المحتوى الرئيسى

أردوغان يعلن فتح آيا صوفيا للصلاة وأثينا تحتج على "الاستفزاز"

07/10 17:33

أبطلت المحكمة الإدارية العليا في تركيا قراراً يعود إلى عام 1934، قضى حينها بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة (17 يوليو/تموز 2020)، أن آيا صوفيا ستفتح أمام المسلمين لأداء الصلاة.

وقال إردوغان في بيان نشره عبر صفحته على تويتر، "تقرر أنّ آيا صوفيا ستوضع تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية وستفتح للصلاة". وكان أردوغان قد عبر منذ مدة طويلة عن رغبته في إعادة آيا صوفيا إلى ما كانت عليه في عهد العثمانيين.

تركيا معادية للنظام السوري ومتعاونة مع النظام الإيراني. تركيا عضو الناتو ومنفتحة على بوتين. تركيا في أفريقيا ولها مواقف ضد تل أبيب. تركيا علمانية، يحكمها حزب إسلامي وعينها على أوروبا! (29.01.2015)

فيما تسعى تركيا لتحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، حذرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من إجراء أي تعديل على المتحف يقوض قيمته العالمية، وقالت إنه يجب إبلاغها بأي تغيير في وضعه لتتم مراجعته. (10.07.2020)

يرفع الأذان منذ مطلع رمضان من متحف آيا صوفيا ويتم بثه عبر الراديو في تركيا. هذه الخطوة رأت فيها أثينا محاولة أولى لتكريس الكنيسة السابقة كمسجد. آيا صوفيا كان كنيسة ثم تحول إلى مسجد وأخيرا إلى متحف. (07.06.2016)

وحسب وكالة الأناضول، رفعت جمعية معنية بحماية الأوقاف التاريخية دعوة لإلغاء استمرار آيا صوفيا كمتحف، وأن تعود كما كانت قبل 1934، أي مسجدا. واستمعت المحكمة الإدارية العليا للأطراف المعنية قبل أن يصدر قرارها اليوم الجمعة.

وجاءت ردود الأفعال عبر العالم، إذ اعتبرت وزارة الثقافة اليونانية،  أنّ القرار التركي بخصوص آيا صوفيا "استفزاز للعالم المتحضر الذي يعترف بالقيمة الفريدة والطبيعة المسكونية لهذا المعلم الأثري".

وترتبط اليونان بروابط خاصة مع آيا صوفيا بما أن هذا المتحف كان أولا كنيسة شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها.

كما عبرت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية عن أسفها لعدم إصغاء القضاء التركي إلى "مخاوف ملايين المسيحيين". ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن المتحدث باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا قوله "نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين".

بدأت آيا صوفيا ككنيسة ثم تحولت إلى مسجد وبعدها إلى متحف

وكانت الولايات المتحدة قد طالبت من تركيا عدم المساس بوضع آيا صوفيا. وكتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على تويتر أن متحف آيا صوفيا "يجسد التزام السلطات التركية باحترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني".

وأدرجت آيا صوفيا على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، إذ يزورها ملايين السياح سنويا. وطالبت يونسكو سابقا من تركيا عدم تغيير وضع آيا صوفيا.

وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453، تمّ تحويلها إلى مسجد في 1453 ثم إلى متحف في 1935، بقرار من رئيس الجمهورية التركية الفتية حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف "إهدائها إلى الإنسانية"، في أعقاب التحوّل الكبير الذي طرأ على تركيا وانتقالها من امبراطورية خلافة إسلامية إلى دولة علمانية قومية.

 ووقع توتر بين أثينا وأنقرة على هذا الموضوع أكثر من مرة، خاصة بعد شروع السلطات التركية في قراءة القرآن ورفع الأذان في آيا صوفيا، ومن ذلك قراءة سورة الفتح في ذكرى فتح قسطنطينية.

إ.ع/ع.ش (أ ف ب، رويترز)

تمثل الطريقة التي رد بها أردوغان على وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، عندما وصفه بالمثير للشفقة، ردا على نشر الإماراتي تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة سكان المدينة النبوية، صورة عن الخلافات الجوهرية بين أنقرة وأبو ظبي. يختلف الجانبان على الإسلام السياسي، وعزل محمد مرسي، والأزمة الخليجية، كما تتهم وسائل إعلام تركية الإمارات بالمساهمة في تدبير الانقلاب الفاشل، وهو ما تنفيه أبو ظبي.

يسود تنافس صامت بين تركيا والسعودية على زعامة العالم الإسلامي، كما يختلفان في ملفيْ الإسلام السياسي والأزمة الخليجية، زيادة على أن السعودية لا يروق لها استمرار علاقات طهران وأنقرة. إلّا أن الطرفين يحرصان على استمرار شراكتهما الاقتصادية، إذ توجد خطط برفع التبادل التجاري بينهما إلى 20 مليار دولار، كما يحرص الطرفان على الإشادة ببعضهما، كما لو أنهما يرغبان بتفادي الوصول إلى توتر سيؤثر سلبا عليهما معا.

أظهر وقوف أردوغان مع قطر إبّان اندلاع أزمة الخليج قوة تحالف الطرفين. أردوغان دافع عن قطر في وجه اتهامات الإرهاب وأرسل إليها مساعدات غذائية في الأيام الأولى للأزمة. الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية متعددة بين الجانبين، خاصة وأن قطر زوّدت تركيا بالغاز بعد تدهور علاقة الأخيرة بروسيا. الجانبان تشاطرا الموقف ذاته في موضوع عزل محمد مرسي وكذا في سوريا، ولهما علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي.

تختلف وجهات النظر بين تركيا والجزائر بشأن الملف السوري، فالجزائر مازالت تحتفظ بعلاقاتها مع نظام بشار الأسد، إلّا أن الجزائر تحاول بالمقابل الإبقاء على علاقات ديبلوماسية مع غالبية القوى. من هنا تُفهم علاقتها مع تركيا التي تستفيد من استثمارات كبيرة في التراب الجزائري، منها أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، كما تأتي الجزائر على رأس الدول العربية في تزويد تركيا بالغاز المسال.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل