المحتوى الرئيسى

رغم الانتقادات.. أردوغان يعلن موعد أول صلاة جمعة في آيا صوفيا

07/10 22:52

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة (10 يوليو/ تموز 2020) تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وإقامة أول صلاة جمعة فيها في 24 تموز/يوليو، وذلك بعيد إبطال أعلى محكمة إدارية في البلاد وضعها السابق الذي كانت بموجبه متحفا.

تبت أعلى محكمة في تركيا بدءا من اليوم في تحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة إلى مسجد، في خطوة يأمل الرئيس رجب طيب إردوغان أن تتحقق بالرغم من التوتر الذي يمكن أن تثيره مع دول طالبت أنقره بعدم المساس بالموقع. (02.07.2020)

عرفت المواجهة بين فرنسا وتركيا تطورات دراماتيكية في عرض البحر الأبيض المتوسط كادت أن تتحول لاحتكاك عسكري مباشر بين البلدين العضوين في حلف الناتو. المفارقة أن باريس بدت وكأنها معزولة في هذه المواجهة أمام الغريم التركي. (08.07.2020)

وقال أردوغان في كلمة متلفزة "سنؤدي سوياً صلاة الجمعة في آيا صوفيا في 24 تموز/يوليو ونعيد فتحها للعبادة"، مضيفاً انّ هذه الكنيسة السابقة التي تعدّ إحدى أبرز الوجهات السياحية في اسطنبول ستبقى مفتوحة "للجميع، أتراكاً وأجانب، مسلمين وغير مسلمين".

وجاء ذلك بعيد إصدار مجلس الشورى التركي، أعلى محكمة إدارية في البلاد،  قرارا قضائيا يبطل الوضع الذي كانت آيا صوفيا توصّف بموجبه متحفا. ووافق المجلس على طلبات قدّمتها منظمات عدة بإبطال قرار حكومي يعود للعام 1934 يعطي الموقع وضع متحف، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وأعلنت المحكمة أنها "قررت إبطال قرار مجلس الوزراء موضوع هذا الطلب". وأوضحت المحكمة أن آيا صوفيا مسجّلة مسجدا في سندات الملكية التي تحمل اسم مؤسسة محمد الفاتح، السلطان العثماني الذي "فتح" القسطنطينية في القرن الخامس عشر، وأن هذا التصنيف غير قابل للتعديل.

الخارجية الأمريكية تشعر "بخيبة أمل"

وفي رد فعلها على القرار التركي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الجمعة إنها شعرت "بخيبة أمل" بسبب قرار الحكومة التركية بتغيير وضع مبنى آيا صوفيا باسطنبول بعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان بإعادة تحويل هذا الأثر التاريخي إلى مسجد.

وقالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "نفهم أن الحكومة التركية ما زالت ملتزمة بالحفاظ على إمكانية وصول كل الزائرين لآيا صوفيا ونتطلع للاستماع إلى خططها لمواصلة إدارة آيا صوفيا لضمان إمكانية وصول الجميع إليه دون عائق".

إبطال أعلى محكمة إدارية في البلاد وضعها السابق الذي كانت بموجبه متحفا وتحويله إلى مسجد

الاتحاد الأوروبي يأسف واليونان تندد

بدوره، أبدى الاتحاد الأوروبي أسفه اليوم بشأن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح مبنى آيا صوفيا باسطنبول للصلاة فيه باعتباره مسجدا. وقال جوزيف بوريل كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان" .

وقال رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم الجمعة إنه يندد "بأشد العبارات" بقرار تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد. وقال مكتب ميتسوتاكيس في بيان "هذا اختيار يسيء إلى كل أولئك الذين يعترفون بهذا المعلم الأثري باعتباره موقع تراث عالمي. وبالطبع لن يؤثر فقط على العلاقات بين تركيا واليونان، وإنما أيضا على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي".

اليونسكو "تعرب عن أسفها العميق"

من جهتها، أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) اليوم الجمعة عن " أسفها العميق " لقرار السلطات التركية تحويل مجمع آيا صوفيا في اسطنبول من متحف إلى مسجد. وقالت المدير العام لليونسكو أودري أزولاي في بيان إن "آيا صوفيا تحفة معمارية وشهادة فريدة على التفاعلات بين أوروبا وآسيا على مر القرون". وأضافت تقول "إن وضعها كمتحف يعكس الطبيعة العالمية لتراثها ، ويجعلها رمزا قويا للحوار". وحذرت اليونسكو من أن القرار يمكن أن يكون له تأثير على وضع مجمع آيا صوفيا كجزء من موقع التراث العالمي للمناطق التاريخية في اسطنبول، كما حذرت من اتخاذ أي تدابير يمكن أن تؤثر على الدخول إلى الموقع، أو هيكل المباني أو إدارتها.

ع.ش/ا.ع (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

في عام 532 ميلادية أمر الإمبراطور الروماني جستنيان، الذي كان يقيم آنذاك في القسطنطينية ببناء كنيسة صخمة "ليس لها مثيل منذ خلق آدم ولا شبيه في قادم الزمن." وشارك في العمل 10 آلاف عامل. وبعد مرور 15 عاما تم افتتاح المبنى. وبقيت تلك الكنيسة على مدار ألف عام أكبر كنيسة في العالم المسيحي.

ويقال إن جستنيان استثمر ما يقرب من 150 طنا من الذهب في بناء آيا صوفيا. مع ذلك فقد وجب إجراء تحسينات على المبنى. فالقبة كانت في البداية مسطحة جدا وانهارت عند وقوع أحد الزلازل. "آيا صوفيا" ومعناها "الحكمة المقدسة" اعتبرت مباشرة كنيسة الدولة. ومنذ منتصف القرن السابع الميلادي جرى هنا تتويج جميع حكام بيزنطية تقريبا.

في عام 1453 سقطت القسطنطينية في يد السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي أعلن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. وحل الهلال مكان الصلبان، ودمرت أجراس الكنيسة والمذبح و جرى تفكيك الفسيفساء والجداريات. كما أقيمت أول مئذنة بالمبنى المسيحي أصلا فأعطته مظهرا إسلاميا.

في عام 1934 أمر مؤسس الدولة التركية؛ مصطفى كمال أتاتورك بتحويل آيا صوفيا إلى متحف. ومع أعمال الترميم المكلفة لآيا صوفيا كانت هناك نية لعدم الإنحياز لدين معين فتم حينها إظهار لوحات الفسيفساء البيزنطية مرة أخرى. كما كان هناك حرص على عدم تدمير البنايات الإسلامية اللاحقة.

التاريخ المضطرب لآيا صوفيا يتضح اليوم للزوار في كل ركن من الأركان. كتابات مثل "الله" و"محمد" تحيط بأيقونة مريم العذراء مع الطفل يسوع في حجرها. ومن الجدير بالذكر أن النوافذ الأربعين في القبة الكبيرة تسمح بمرور الضوء وتمنع انتشار الشقوق وتدمير القبة.

الفسيفساء الرائعة في المعروضة على جدار الرواق الجنوبي لآيا صوفيا تعود للقرن الـ 14 الميلادي. وحتى وإن لم تكن كاملة إلا أن الوجوه بالفسيفساء لازالت واضحة جدا للعيان. في المنتصف صورة يسوع كحاكم للعالم، وعن يساره ماريا وعن يمينه يوحنا.

الصلاة في آيا صوفيا ممنوعة اليوم. وقد التزم بذلك أيضا البابا بنديكت السادس عشر، عندما زار البازيليكا في عام 2006. وجرت زيارته في ظل إجراءات أمنية مشددة، فقد سبقتها اتجاجات للقوميين ضد زيارة البابا. ومؤخرا، جمع شباب الأناضول الوطني المحافظ 15 مليون توقيع لأجل إعادة المتحف ليكون مسجدا من جديد.

المنطقة المجاورة لآيا صوفيا لا تنقصها البنايات الإسلامية: ففي الجهة المقابلة مباشرة ترتفع مآذن جامع السلطان أحمد، المعروف أيضا باسم "المسجد الأزرق" (يمين). ويدعو القوميون إلى إعادة آيا صوفيا لتكون مسجدا، لأنه يرمز إلى فتح القسطنطينية على يد العثمانيين. وفي نظرهم أنه يجب حماية هذا التراث الإسلامي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل