يكن نادي رسمي ولم يكن يلعب في دوريات رسمية.

تلقى نادي ليدز دعوة من جامعة ليدز الكبيرة للعب في دوري الجامعات على مستوى إنجلترا والمعروفة حالياً بدوري الهواة.

وعلى هذا الأساس بدأ ليدز يونايتد دخول عالم كُرة القدم شيئًا فشيئًا.

 تحسن فريق نادي ليدز يونايتد وفاز ببطولة الدوري الإنجليزي “الدرجة الثانية” وصعد لدوري الدرجة الأولى، وأخذ بذلك شهرة واسعة على مستوى شمال إنجلترا في منطقة يوركشاير، وكان ذلك في عام 1926 ولكنهُ هبط في العام التالي.

كان أول صعود لليدز يونايتد للدوري الإنجليزي الدرجة الأولى “الممتاز حاليًا” عام 1924.

وجد عدم الاستقرار الضالة في نادي ليدز يونايتد، تغيير كبير للمدربين والإدارات المتعاقبة، هبوط بشكل كبير في المستوى.

 بسبب الأزمة المالية التي واجهت العالم في العشرينيات وبداية الثلاثينيات من القرن الماضي فإن نادي ليدز يونايتد لم يستقر مالياً وهبط مرتين إلى دوري الدرجة الثالثة.

مر على ليدز يونايتد في تلك الفترة العديد من المدربين، آرثر فيركلاو، ديك راي، بيلي هامبسون، ويليس إدواردز، فرانك باكلي.

مر على النادي أيضًا رئيسين لأرنست بولان وبولتون سام.

لم تكن تلك الفترة بالجيدة لليدز يونايتد بأي حال من الأحوال، شكلت تلك الفترة العداوة التاريخية مع الشياطين الحُمر، مانشستر يونايتد.

ليدز يونايتد

منذ عام 1906، شهد تاريخ ليدز عداوة كروية كبيرة مع نادي مانشستريونايتد، وهي العداوة التي تعود جذورها إلى العديد من السنوات قبل ذلك العام. 

حرب الوردتين؟ ماذا تعني تلك الجملة؟ سنحاول الشرح في الأسطر التالية.

اندلعت حرب الوردتين بين عائلة لانكاستر “الوردة الحمراء” في مدينة مانشستر وعائلة يورك “الوردة البيضاء” في  منطقة يوركشاير.

وخلقت تلك الحرب عداوة مستمرة حتى يومنا هذا بين المنطقتين. ومنذ عام 1961، يتخذ مانشستر يونايتد وليدز يونايتد من اللونين الأحمر والأبيض زيًا لهما على الترتيب.

وكانت مدينتي ليدز ومانشستر يتنافسان خلال الثورة الزراعية والثورة الصناعية، فتفوقت مدينة ليدز على مانشستر في الزراعة.

وتفوقت مدينة مانشستر على مدينة ليدز في الصناعة في بدايات القرن التاسع عشر.

على الصعيد الكروي، بدأت العداوة بين المدينتين في عام 1906 عندما فاز ليدز على مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة ضمن منافسات دوري القسم الثاني.

بعدها بشهور قليلة، استطاع يونايتد أن ينتقم لهزيمته وحقق فوزًا كبيرًا بثلاثة أهداف مقابل هدف على أرض غريمه، ومنذ ذلك الحين أصبحت زيارات يونايتد لملعب إيلاند رود مغلفة بالخوف والقلق والعكس صحيح.

وزادت المنافسة بين الفريقين اشتعال في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، حيث نهضة ليدز يونايتد وهو ما سنتحدث عنهُ تفصيلًا.

في شتاء عام 1958 القارص، جاء إلى نادي ليدز يونايتد، مهاجم كبير، قادم من نادي سندرلاند الإنجليزي بمبلغ يساوي 14 ألف باوند، كان ذلك اللاعب ذو الـ31 المتوج كأفضل لاعب في عام 1955 يُدعى دون ريفي.

أخذ دون ريفي الخطوات الأولى في التدريبات حينما ارتبط بنادي  بورنثموث عام 1961، بمساعدة عدة من المليونير هاري رينولدز، ولكن لم يتفق الطرفين على العقود وأُبدل ريفي بمدرب آخر.

وفي عامهُ الـ33 وافق ريفي على عقد مع نادي ليدز يونايتد، بمبلغ وقدرة 20 إستيرليني في الأسبوع، وكان لديهِ جهاز تدريبي رائع مُكون من، سايد أوين، موريس لندلي، ليس كويكر.

“ريال مدريد لعب نهائي البطولة الأوروبية أمام بايرن ليفركوزين، نريد أن نصبح ريال مدريد” هكذا كان تعبير دون ريفي عن رغبتهُ في أن يكون مثل النادي الملكي، كبير أوروبا آنذاك وعندما كان ليدز في الدرجة الثانية.

قام ريفي أيضًا بتغير الملابس الخاصة بفريق ليدز يونايتد، من القميص الأصفر إلى الأبيض، البنطال القصير الأزرق إلى الأبيض، والجوارب الصفراء إلى البيضاء، تعبيرًا عن ليدز يونايتد دون ريفي الجديد.

قام ريفي بتغيير الكثير، ملاعب رياضية متهالكة، تدريبي “روتيني بشكل كبير” وجماهير قليلة، كُل ذلك اختلف كثيرًا عقب وجود ريفي.

بدلًا من الابتكار، أصعح يركز بشكل فني كبير، التكتيك التحفيزي للاعبين في التدريبات أصبح عُنصر أساسي من خطة ريفي للنهضة بليدز يونايتد.

اللاعب الذي يؤدي بشكل سئ، يرتدي القميص الأصفر القديم، ويلعب بهُ مع الزملاء الذين يرتدون القميص الأبيض الجديد.

ثورة دون ريفي انتقلت أيضًا إلى طعام اللاعبين، منع ريفي الكحول والسجائر قبيل المباريات المختلفة لليدز يونايتد، شجع على الطعام الصحي بشكل كبير.

ذاك الأمر ظهر في تصريح بيتر لوريمير لاعب ليدز يونايتد لصحيفة الجارديان البرطانية عام 2008 حيث قال:”عندما نذهب للمنافسات القارية مع المنتخب، لم نكن نفعل مثل زلائنا من حيث الطعام والتدريبات، كنا نتمتع بذلك”.

عاني دون ريفي بعض الشئ من الأزمات المالية المتكررة للنادي، واتبع خطوات بوب بيزلي، المدير الفني الشهير في بناء فريق ليدز.

استعان دون ريفي بشباب اكاديمية النادي، حيث لاعبين مثل جاك شارلتون، بيلي بريمنر، جراي سبارك، بيتر لوريمير، نورمان هانتر، بول ريني عام 1962، بول مدلي عام 1963 وتيري كوبر عام 1964.

ايدي جراي صُعد للفريق عام 1966، تيري يوراث أيضًا صُعد للفريق عام 1968.

ما كان يُميز فريق ليدز يونايتد بالفعل انذاك، هو أن الفريق والنادي ككل كان عباراة عن أُسرة كبيرة، تأتي في المقدمة.

كان ريفي هو أب لجميع هؤلاء اللاعبين، المدرب، والملهم، والمعلم أيضًا.

“لم أكن استطيع الانتظار، كُل يوم، أن استيقظ وأذهب إلى هُناك، حيث التدريب ودون ريفي” هكذا تحدث الراحل نورمان هانتر عن دون ريفي ما فعلة مع ليدز.

نتاج لكُل ذلك، فاز دون ريفي بست بطولات، حقق المستيحل مع الفريق الصاعد ليدز يونايتد، وفاز بلقب الدوري الإنجليزي الدرجة الأولى “الممتاز” مرتين، 1969 و1974.

حقق ريفي أيضًا دوري الدرجة الثانية عام 1964 وكأس الاتحاد البرطاني عام 1972 على حساب أرسنال في لقاء قوي بشكل كبير، كأس الدرع الخيرية عام 1969، وكأس الرابطة 1968.

حقق دون ريفي من ليدز يونايتد المستحيل، واجه الانتقادات العديدة من النُقاد والمدربين أمثال براين كلوف، ولكن حقق سجل وبطولات عديدة تشهد على عبقرية المدير الفني السابق والأسطورة في تاريخ ليدز يونايتد.

رحل دون ريفي من الباب الكبير، عام 1974 عقب الفوز بالدوري الدرجة الأولى الإنجليزية “الممتاز” وخلفهُ براين كلوف، الذي كان دائم الهجوم على دون ريفي وكتيبة اللاعبين.

“عليكم برمى الجوائز القديمة والالقاب القديمة في القمامة، والبدأ معي في مشروع جديد لا يوجد بِه عُنف في لعب كٌرة القدم” هكذا كان أول تصريح من براين كلوف، المدير الفني السابق لديربي كاونتي ونوتنجهام فورست، للاعبي دون ريفي قبل أن يكونوا لاعبي ليدز يونايتد.

براين ودون ريفي كانا قد تواجها في مناظرة، وهي تُعتد من أشهر المناظرات في تاريخ إنجلترا، على الهواء مباشرة عام 1974.

فشل براين كلوف في استعطاف اللاعبين لصالحة خاصة عقب الهجوم على ريفي، لم يبقي سوى ايام معدودة مع الفريق، خرج المدرب الإنجليزي القدير من الباب الصغير.

اتي جوك شتاين الذي استمر 44 يوماً فقط قبل أن يغادر إلى أستكتلندا لتدريب المنتخب الوطني.

ثم أتى المدرب أدامسون جيمي لإنقاذ نادي ليدز يونايتد من الهبوط، لكنه لم يتمكن من ذلكة وهبط ليدز فاستقال من منصبه عام 1980.

ثم خلفه بعد ذلك نجم ليدز يونايتد السابق ونجم المنتخب الإنجليزي آلان كلارك، وأيضاً لم يستطع كلارك إنقاذ ليدز يونايتد فتم إستبداله عام 1982 بزميله في الفريق سابقاً والقائد إيدي جراي. 

هبط ليدز إلى دوري الدرجة الثانية، الشئ الإيجابي الوحيد في تلك الفترة هو قيادة  بيلي برينمير للفريق في الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1982.

وواجه نادي تشارلتون أثليتك ولكنه خسر أمامه وخرج من البطولة، بيلي كان من اللاعبين الذين استقطبهم دون ريفي للفريق ثم جاءت فترة الصحوة مرة أُخرى عام 1988 والصعود للدوري الممتاز.

عقب غياب دام 18 عامُا عن منصات التتويج نجح ليدز يونايتد بقيادة هوارد ويلكنسون من الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز عام 1992 واللعب في دوري أبطال أوروبا.

 خرج من أدوار مبكرة من دوري أبطال أوروبا واستطاع تجنب الهبوط إلى الدرجة الأولى وحقق المركز السابع عشر، وفي موسم 1996 حقق نادي ليدز يونايتد المركز الثالث عشر في الدوري.

ووصل إلى نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة، ولكنه خسره بثلاثية نظيفة أمام نادي أستون فيلا وتم اقالة المدير الفني ويلكنسون.

ديفيد أوليري، على جميع من يقرأ حفظ هذا الإسم بجانب دون ريفي والبقية، مدرب رائع بلاعبين شباب أكثر من رائعين، مدينة شغوفة بكُرة القدم تدعم نادي وحيد فقط، ليدز يونايتد.

هكذا كانت بداية الألفية الحالية مع ليدز يونايتد، تأهل أوروبي ومراكز متقدمة، لاعبين من طراز رفيع، خوف المنافسين ونهضة كُبرى ثم أزمة إقتصادية و انتكاسة مدوية.

بلغ ليدز النجاح عندما نجح في التأهل الأوروبي عام 2001 إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مطيحًا بفرق مثل ديبورتيفو لاكورونيا ولاتسيو وأندرلخت، وهى مرحلة عجزت فرق إنجلترا عن الوصول لها.

نجح ليدز أيضًا في حصد مراكز متقدمة أوروبيًا بين عامي 2000 و 2002 والوصول إلى البطولات الأوروبية، دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي.

في عام 2000 وصول إلى دور رُبع النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي، حيث هُزم أمام جلطة سراي، وعام 2001 صعد إلى دوري الأبطال، ووصل إلى دور نصف النهائي ولكنهُ فشل في الوصول للنهائي وخرج من ملعب الميستايا معقل فالنسيا.

كانت فترة مليئة بالبطولات والإنجازات لنادي كبير يوركشاير عقبتها فترة مليئة بالأزمات.

الأزمة المالية ضربت ليدز يوناتد، حيث أرتفعت نسبة الدون من 9 مليون جنية إسترليني إلى 21 مليون ثم 39 ثم بلغت 119 مليون.

الديون جاءت بسبب رواتب اللاعبين وصفقات الانتقالات، ليدز كان يُخطط للحفاظ على تفوقه في المنافسة الإنجليزية بجلب الكثير من النجوم، لكن موسم 2002-2003 كان ضربة قوية للنادي بالفشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا باحتلاله المركز الخامس والتأهل لكأس الاتحاد الأوروبي.

كان النادي يعج بالنجوم، فيردناند، روبي كين، روبي فاولر وودجيت.

بيع جميع هؤلاء للمنافسين في برطانيا لتسديد الدين الخارجي على النادي وتقليل رواتب اللاعبينب ملبغ يُقدر بـ43 مليون جنية إسترليني.

خرج جميع اللاعبين الكبار وتدهور أداء الفريق بشكل عام، عام 2003 حصد ليدز على المركز الخامس عشر في البرميرليج.

وفي عام 2004 هبط ليدز إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزية من جديد، من ثم في عام وفي عام 2007 هبط لأول مرة في التاريخ إلى دوري الدرجة الثانية.

ولكنهُ نجح عقب ثلاث سنوات للصعود لدوري الدرجة الأولى من جديد.

تنتظر جماهير الإيلاند رود من يخلصها من تلك الفترة العصيبة، والصعود بها للدوري الممتاز، يحلم كُل مشجع في إقليم يوركشاير بالصعود للبريميرليج ومعانقة الحُلم من جديد.

رادريزاني و مارسيلو بيلسا.. الحلم القريب

أندريا راديرزاني، مالك نادي ليدز يونايتد الحالي، هذا هو الاسم الأشهر في مدينة ليدز يونايتد بجانب مارسيلو بيلسا حاليًا.

“أقوم بالإستثمار في أشياء تجلب لي الادرينالين، كُرة القدم جزء من ذلك، أنا استمتع بها” هكذا قال رادريزاني عندما قام بشراء نادي ليدز يونايتد.

ما يمتاز به فريق ليدز يونايتد هو أنه الفريق الوحيد في المدينة أيضًا، فريق المدينة.

“نادي يجسم المدينة، هو الفريق الوحيد بها، يجذب انتباه والاهتمام الجميع، انها مدينة مخلصة للفريق” هكذا صرح الصحفي الرياضي بيب هاي.

وعن المدينة أيضًا صرح ادم بوب الصحفي في راديو ليدز قائلًا:”من بين الأشياء التي تدل على عظمة ووجود حافز قوي في الفريق-المدينة، هو أنه النادي الوحيد بها”.

هناك مثال إنجليزي رائع يقولThis cub is from that lion” وتعني:”هذا الشبل من ذاك الأسد” وهو ما سيتضح في السطر التالي.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل